عزة الدورى"الشبح الغامض.. من بائع ثلج إلى نائب صدام حسين .. الأمريكان فشلوا فى اعتقاله.. ورأسه تساوى 10 ملايين دولار

الدورى أفلت من قبضة القوات الأمريكية ولم يتم القبض عليه وعاش متخفيا لسنوات
محافظ صلاح الدين يؤكد مقتله والمتحدث باسم حزب البعث ينفى
الدوري كان يتزعم تنظيما مسلحا يسمى "الحركة النقشبندية" وساعد تنظيم داعش
تقلد مناصب قيادة فى السلطة العراقية منذ عام 68 وكان يعانى من سرطان الدم
مازال عزة الدورى الرجل الثانى فى نظام الرئيس العراقى السابق صدام حسين مثيرا للاهتمام والجدل فى حياته وبعد تردد انباء عن وفاته .. فرجل صدام حسين القوى الذى كان يتمتع بنفوذ واسع فى الدوائر السياسية العراقية خلال حقبة حكم صدام حسين هو شخصية فى قمة الغموض حيا وميتا .
ولم يكن يعلم العراقيون، أن تلك الشخصية التي ارتبطت بكونها مثار للسخرية وإطلاق النكات، ستتحول يومًا ما لكابوس يؤرق أجفان الشعب العراقي، الذى عانى ويلات الصراع المسلح منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
كان عزت الدوري -الرجل الثاني إبان حكم صدام حسين-، مثار النكتة والسخرية السوداء في العراق بسبب عمله كبائع ثلج وأيضاً عدم إكماله للدراسة ومظهره، فكان يعرف في نكات الشارع العراقي، بلقب "الطرطور"، لكن سرعان ما تحول "الدوري" إلى اسم مرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، الذي ارتكب العشرات من العمليات العسكرية التي استهدفت المدنيين والعسكريين العراقيين "بحسب وكالات أنباء عالمية".
وواصل الدورى غموضه بعد سقوط نظام صدام حسين ودخول القوات الأمريكية بغداد واحتلالها العراق وكان من القيادات القليلة المقربة من صدام حسين التى أفلتت من قبضة القوات الأمريكية ولم يتم القبض عليه وعاش متخفيا لا بعرف أحد عنه شيئا طوال أكثر من 10 سنوات ثم ظهر على السطح فجأة خلال الشهور القليلة الماضية وظهر فى محافظة صلاح الدين ولكن سرعان ما انتشرت أخبار عن مقتله وتم نشر صور لشخص مقتل قيل أنه هو .
وتتحقق السلطات العراقية منذ أمس الجمعة مما إذا كانت جثة شخص قتل في معارك ضد القوات الأمنية وقوات "الحشد الشعبي" تعود إلى عزة الدوري نائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ام لا رغم ان ال متحدث باسم حزب البعث المنحل نفى صحة هذا الخبر.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر أمني قوله إن القوات الأمنية "تشتبه" في أن تكون الجثة عائدة للدوري، مضيفا أنه "تم إرسال الجثة فورا إلى دائرة الطب العدلي ببغداد لمطابقة الحمض النووي".
وكان هادي العامري قائد فصائل "منظمة بدر" التي تقاتل إلى جانب القوات الأمنية قد قال ان 12 قتيلا سقطوا إثر اشتباكات بين "الحشد الشعبي" وأبناء عشائر العلم في منطقة جبال حمرين الممتدة بين محافظتي ديالى (شمال شرق بغداد) وصلاح الدين (شمال)، مضيفا أن من بين القتلى جثة تحمل ملامح الدوري، وأنه سيتم فحص الجثة للتأكد من هويتها.
وتحدث القيادي في المنظمة كريم النوري عن تلقي قواته معلومات تفيد أن شخصا مهما كان في مدينة الحويجة، مرجحة أن يكون هو زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، مضيفا أنهم نصبوا كمينا له، واتضح لاحقا أنه الدوري-على حسب قوله-.
من ناحية اخرى قال كل من رئيس مجلس محافظة صلاح الدين أحمد الكريم والمحافظ رائد جبوري إنه سيتم إثبات هوية الجثة في الساعات القادمة عبر إجراء فحص للحمض النووي.
وكانت حركة "عصائب أهل الحق" المتحالفة مع القوات الحكومية أعلنت الجمعة أنها قتلت عزة الدوري، وأن الجثة في طريقها إلى العاصمة بغداد، كما أعلن التلفزيون العراقي الرسمي أن الدوري قتل في المواجهات بمحافظة صلاح الدين.
