"مفتاح" المؤتمر الاقتصادي يرمز لـ"الحبل السري".. اختارته "الحكومة" دون مسابقات.. واستخدمه الفراعنة للحياة بعد الموت

نكشف أسباب اختيار "مفتاح الحياة" شعاراً للمؤتمر الاقتصادي
باحث أثري: «مفتاح» المؤتمر الاقتصادي يرمز لـ«الحبل السري»
في الثقافة المعاصرة "مفتاح الحياة" يمثل الإله فينوس
استخدمه المصري القديم كرمز للحياة بعد الموت.. وحمله الآلهة والملوك
صنع قدماء المصريون مرايا من معادن على شكل مفتاح الحياة لأسباب دينية
تأثرت الثقافات الأجنبية به.. أبرزها قبرص وآسيا الصغرى
مفتاح الحياة.. في تلقائية شديدة وفي غمضة عين وقع الاختيار عليه ليكون شعارا لعرس مصر الاقتصادي بشرم الشيخ.. فلم نسمع عن مسابقة كما نعهد دائما في الأحداث الكبرى، لاختيار أفضل شعار.. بل جاء الاختيار سلسا وسريعا للشعار من جانب القائمين على "مصر المستقبل"، الموقع الإلكتروني اللذي أطلقته الحكومة للمؤتمر، سافر بعدها الشعار عبر الرسائل الالكترونية إلى المستثمرين العرب والأجانب، حول العالم.
وكان لزاما علينا التوقف عند "مفتاح الحياة" لنعرف قصته..
"الحبل السري"
في هذا الإطار قال عماد مهدي، الباحث الأثري وعضو اتحاد الأثريين: إن "مفتاح الحياة علامة هيروغليفية ارتبطت عند المصري القديم بالحياة، ولم يتوصل أحد الى مدلول العلامة وحل اللغز"، مشيراً الى أنه توصل في دراسة له وقد وثقها كملكية فكرية عام 2013، وهي أن مفتاح الحياة الذي على شكل عروة لوزية مثبتة فوق ساق أو بدن رأسي يفصل بينهما خط مستعرض بالحبل السري للجنين في بطن أمه.
وأكد "مهدي" في تصريح خاص لـ " صدى البلد " أن ذلك التشابه والترابط بين منظر الولادة و"مفتاح الحياة" وجد في أحد نقوش آثار كوم إمبو في عملية ولادة، مشيراً إلى عبقرية المصري القديم وملاحظته الدقيقة لتشريح الحبل السري، حيث تبين أن الحبل السري للجنين يتكون من شريان أيمن وشريان أيسر ووريد واحد من أسفل، وأن الأطراف الثلاثة في "مفتاح الحياة" تمثل ماهية تكوين الحبل السري، وهو ما أكده الأطباء.
وأشار إلى أن الرمزية لعبت دورا هاما في حياة ومعتقد المصري القديم ومدى تأثره بكل الظواهر المحيطة به في عالمه، وأن "مفتاح الحياة" أقرب الشبه بالحبل السري الذي يمد الإنسان بالحياة، وهو في مراحل تكوينه في بطن أمه، فهو الرباط المقدس بين الجنين وأمه وهو شريان الحياة، وهو حبل الحياة للجنين في عالمه المظلم، واتخذه المصري القديم رمزا وفلسفة للحياة والخلود في العالم الآخر.
وأوضح الباحث الأثري الى أن اختيار "مفتاح الحياة" شعار للمؤتمر الاقتصادي إشارة الى أن اقتصاد مصر هو شريان الحياة للبلاد كما هو الحال للحبل السري الذي يعد شريان الحياة للجنين في بطن أمه.
الحياة بعد الموت
رمز الحـياة الأبديـة عند قدماء المصريين، كان يستعمله المصري القديم كرمز للحياة بعد الموت، وكان يحمله الآلهة وملوك الفراعنة، ولايزال أصل الرمز لغزا لعلماء المصريات.
ظهر كثيراً "مفتاح الحياة" في لوحات المقابر المصرية، وغالبًا يظهر في الصور التي تمثل البعث من الموت للمتوفي صاحب المقبرة، وجرى في كثير من الأحيان حمل المصريين القدماء لمفتاح الحياة كتميمة - إما وحده - أو مع اثنين من الطلاسم الأخرى التي ترمز للقوة والصحة.
صنع قدماء المصريين مرايا من معادن على شكل مفتاح الحياة لأسباب زخرفية ترمز إلى وجهة نظر دينية، ووضع قدماء المصريين نماذج معدنية لمفتاح الحياة على القبور بعد أن تصقل بالذهب أو النحاس كي ترمز للشمس.
أما الأكاديميون المصريون، ولا سيما في جامعة القاهرة، فأجزموا بأن مفتاح الحياة يمثل الدور المحوري لنهر النيل في مصر، فالرأس البيضاوي يمثل منطقة دلتا النيل، والجزء الرأسي يمثل مسار النهر، والجزء الأفقي يمثل شرق البلاد وغربها اللذان يحتاجان لحماية المصري عنهما.
تأثرت العديد من الثقافات الأجنبية بمفتاح الحياة المصري منها ظهور مفتاح الحياة في كثير من الأحيان على العملات المعدنية القديمة في قبرص وآسيا الصغرى (وخاصة مدينة مالوس في تركيا حاليًا).
وفي الثقافة المعاصرة، وحتى وقنا هذا، يستخدم مفتاح الحياة لتمثيل كوكب الزهرة الذي يمثل بدوره الإله فينوس أو أفروديت عند الغربيين.