الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"الكثبان الرمليه" تبتلع قري التعمير بالوادي الجديد..وشبح التهجير يخيم علي الاهالى..وتجاهل المسؤلين تسبب في خرابها

صدى البلد

التصحر والكثبان الرملية تبتلع قرى التوطين
شبح التهجير يخيم على الأهالي بصحراء باريس
الرمال تبتلع قرى التوطين والمسئولين في غيبوبة
التخطيط العقيم وتجاهل المسئولين تسبب في خرابها
وهم قرى التوطين يعتبر أكبر واقعة إهدار مال عام تواجه قرى التعمير بالوادي الجديد على مدار السنوات الماضية خطرا جسيما يضرب جميع قرى التعمير ومناطق الاستصلاح الحديث التي أقامتها الحكومة بقرى التعمير، وذلك بسبب زحف الكثبان الرملية والتصحر، الأمر الذي أدى إلى تدمير العديد من منازل المواطنين والمناطق التي تكلفت ملايين الجنيهات.
يقول محمد عبيد، من أهالي قرى الأربعين بالوادي الجديد، إن انعدام البنية الأساسية وعدم توفير مستلزمات الحياة وسبل المعيشة الكافية في المناطق التي تم إنشاؤها مؤخرا تسبب في زحف الكثبان الرملية التي كادت أن تبتلع القرية بالكامل، حيث هجر معظم المواطنين تلك القرى.
وأوضح أنه يعيش وأسرته داخل ركام منزل ابتلعته الرمال ولا يجد أي مأوي غيره، وتعب من كثرة المذكرات والشكاوى للمسئولين لتوفير منزل بديل، إلا أن المسئولين في غيبوبة.
وأضاف أن المسئولين بالوادي الجديد قاموا بتضليل المواطنين وأعلنوا عن قرى التوطين وتمليكها بالقرعة العلنية، بالإضافة إلى 7 أفدنة، وذلك للمنتفعين من معظم المحافظات ليفاجأوا بأن المسكن عبارة عن حطام منزل تحتاطه الرمال من كل جانب لا يصلح أن يكون عربخانة ومعروش بالبوص والغاب ويختفي مع ظهور أول زوبعة رياح.
ولفت إلى أن المسكن الذي خصصته الحكومة للمنتفعين بقرى التوطين لا يصلح في الأساس أن يكون عربخانة للحمير، والأغرب من ذلك أن الحكومة قدًرته بعشرات الآلاف من الجنيهات يسددها المنتفع على أقساط.
ويؤكد أحمد عبد الحميد عبد الله أن "تصميم قرى التوطين بتلك العشوائية يجب أن يحاسب عليها كل مسئول كانت له بصمة في هذا المشروع وقرى الثمانين وقرية بدران خير شاهد على ذلك، والأدهى أنه تم إنشاء 6 قرى عام 2001 بقرار من الحكومة جنوب باريس بنفس العشوائية والإعلان عن تمليك 7 أفدنة لكل أسرة من أجل تعمير جنوب الواحات، ولكن مصير تلك القرى سيؤول إلى الهجر في المستقبل القريب.

وأوضح عبد الحميد أن معظم القرى ردمتها الرمال، إضافة إلى تهالك البنية الأساسية إن وجدت من الأصل، وذلك بسبب عدم إهتمام المسئولين بتلك المناطق، حيث تفتقر حتى لوجود مياه شرب وصرف صحى، فضلا عن تكرار تعطل الآبار، مما يسهل الطريق على الرمال والكثبان الرملية للزحف نحو تلك القرى ودفنها.
عبد الرحمن مغاوري، مواطن بإحدى قرى التعمير، يؤكد أنه تم الإعلان مؤخرا عن التوطين بقرى الشب، والتي تتكون من 4 قرى على الحدود السودانية ولا تختلف عن سابقيها من قرى التوطين، فالمنازل معروشة بالخشب والبوص ومهددة في أي وقت بالانهيار، خاصة أن البيئة صحراوية والرياح والكثبان الرملية تنشط من الحين للآخر.
وقال مغاوري إن وهم قرى التوطين يعتبر أكبر واقعة إهدار مال عام من جانب الحكومة والتي تصر على توطين الأهالي بها ومعظم تلك القرى لا يصلح أصلا للإقامة فيه، ناهيك عن كم المشاكل التي يواجهها المواطنون هناك أقلها أن يموت الإنسان من العطش لعدم وجود جرعة ماء.
وتساءل: "هل يقبل أي مسئول أن يعيش ولمدة 3 ساعات فقط بهذه القرى والتي تعتبر بمثابة الحكم بالنفي والموت على الغلابة الذين قبلوا الموت بالحياة بتلك المناطق الصحراوية؟".

من جانبه، يقول سعد الله سليم، استشاري زراعي، إن التصحر الذى ضرب قرى الواحات خلال تلك الفترة كان سببه عدم استكمال توصيل المرافق والبنية التحتية وعدم الاستعانة بخبراء ومهندسين مختصين في شئون البيئة والتصحر لاختيار المناطق التي تصلح للتوطين.
وأضاف أنه يجب على الحكومة اتخاذ قرارات جريئة بشأن تلك القرى لمواجهة ذلك الخطر الكبير الذى يضرب قرى التوطين في ظل ذلك الصمت الرهيب من قبل المسئولين، موضحا أن معظم القرى التي أنشئت في صحراء باريس تفتقر الدراسات العلمية والتي ستتسبب في هجرها في المستقبل القريب.
وناشد أهالي قرى التعمير بالوادي الجديد المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، والدكتور أحمد زكي بدر، وزير التنمية المحلية، لعمل زيارة لتلك القري ليروا الحياة غير الآدمية التي يعيشها أهالي تلك القرى ولإنفاذ ما تبقى بها من أوجه الحياة قبل أن تهجر جميع الأسر التي تركت محافظاتها أملا في تعمير تلك المناطق والتي أصبح معظمها أكواخا ينعق فيها البوم.