قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

اقرأ كتاب البهاء حسين .. "شاعر يكتب بكل جسده ..بكل طفولته"


في ديوانه السادس 'بكل جسدي ..بكل طفولتي' ـ الصادر مؤخراً في القاهرة عن دار 'العين' ـ أضاف الشاعر المصرى البهاء حسين بصمةً جديدةً على شعرية تخصّه، لا تتشابه مع أحد، ولا تعترف بالمزاج العام لقصيدة جيل التسعينيات، الذي ينتمي إليه البهاء ـ على نحوٍ ما ـ في نهاية المطاف
لا تقف قصائد ديوان البهاء عند رصد مشاهد متفرقة من حياته، تنتمي إلى نظرية سادت الشعرية المصرية في العقدين الماضيين، والتي تقول إن القصيدةَ يمكن أن تولد في الفراغ المشهدي الواسع، أو في استعمال متتالية 'العادي والهامشي واليومي'،
مستعرضا عوالم حياتيَّة مباشرة، في لغة شديدة التقشف، تعكس انشغاله بما سُمِّي يوماً ـ على سبيل الاستنكار ـ 'القضايا الكبرى' في الشعر، مُستخدِماً مجازاتٍ وقاموساً وعوالم لا تتأفف من قاموس الفقر واليُتم، منتبهاً إلى شعرية الأسى الذي يصاحبهما دائماً وإلى الأبد،
عن ديوان البهاء يقول الشاعر محمود خيرالله :
في ديوانه الجديد ـ ثمة شذرات من سيرة شعرية ـ قال إنها بدأت بديوان 'عود ثقاب أخير' الصادر في العام 2002 وتستكمل في جزءيْن لاحقيْن ـ حيث تبدأ القصائد من'المقابر' لتنتهي بـ'الوحدة'، باحثاً بينهما ـ بجسده وطفولته معاً ـ عن عدة درجات في سلم الموت، كان عليه أن يطأها ليفهم نفسه أولاً:
' حتى البيوت تجد مَن يُعيِّرها،
تجد العتباتُ من يحمِّلها عبء حظِّهِ العاثر،
العتباتُ التي قوَّسها الانتظار
فصارتْ أرامل'
شعرية العالم هنا تأتي من الأسى الإنساني لحياة طفل بين أم مترمِّلة وأب غائب، منذ الإهداء: 'مثل أمي وخالتي روحية، الأرملتين، أمشي كأننَّي أتذكر..'، إلى القصيدة الأخيرة: 'وحده في البيت'، مروراً بقصيدتي: 'ببطء باتجاه المقابر' و'قد تكون النافذة أختاً' وغيرها، حيث يعتقد المرء جازماً أن تيمة 'الأم ـ الموت' هي كلمة السر في هذا الديوان، وعبارة الكاتب البرتغالي الشهير خوسيه ساراماجو التي تقول 'اترك زمام أمرك للطفل الذي كُنته' ..هي عنوانه الداخلي بامتياز.
القصائد مُترعة بالحزن والأرامل، تتحرَّق فيها الذات شوقاً إلى ماضيها، كأنَّها تحفُره، تحكي قصة طفولة يتحوَّل فيها العالم إلى نوع من المرارة تتساقط تلقائياً على الشعر، ومن أول سطر في الديوان:
' لأنني أكرهكم
لا يعلق بذاكرتي منكم غير الأحذية'
الشاعر ـ الذي يُعرِّي مراراته كلما استطاع إلى ذلك سبيلاً ـ يريد أن يطلعنا على حفاء الطفولة، الذي يجعل الأرض مؤلمة أكثر من اللازم، 'كانت أمي تظن أن المستقبلَ/ قادرٌ على صنع حذاء/ لامرأة وطفل يبيعان الفاكهة للظهيرة'، وهو حريص على أن يرى العالم من مناطق جديدة على الشعر، وعلى أن يضيف إلى القصيدة نمطاً من العجائز، من اللائي يعشْن تحتَ أشباحِهن، حيث أعادت ترتيب الحقائق من جديد في عين طفل يسائل الأشياء ويتماهى معها، إلى أقصى حد :
'ليس لدى فرنٍ من الطين مايقوله للنار،
سوى أجسادٍ مُبهمة
ليس للزنزانة
ليس للموت مَن يعيِّره باسمه'