رقمك حياتك
يعتبر مرض القلب هو القاتل الأول في مصر حيث تبلغ عدد الوفيات بسبب المرض في مصر أكثر ٨٠ الف شخص سنويا.
وتعد قلوب المصريين الأكثر وجعا نتيجة ارتفاع معدلات الإصابة بالذبحة الصدرية الموجعة والقاتلة وخاصة في ربيع العمر وريعان الشباب حيث ينتشر مثلث الرعب الصحي وأضلعه ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر والكولسترول.
ويصبح مثلث الرعب مربعا اذا كان الشخص من المدخنين كثيف التدخين بسبب ارتفاع في معدلات الإصابة بضغط الدم.
ويعاني حوالي ٣٠ في المائة من سكان القاهرة الكبري من ارتفاع ضغط الدم وفي باقي القطر المصري حوالي ٢٦ في المائة.
وضغط الدم هو القاتل الصامت والبوابة الرئيسية لأمراض القلب والشرايين حيث يستهدف الأوعية الدموية في القلب فيتسبب في تصلب الشرايين التاجية وقصور الإرواء الشرياني لعضلة القلب والذي يبدأ بالذبحة الصدرية المستقرة ثم الذبحة غير المستقرة ثم جلطة الشريان التاجي والتي قد يكون اول أعراضها الموت المفاجيء ولا توجد وسيلة للاكتشاف المبكر لضغط الدم غير بقياس الضغط في عيادة طبيب قلب متخصص.
والعادة المنتشرة بقياس الضغط في الصيدليات بواسطة أشخاص مؤهلين وأجهزة لا يتم معاينتها تؤدي الي اخطاء جمة في تشخيص وضبط ضغط الدم وعملية قياس الضغط عملية دقيقة تحتاج التدريب والتأهيل.
ولا يعتبر الشخص من مرضي ضغط الدم المرتفع الا اذا ثبت ارتفاع الضغط في ٣ قياسات متباعدة زمنيا.
ولا ينبغي الا يزيد الضغط السيستولي الانقباضي عن ١٤٠ في الأشخاص الذين يقل عمرهم عن ٦٠ عاما وإلا يزيد على ١٥٠ فيمن هم فوق ال ٦٠ عاما.
والضغط المثالي ٧٠/١٢٠ في الظروف القاعدية اي يكون الشخص مستلقيا مسترخيا لم يتناول النيكوتين او الكافيين في الدقائق السابقة لعملية قياس ضغط الدم.
وتتبني مبادرة "رقمك حياتك" دعوة المواطنين لمعرفة بعض الأرقام الحيوية ومنها ضغط الدم والسكر والكولسترول والنبض والهيموجلوبين ولحث الجماهير وخاصة الفئات الأقل ثقافة علي الاكتشاف المبكر لعوامل الخطورة التي تؤدي الي الإصابة بأمراض القلب.
وينصح الأشخاص بالبحث الروتيني مرة كل ٦ شهور عن تلك العوامل الثلاثة وخاصة بعد سن ال ٤٠ حيث تزداد فرص الإصابة في تلك المرحلة العمرية اما الذين يتوفر لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بارتفاع ضغط الدم.
كان يكون الوالدان او أفراد الاسرة مصابين بضغط الدم فينبغي قياس الضغط ومعرفة الأرقام الحيوية الاخري عند سن ال ٢٠ عاما
ومشكلة ضغط الدم انه بدون أعراض وأحيانا يكون العرض الاول عبارة عن أزمة قلبية ، ونسبة بسيطة جدا من المصابين بضغط الدم في مصر لا تتجاوز ١٥ في المائة هم الحريصون علي قياس ضغط الدم وضبطه.
وينبغي علي الدولة تبني حملات مثل " رقمك حياتك" علي مستوي قومي لانها ستساهم الي حد كبير في الوقاية من امراض القلب وخاصة امراض الشرايين التاجية وهبوط عضلة القلب وتوفر للدولة الملايين التي تنفق في عمليات قسطرة الشرايين التاجية والدعامات الدوائية وأجهزة منظمات القلب الكهربية التي تتعامل مع مرض القلب علاجيا بعد نفاد فرصة القضاء عليه او التقليل من مضاعفاته وقائيا.
والتوسع في تلك الحملات والقوافل ودعمها إعلاميا وتبنيها رسميا واستهداف التجمعات العشوائية مما لا شك فيه سيمثل رافدا مهما لترشيد الدخل القومي وتطوير صحة المواطنين بطريقة عصرية حديثة تتبني الاكتشاف المبكر وتأسيس عيادات لقياس ضغط الدم في وحدات الرعاية الصحية الأولية والتركيز علي تدريب طبيب الاسرة علي قياس ضغط الدم وعلاجه من خلال كورسات مكثفة ودورات يقوم بها كبار المتخصصين مع اطلاعه علي أحدث وسائل تشخيص وعلاج هذا المرض القاتل الذي لا يقتصر استهدافه وتدميره للأوعية الدموية بالقلب فقط بل يمتد لشرايين المخ والكلي فما قد يتسبب في السكتة الدماغية أو الفشل الكلوي.