المحافظون الإيرانيون يهاجمون الاتفاق النووي

بدأت الصقور الامنية في إيران تهاجم الاتفاق النووي التاريخي الذي أبرمته بلادهم مع القوى الدولية الست بعد أن واتتهم الجرأة في أعقاب وصف الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي لبعض القوى العالمية الموقعة بأنها "غير جديرة بالثقة".
وسيفهم الإيرانيون أن المقصود بتصريح خامنئي إلى حد بعيد هما الولايات المتحدة وبريطانيا أو "الشيطان الأكبر والأصغر" كما يصفهما النظام الديني الحاكم في إيران بسبب دعمهما للشاه الذي أطيح به في ثورة عام 1979.
ويحمل التصريح وزنا لأن خامنئي له القول الفصل في شؤون الدولة. لكن رجل الدين المحافظ عبر عن ترحيب حذر بالاتفاق قائلا إنه مهم وداعيا إلى الهدوء ربما في إشارة إلى زيادة آمال الرأي العام في وضع حد لعزلة إيران أو إلى التوتر بين أنصار الاتفاق ومنتقديه.
لكن لهجته الحذرة المتشائمة تناقضت مع الثناء الذي وجهه الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف للاتفاق.
ولم تضيع شخصيات مقربة من خامنئي وقتا في مهاجمة الاتفاق الذي يرفع العقوبات عن طهران مقابل فرض قيود طويلة الأجل على برنامج طهران النووي الذي يشتبه الغرب في أنه كان يهدف لإنتاج قنبلة نووية.
*معاهدة مع الشيطان
رأى أحدهم خلافات مثيرة للقلق بين التفسير الأمريكي والإيراني لما اتفق عليه.
وكتب محمد كاظم أنبار لوي في مقال بصحيفة رسالت المحافظة "هناك خلافات كبيرة بين وثيقة الحقائق الإيرانية عن الاتفاق التي أصدرتها وزارة الخارجية الإيرانية وبين ما ذكره الرئيس الأمريكي في تصريحاته."
وتابع قوله "وثيقة حقائق الخصم تظهر أن كل الخطوط الحمراء الإيرانية ولا سيما بشأن العقوبات لم تحترم. العبارات والكلمات المستخدمة في النص تضم أقواسا وتحفل بالمصطلحات الغامضة التي يمكن تأويلها بأكثر من معنى."
ويعتقد بعض المحافظين أن توقيع اتفاق مع واشنطن يصل إلى حد إبرام معاهدة مع الشيطان.
ورغم أن خامنئي سيكون صاحب القرار النهائي في الاتفاق يريد المتشددون تدقيقا صارما في نص الاتفاق عندما يعرض للنظر في البرلمان ومجلس الأمن القومي.
وكان لهؤلاء المنتقدين وجودا واضحا في الشوارع يوم الثلاثاء عن أعلن عن إبرام الاتفاق.
وقال شاهد عيان لرويترز إن رجلا كان يوزع الحلوى في ضاحية كراج بطهران بمناسبة النصر النووي" تعرض لمضايقات وتوبيخ من رجال ملتحين يبدو أنهم أعضاء في ميليشيا الباسيج المتشددة.
وأبلغ شاهد عيان آخر رويترز أن أفرادا من الباسيج يركبون دراجات نارية ظهروا بشكل واضح في ميدان فاناك الراقي بشمال طهران للتعبير عن استيائهم من احتفالات الشوارع. لكن الشبان الراقصين فاقوهم عددا. ولم ترد تقارير عن وقوع اشتباكات.
ويتمتع متعصبون مثل ميليشيا الباسيج وقادة الحرس الثوري الإيراني بنفوذ حقيقي.