وفي المقابل، قال المتحدث باسم حزب البعث المنحل خضير المرشدي في تصريحات تلفزيونية إن نبأ مقتل الدوري لا أساس له من الصحة.
فى سياق متصل استبعد خبيران عسكريان عراقيان حصول تغيير في المعادلة الأمنية في حال تأكد نبأ مقتل الدوري
وقال العقيد المتقاعد ركون عدنان نعمة إن العمليات التي ينفذها تنظيم الدولة أكبر من الإمكانيات التي تتوفر لعزت الدوري وفصيله المسلح، حيث يعتمد التنظيم على دعم خارجي من دول في مجال المعلومات والتسليح، وهو أمر يفتقر إليه الجناح العسكري للدوري.
وأشار العميد المتقاعد خليل النعيمي إلى أن "مقتل" الدوري لا يعد إنجازا أمنيا في ظل التدهور الذي تشهده محافظات عدة والتقدم الذي يحققه مسلحو تنظيم الدولة في محافظة الأنبار (غرب)، لا سيما أن الدوري لم يتبن أي عملية عسكرية منذ أكثر من عام.
وكان الدوري يتزعم تنظيما مسلحا يسمى "الحركة النقشبندية" الذي يعتقد أنه شارك في الهجوم الذي قاده تنظيم الدولة الإسلامية في يونيوالماضي، وأتاح له السيطرة على مناطق واسعة من شمال البلاد وغربها، لكن تقارير تحدثت عن تراجع دور تنظيم الدوري لاحقا لصالح تنظيم الدولة.
وكانت القوات المسلحة الأميركية قد رصدت عشرة ملايين دولار لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقال الدوري أو قتله بعد فشلها فى القبض عليه عقب سقوط نظام صدام حسين والقبض عليه لاحقا.
وقال رائد الجبوري محافظ صلاح الدين في مقابلة مع قناة "العربية" إن "السلطات العراقية قضت على عزة ابراهيم الدوري الجمعة في منطقة حمرين القرية من منطقة العلم"، مؤكدا أن "عملية التعرف على الجثة جارية من خلال فحص "DNA"، لكن الصور كافية لتؤكد أن عزة الدوري قد مات".
وأضاف محافظ صلاح إن "معلومات استخباراتية وصلت صباح الجمعة عن 3 سيارات يستقلها إرهابيون وإن بينهم شخصيات كبيرة" مشيرا إلى إن "المصالح الأمنية قامت بعملية استباقية بدعم من العشائر والحشد الشعبي، وتم تطويق المجموعة، ففجر ثلاثة انتحاريين أنفسهم، بينما تم قتل الباقين" وبعد الفحص تبين أن إحدى الجثث تعود لعزة ابراهيم الدوري.
ونفى محافظ صلاح الدين أن يكون الدوري قد قتل في اشتباك مع داعش، ووصف الدوري بأنه "إرهابي ومسؤول عن مقتل عدد كبير من العراقيين معتبرا أن "مقتله يرفع من معنويات القوى الأمنية وسيحبط الإرهابيين"، على حد قوله.
وبعد إعلان حكومة صلاح الدين عن مقتل "عزّة الدوري" نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والأمين العام بديلا له في قيادة حزب البعث المنحل، يظل سؤال يطرخح نفسه بقوة وهو من هو عزّة الدوري الذي يعطى لمقتله، او نجاته، كل هذه الأهمية الكبرى؟ ‼
فعزة إبراهيم الدوري الرجل الثاني إبان حكم صدام حسين حيث شغل مركز نائب رئيس مجلس قيادة الثورة وقبلها عدة مناصب من بينها منصب وزير الداخلية ووزير الزراعة، بعد الغزو الأمريكي للعراق اختفى عزة الدوري وأعلن حزب البعث العربي الاشتراكي (قطر العراق) أنه تسلم منصب الأمين العام للحزب خلفًا لصدام حسين بعد إعدامه و نسبت إليه تسجيلات صوتية في فترات مختلفة منذ ذلك الحين. ظهر في تسجيل مرئي يوم 7أبريل 2012 بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي.
وولد الدوري عام 1942 لأسرة عراقية فقيرة، ودرس في مدينتي سامراء وبغداد، وانتسب إلى حزب البعث الاشتراكي العربي.
واعتقل في العديد من المرات، كان أطولها اعتقاله من منذ عام 1963 إلى عام 1967، حيث أفرج عنه في حركة شهر يوليو عام 1968، التي أطيح فيها بنظام الرئيس عبد الرحمن عارف، وتولى حزب البعث العربي الاشتراكي السلطة.
