قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مركب الموت إلى اليونان| صديق 5 من الضحايا يكشف مأساة الهجرة غير الشرعية.. «أنا نفسي مشيت في الطريق ده وكنت واحد منهم»

صورة بعض الضحايا
صورة بعض الضحايا

في كل مرة يتصدر فيها خبر غرق مركب هجرة غير شرعية عناوين الأخبار، يعود الألم ذاته ليتجدد، وكأن البحر بات شاهدًا دائمًا على أحلامٍ غارقة وشبابٍ ودّعوا الحياة قبل أن يمنحوها فرصة كاملة. مأساة جديدة استفاق عليها الرأي العام، بعد غرق مركب كان في طريقه من إحدى الدول المجاورة إلى اليونان، يحمل على متنه عشرات المهاجرين غير الشرعيين، بحثًا عن أمل ضائع في الضفة الأخرى.

هذه المرة، لم تكن المأساة مجرد بيان رسمي أو أرقام باردة، بل وجوه وأسماء وحكايات إنسانية توقفت فجأة، تاركة خلفها أسرًا لا تزال تنتظر خبرًا، أو حتى جثمانًا يخفف وطأة الفقد.

“لا جثمان.. ولا خبر”.. صديق الضحايا يروي الألم

 كشف أحد أصدقاء الضحايا في تصريحات خاصة لـ صدي البلد عن حجم المأساة التي تعيشها أسر المفقودين، مؤكدًا أن الغموض لا يزال يحيط بمصير الجميع. وقال بصوت يحمل مزيجًا من الصدمة والحزن:
“كلهم راحوا، ومحدش يعرف عنهم حاجة أصلًا، لا جثمان ولا أي تواصل… وإحنا مستنيين أي خبر. العدد كله كان زي ما بيتقال، حوالي 34 شخص كانوا على المركب”.

حديث الصديق لم يكن مجرد شهادة، بل صرخة إنسانية تعبّر عن وجع الانتظار، وعن أسر لا تملك سوى الأمل الضعيف في معلومة أو إشارة، بعدما ابتلع البحر أبناءهم.

طريق الهجرة.. فخ لا يُكشف إلا بعد السقوط فيه

وعن رسالته للشباب الذين يفكرون في الهجرة غير الشرعية، جاءت كلماته صادمة وصريحة، كأنها اعتراف متأخر بحقيقة مُرة. يقول:
“والله أنا مش عارف أقولك إيه… أنا نفسي مشيت في الطريق ده، والحمد لله اتمسكنا. الموضوع خطر، واللي يجرب مرة عمره ما يفكر تاني”.

ويضيف أن الحقيقة لا تنكشف إلا بعد الوقوع في الفخ:
“محدش بيبقى عارف اللي مستنيه غير لما يوصل، غير لما تبقى محطوط في الموقف. بتبقى زي ما تكون بتتسلم من عصابة لعصابة، لا ينفع ترجع ولا تقول لأ، مالكش اختيار”.

ذل وضرب وجوع.. شهادات عن واقع مظلم

لم يتوقف حديثه عند المخاطر العامة، بل كشف عن تفاصيل قاسية من واقع الهجرة غير الشرعية، قائلًا إن من يدخل هذا الطريق يواجه “شتيمة وضرب وذل وجوع وكل حاجة وحشة”.
وأشار إلى أن التهديد بالقتل حاضر دائمًا، خاصة لمن يحاول التراجع أو الإبلاغ، مؤكدًا أن من كانوا على المركب عاشوا هذا الجحيم قبل أن يلقوا مصيرهم المأساوي.

وذكر أسماء بعض أصدقائه الذين كانوا على متن المركب، وهم: أبانوب رزق، بشوي صموئيل، مينا هاني، إيهاب وجيه، ومايكل، مؤكدًا أن ذكراهم ستظل شاهدة على خطورة هذا الطريق الذي يبتلع الأرواح بلا رحمة.

بيان رسمي وتحرك عاجل

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، في بيان رسمي، أنها تتابع عن كثب حادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية الذي وقع في 7 ديسمبر 2025، وكان يقل 34 مهاجرًا من جنسيات مختلفة، بينهم 14 مواطنًا مصريًا لقوا حتفهم.

وأكد البيان أن الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية وشئون المصريين بالخارج، وجّه السفارة المصرية في أثينا بسرعة التواصل مع السلطات اليونانية، لتقديم الدعم اللازم للناجين، وبدء الإجراءات القانونية الخاصة بشحن جثامين الضحايا إلى مصر.

تواصل مع الأسر وانتظار ثقيل

كما أوضحت الوزارة أن السفارة المصرية حرصت على التواصل المباشر مع أسر الضحايا، لإطلاعهم على تطورات الموقف، وترتيب نقل الجثامين إلى أرض الوطن فور الانتهاء من الإجراءات الرسمية، في محاولة لتخفيف وطأة الفقد، وإنهاء حالة الانتظار القاتل.

البحر لا يمنح الفرص الثانية
 

تبقى هذه المأساة رسالة قاسية، لكنها صادقة، عن ثمن الهجرة غير الشرعية، التي لا تمنح فرصًا ثانية، ولا تفرّق بين حلم ويأس. وبين شهادات الأصدقاء ودموع الأسر، يظل البحر شاهدًا صامتًا على قصص لم تُكتب نهايتها كما أراد أصحابها، بل انتهت في لحظة.