قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تعرف على الحكمة من عدم التصريح باسم زوجة فرعون في القرآن


آسية بنت مزاحم امرأة فرعون موسى. التي تلقت النبي موسى من أليم وآمنت به وأسندت رضاعته لأمه "وقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُون".
يعني: أن فرعون لما رآه هم بقتله خوفا من أن يكون من بني إسرائيل فجعلت امرأته آسية بنت مزاحم تحاج عنه وتذب دونه، وتحببه إلى فرعون، فقالت : (قرة عين لي ولك) فقال: أما لك فنعم، وأما لي فلا . فكان كذلك ، وهداها الله به ، وأهلكه الله على يديه.
وقوله "عسى أن ينفعنا" وقد حصل لها ذلك، وهداها الله به، وأسكنها الجنة بسببه. وقولها : "أو نتخذه ولدا " أي: أرادت أن تتخذه ولدا وتتبناه، وذلك أنه لم يكن لها ولد منه، وقيل هي التي سمّت موسى بهذا الاسم، لأنه وُجد بين ماء وشجر, أظهرت ايمانها يوم الزينة، فأمر فرعون أن توتد على ظهرها أوتاد، وأن ترضخ بصخرة عظيمة إن لم ترجع، فقالت كما ورد قي القرآن الكريم.
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين.
لماذا لم يُسم ِالقرآن امرأة فرعون واكتفى فقط بإضافتها إلى زوجها؟
التدبر في أسلوب القرآن الإعجازي الموجز يدلنا على أنه يقتصر على ذكر الطريقة الأقرب إلى تعيين الشخص المراد والأكثر تحديدا لهويته بحسب ما يقتضيه المقام والسياق، وهنا نجد أنه لا خلاف على أن " فرعون " هو الاسم الأكثر شهرة من " آسية" ، بحيث تُغنى إضافتها إليه عن ذكر اسمها، فالقليل من الناس هم الذين يعرفونها باسمها الشخصي، بينما الناس جميعا يعرفون دلالة الاسم " فرعون" ، وعلى هذا فإن الإشارة إلى "آسية" بوصفها "امرأة فرعون" فحسب، تصبح كافية جدا للتعريف بها والدلالة عليها أكثر مما لو ذَكَرَها باسمها فقط.
لو أنه قال " آسية امرأة فرعون " لكان الاسم " آسية " حشواً يتنزه عنه اسلوب القرآن الموجز، وذلك لكفاية "امرأة فرعون" في الدلالة عليها ، فالذكر كما قلنا من قبل يكون للطريقة الأقرب إلى تعيين الشخص المراد، فإذا دلت إضافة المرأة إلى زوجها على تحديد هويتها بيسر، لم تعد هناك حاجة بعد ذاك للتصريح باسمها، وخاصةً إذا كان اسمها مجهولا لأكثر الناس.
بل لقد لوحظ أن إضافة المرأة إلى اسم زوجها تكون في بعض الأحيان هي الطريقة الوحيدة لتحديد هويتها بدقة، وأن الاكتفاء بذكر اسمها قد لا يكفى مطلقا للوقوف على شخصيتها وتحديد من تكون.