وعين رئيساً للجنة العليا للعمل الشعبي، وتولى العديد من المناصب السياسية، منها منصب وزيراً للزراعة والإصلاح الزراعي وتم تعيينه بمنصب وزير الداخلية في نوفمبر عام 1974.
وعندما تولى صدام حسين رئاسة العراق عام 1979، عينه بمنصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، واعتبر الرجل الثاني في نظام حكم صدام حسين.
ويعتقد أن الدوري كان يعاني من مرض سرطان الدم (اللوكيميا)، وبالتالي كان يحتاج إلى عمليات نقل دم كل 6 أشهر وزار عاصمة النمسا، فيينا، في عام 1999 من أجل العلاج. وطالبت المعارضة النمساوية آنذاك باعتقاله على أساس أنه ارتكب جرائم حرب لكن الحكومة سمحت له بمغادرة البلد.
وعند اندلاع حرب الخليج عام 1991 نقلت عنه صحيفة "نيويورك تايمز"، تحذيره للأكراد من إثارة أية متاعب للحكم في بغداد.
وكان الدورى هو المفاوض الرئيسي مع الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح من الكويت لحل المشاكل الحدودية، والتي أدت إلى الحرب بين البلدين وجرت تلك المفاوضات برعاية الملك السعودي آنذاك فهد بن عبد العزيز آل سعود.
وقبيل الغزو الأمريكي للعراق في أبريل سنة 2003، تم تكليفه بمهمة القيادة العسكرية للمنطقة الشمالية وفي أواخر سنة 2009، قام بتشكيل جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني المكونة من تحالف القيادة العليا للجهاد والتحرير وجبهة الجهاد والخلاص الوطني.
ونقلت وكالات أنباء عالمية، قيام الدوري، بقيادة عمليات تنظيم "داعش"، في محافظة نينوى العراقية التي أعلنها ولاية تابعة له منذ يوليو من العام الماضي كما تداولت مواقع إلكترونية على صلة بحزب البعث العراقي، تسجيلا صوتيا نسبته لنائب الرئيس العراقي السابق، عزة إبراهيم الدوري، توجه فيه بالتحية إلى تنظيم القاعدة وإلى عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" معلنا فيه أن السيطرة على بغداد باتت وشيكة، واعتبر سقوط محافظتي نينوى وصلاح الدين من أكبر "الفتوحات العربية" منذ عصر النبي محمد، كما هاجم إيران واتهمها بنشر ما وصفه بـ"السرطان الصفوي."
اختفى الدوري بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وقامت أميركا برصد عشرة ملايين دولار لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقاله أو قتله كما قامت القوات الأميركية بوضع صورته على كرت ضمن مجموعة أوراق لعب لأهم المطلوبين من قبلها، حيث كان المطلوب السادس للقوات الأميركية وأعلن حزب البعث العراقي نبأ وفاته في 11 نوفمبر الثاني 2005، لكن عاد لينفى ذلك لاحقاً.
بعد تنفيذ حكم الإعدام بصدام حسين في 31 ديسمبر عام 2006 ، سمي عزة الدوري أمينًا للسر للقيادة القطرية والقومية لحزب البعث الذي تم حله، ثم ظهر انشقاق في الحزب بعد أن قرر الدوري فصل 150 عضوًا على خلفية قرارهم عقد مؤتمر قطري في دمشق، دون موافقته، بقيادة محمد يونس الأحمد، العضو السابق في القيادة القطرية.
وتم بث تسجيل مرئي يعزى له يوم 7 أبريل 2012 في ذكرى تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي ويتحدث فيه عن إيران وتدخلاتها بالعراق، ويؤكد حرب حزب البعث أصبحت ضد إيران ونفوذها في العراق.. كما أكد أن حزب البعث مع الثورة السورية.
ظهر الدوري في تسجيل مرئي آخر يوم 5 يناير عام 2013، أعلن فيه أن حزب البعث يؤيد الاحتجاجات العراقية في الأنبار والمدن السنية الأخرى.
وفي يوم الجمعة 17 أبريل 2015، أعلن التلفزيون العراقي الرسمي، أن عزة إبراهيم الدوري قتل في عملية أمنية في منطقة حمرين شرق محافظة صلاح الدين. وذلك خلال مواجهات القوات الأمنية والحشد الشعبي مع مسلحين في منطقة حمرين، بالقرب من حقول علاس.