الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لو لم يكن أكتوبر.. انتصارا؟


حوار دار بيني وبين أستاذ جامعي في العلوم السياسية منذ أيام قليلة عندما استعرضت في نقاشنا الذي كان قد بدأ بسؤاله عن ماهية الوضع في مصر في الوقت الراهن وعن كيفية القبول الشعبي لأن يكون رئيسنا المنتخب ذا خلفية عسكرية، اضطررت حينها أن أوضح خصوصية العلاقة بين الشعب والجيش منذ خمسينيات القرن الماضي بدءا بالثورة ومرورا بالحروب الثلاث التي استشهدت بذكرى الحرب الثالثة بعد ثورة يوليو والتي تحين في السادس من أكتوبر.
وقاطعني الأستاذ قائلا: "نعم حرب الأيام الستة"، فتطلعت مباشرة لعينيه لأري هل يقصد أم يجهل!! وعندما رأيت عدم القصد، قلت: "بل حرب 73 المعروفة لدى الغرب بـ"حرب كيبور" والتي انتصرنا فيها واستعدنا أراضينا المحتلة"، وبنظرة دهشة واستنكار حقيقية قاطعني قائلا: "ولكن الجيش العربي هزم في معركة كيبور".
قلت باستنكار: "ماذا تقول؟"، فقال: "نعم فلتعد للمراجع وسترى أن الجيش الإسرائيلي بعد أن استوعب مفاجأة الهجوم المصري ومعه السوري والجزائري في وقت عيد الغفران الكبير، استدعي جنوده واستجمع قواه وهاجم الجيش العربي والمصري حتى أعاده للكيلو 101 بقيادة شارون وحقق نصرا في الجولان وهذا مسجل تاريخيا".
ويبدو أن نظرة الاستنكار الغاضب على وجهي جعلت محاوري يبتلع لسانه عندما قلت بصوت حاد: "فلتفكر قليلًا يا صديقي، فلن أقص عليك البطولات الحقيقية الرائعة التي احتوتها تلك الملحمة التي نسميها نحن "معركة العبور"، فلتفكر في ما أعني من عبور خط بارليفهم المنيع واستعادة سيناء المصرية وأين هي اليوم، فلتفكر في فشل موسادهم في معرفة أي معلومة عن التوقيت ودقة التحركات والتنفيذ، فلتفكر في المفاجأة العسكرية الضاربة بدرس ما زال يدرس عسكريا، فلتفكر في ما يروجون وما يزيفون بين ثنايا التاريخ عبر إعلامهم وصحفهم ورجالهم لتصل المعلومة لمثقف مثلك مغلوطة ومحرفة، وإثباتي لك جد ضئيل يتمثل في بضعة أسئلة
هل توجد أرض مصرية محتلة من الإسرائيليين؟ هل تعرف أرضا احتلها الإسرائيليون وتركوها طواعية؟ هل استعاد المصريون أرضهم بهزيمتهم؟".
هل تعلم يا صديقي ما يؤرق عقلي ويحزنني؟ ليس أنهم يزيفون ويغالطون ويحرفون التاريخ والأحداث، بل إننا نحن أصحاب الحق لم نستعد ولم نعمل حتى الآن بجد وجهد لكشف الحقيقة.
حقيقة أننا انتصرنا واستعدنا أرضنا بدمائنا.
حقيقة أن أكتوبر ملحمة انتصار وطن اسمه مصر.


-