قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الدولة والقانون والدين


إن العامل الأكثر حسماً بالنسبة للديمقراطية من مسألة التنظيم الداخلى هو العلاقة بين دين معين ودين الدولة .. فكلما كانت العلاقة بينهما أوثق، قل احتمال معاملة أولئك الذين ينتمون الى دين آخر أو أى عقائد أخرى ليس كمواطنين على قدم المساواة أو السماح بالتعبير العام الكامل عن هذا الدين او العقيدة – ايا كانت – المغايرة.
وفى الحالات القصوى تنظر السلطات الدينية الى الدولة على انها الهيئة المقدسة المنوط بها الوفاء بمهمة دينية على الارض.
ومن هنا فان السياسة ببساطة شديدة تأخذ طابع حملات عسكرية دينية يجرى فيها المساس بحقوق المواطنين واضطهادهم او على اقل تقدير ممارسة سياسات التميز او التهميش وبالتالى تختنق كل انواع حريات التعبير المنصوص عليها فى المواثيق الدولية.
ولعل التاريخ يذكرنا بالتجارب الأليمة لحملات القمع وأعمال العنف والتى كان من نتيجتها الطائفية التى ولدتها .. ولكن سرعان ما التفتت الدولة المدنية لذلك.. ومنها انبثقت فكرة التسامح الدينى والعقائدى والايديولوجى .. فحتى ان كنا نعتقد ان ديننا هو الحقيقة الوحيدة التى لا معقب عليها .. فان التسامح لا يعنى التخلى عن معتقداتنا.. وانما يعنى منح الناس الكرامة الانسانية الاساسية يقررون لانفسهم ويشاركون فى صياغة احلام الوطن...
وعلينا ان نتذكر ان التعصب هو اعتقاد باطل بان الانسان يحتكر لنفسه الحقيقة وان غيره يفتقر اليها، والتعصب له اوجه عدة فهناك التعصب العنصرى والتعصب القومى والتعصب الدينى وكل هؤلاء يشتركون فى سمة واحدة وهى الانحياز الى موقف الجماعة التى ينتمون اليها دون تفكير واغلاق ابواب العقل ونوافذه اغلاقا محكما حتى لا تنفذ اليه نسمة من الحرية.
ويجتمع التعصب مع المحتوى الاجتماعى لدعاة الظلامية والماضوية ليجعل من الانسان عدوا لذاته كادحا بالساعد، فى حين تمتلىء رأسه بأفكاره مستغليه من أصحاب هذا بخطاب الماضوى. ولنتذكر خطاب الرجال الستة لزعيمهم حسن البنا مؤسس الإخوان.. إذ قالوا.. "لقد سمعنا ووعينا وتاثرنا ونحن لا نعرف السبيل العملى للوصول الى عزة الاسلام وخدمة ورفاعية المسلمين.. لقد سئمنا الذل والقيد، وانا لنشعر بالعجز عن تفهم الطريق الى العمل كما تفهمه انت ولا نعرف الطريق الى خدمة الوطن والدين والامة كما تعرف انت وكل ما ترغب فيه الآن هو ان نقدم كل ما نملكه حتى نصبح فى حل من المسئولية امام الله ولكى تصبح انت مسئولا أمامه عما يجب ان نقوم به" (من كتاب حسن البنا متى وكيف ولماذا لكاتبه الدكتور رفعت السعيد) هذه هى مرجعية الاخوان وهذا هو مرشدهم الاول الذين يسيرون على دربه .. فقط فلنتذكر..