الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"زي النهارده" قبل 61 سنة.. إجلاء آخر جندي بريطاني من مصر.. "ناصر" محمولا على الأعناق.. وشعلة النصر تضيء ميدان بورسعيد

صدى البلد

18 يونيو 1956 نتيجة اتفاقية الجلاء بين مصر وإنجلترا
الجماهير تحمل عبد الناصر على أعناقها ليشعل شعلة النصر في قلب ميدان بورسعيد الرئيسي
القوات الإنجليزية خرجت على أربع مراحل من مصر
المرحلة الأخيرة خرجت قبل الموعد الرسمي للاتفاقية بخمسة أيام في 18 يونيو 56.. بكى جمال عبد الناصر فرحا، وهو يرفع علم مصر على قاعدة بورسعيد البحرية، آخر موقع خرجت منه القوات البريطانية، قبل ذلك بخمسة أيام، بعد 74 عاما من الاحتلال.
وحملته الجماهير على أعناقها ليوقد شعلة النصر في الميدان الرئيسي ببورسعيد، فقد تحقق أول أهداف ثورة 23 يوليو 52.
الجلاء.. صفحة من حكاية شعب:
خمسة أيام كاملة قبل الموعد الرسمي.. وبالتحديد في 13 يونيو 56 خرجت القوات الإنجليزية من مصر بعد 74 عاما من الاحتلال وتحقق حلم أجيال طويلة في "الجلاء".
18 يونيو، كان هو الموعد الرسمي.. المحدد في الاتفاقية التي وقعتها مصر مع إنجلترا في 19 أكتوبر 54، بخروج 80 ألف عسكري إنجليزي من منطقة تمركز في قناة السويس، على خمس مراحل، مدة كل مرحلة أربعة أشهر تنتهي بعد 20 شهرا كاملة.
في يوم الخروج، كان على القوات البريطانية أن تزيل أعلامها من آخر نقطة لها في مصر، وهو مبنى البحرية في بورسعيد، وهو أول مبنى قاموا باحتلاله عام 1882، وهو أصلا أحد القصور التي بناها الخديو إسماعيل للإمبراطورة الفرنسية أوجيني، في احتفالات افتتاح قناة السويس 1868.
نص الاتفاقية:
ما ورد في النص الأصلى الرسمى لاتفاقية الجلاء: "بعد الاطلاع على الإعلان الدستورى الصادر في 10 فبراير سنة 1953، وعلى القانون رقم 637 لسنة 1954 وبالموافقة على الاتفاق وملحقيه والخطابات المتبادلة الملحقة به والمحضر المتفق عليه، المعقود بين حكومة جمهورية مصر وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال أيرلندا والموقع عليه بالقاهرة في 19 أكتوبر سنة 1954، وبناء على ما عرضه وزير الخارجية بأن حكومة جمهورية مصر وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال أيرلندا، إذ ترغبان في إقامة العلاقات المصرية الإنجليزية على أساس جديد من التفاهم المتبادل والصداقة الوطيدة، فقد اتفقتا على أن تجلو قوات صاحبة الجلالة جلاءً تاما عن الأراضى المصرية، وفقا للجدول المبين خلال فترة عشرين شهرا من تاريخ التوقيع على الاتفاق الحالى، وأن تعلن حكومة المملكة المتحدة انقضاء معاهدة التحالف الموقع عليها في لندن في السادس والعشرين من شهر أغسطس سنة 1936، وأن تقر الحكومتان المتعاقدتان بأن قناة السويس البحرية، التي هي جزء لا يتجزأ من مصر، طريق مائي له أهميته الدولية من النواحى الاقتصادية والتجارية والاستراتيجية، وتعربان عن تصميمهما على احترام الاتفاقية التي تكفل حرية الملاحة في القناة الموقع عليها في القسطنطينية في التاسع والعشرين من شهر أكتوبر سنة 1888".
وعلى ضوء ما قضت به هذه الاتفاقية، تحقق حلم جلاء البريطانيين عن سجل وطنى حافل بعد استعمار دام 73 عاما وتسعة أشهر وسبعة أيام، منذ ثورة عرابى ثم ثورة 1919، وانتفاضة الشعب بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وإضراب جميع الطوائف بمن فيهم ضباط الشرطة في أكتوبر 1947 وأبريل 1948، والكفاح المسلح ضد القوات البريطانية في قناة السويس بعد انتهاء حرب فلسطين، وظل الكفاح مستمرا إلى ما بعد قيام ثورة يوليو 1952، إلى أن تم جلاء آخر جندى بريطانى عن مصر «زي النهارده» في 18 يونيو 1956، حيث اقترن الجلاء بإعلان النظام الجمهورى وإلغاء الملكية.