مقولة «يا مستعجل عطلك الله» تثير جدلا فقهيا.. عبد المعز: غير جائزة.. والإفتاء: المصريون لا يقصدون بها إهانة الخالق

◄عالم أزهري:
- مقولة «يا مستعجل عطلك الله» غير جائزة شرعا
- 5 أمور يجب على المسلم الاستعجال فيها
◄«أمين الفتوى»:
مقولة «يا مستعجل عطلك الله» عملاً بأمر الله وبسنة رسوله
◄«أستاذ عقيدة»:
-مقولة «يا مستعجل عطلك الله» لا شىء فيها عقائديا
«آفة الاستعجال» من الصفات المذمومة والخطيرة على الإنسان المسلم، ومن خطورتها أنه لا يسلم منها أحد، الجميع له منها نصيب، لكن القدَر يختلف من شخص إلى آخر، صفة تقف وراءها نفسٌ مندفعة، أو انفعال متهور، فقَتْلُ الأبرياءِ من آثارها، والطلاقُ من ثمارها، واليأس من أضرارها، وترك الدعاء من مظاهرها.
وعُرف عن المصريين أنهم يتداولون الأمثال الشعبية، التي تدل على الحكمة والموعظة، ومنها «يا مستعجل عطلك الله»، ويردد هذا المثل كثير من الناس دون معرفة حكمه الشريعي، العلماء اختلفوا في تحقيق لـ«صدى البلد»، بين مؤيد ومعارض فالبعض رأى جوازه، والآخر رأي أنه غير جائز.
قال الشيخ رمضان عبد المعز من علماء الأزهر الشريف، إن مقولة «يا مستعجل عطلك الله»، عبارة خاطئة يتادولها الناس، وغير جائزة شرعًا، مؤكدًا أن الله جل شأنه لا يعطل أحداً، مصداقًا لقوله تعالى: «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ».
وشدد العالم الأزهري، على أن العجلة -الاستعجال- خطأ يقع فيه الناس ونهانا عنه النبي صلى الله عليه كما في حديث أنس بن مالك رضى الله عنه، أن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «التَّأَنِّي مِنَ اللَّهِ وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ».
وأكد الشيخ رمضان عبد المعز، أن آفة الاستعجال من الصفات المذمومة والخطيرة على الإنسان المسلم، والتي حذرنا منها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف: «التَّأَنِّي مِنَ اللَّهِ وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ».
وأوضح أن الاستعجال منه ما هو محمود، ومنه ما هو مذموم شرعًا، مشيرًا إلى أن الاستعجال المحمود يكون في 5 أمور، ويجب العجلة فيه، مضيفًا أن النوع الأول من الاستعجال المحمود يكون بإطعام الطعام، كما في الحديث الذي روي عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ قِبَلَهُ، فَكُنْتُ فِيمَنْ خَرَجَ، فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا سَمِعْتُهُ، يَقُولُ: أَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَأَفْشُوا السَّلامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ».
وأشار العالم الأزهري، إلى أن النوع الثاني من الاستعجال المحمود هو تزويج البنت إذا جاءها الولد الصالح، كما في الحديث الذي روي عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ».
ولفت إلى أن النوع الثالث المسارعة في تجهيز الميت، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَسْرِعُوا بِالْجَنَازَةِ، فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا إِلَيْهِ، وَإِنْ تَكُ غَيْرَ ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ».
وتابع: أن النوع الرابع من الاستعجال المحمود، يكون بقضاء الدين حتى لا يدخل في المطل، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ»، مضيفا: أما النوع الخامس: المسارعة في التوبة مصداقًا لقول الله تعالى: «وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ».
من جانبه، قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، إن المصريين عندما يقولون جملة «يا مستعجل عطلك الله» لم يقصدوا بها إنساب الضر إلى الله تعالى أو الإساءة إليه سبحانه بل يقصدون منها أنه على الإنسان ألا يتسرع فى أمور حياته لأن كل شىء مكتوب وقته عند الله والاستعجال لن يغير ما كتبه تعالى على الإنسان.
وبين «الوردانى»، أن المصريين بهذه المقوله يعيشون بسنة نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- وذلك عندما قال فى الحديث الشريف: « التَّأَنِّي مِنَ اللَّهِ وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ»، منوهاً بأن الناس أرادوا أن يلفتوا انتباه من حولهم بأنه إذا أخرك الله عن فعل شىء فإنه يفعل ذلك لينجيك من الشر والسوء عملاً بقوله تعالى: «وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا».
وأكد أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، أن المصريين عندما يقولون الجملة السابقة فهم يغرسون بها داخل نفوس الناس معنى: «أنه لا يكون فى كونه تعالى إلا ما أراد».
وفي السياق نفسه، قالت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن مقولة «يا مستعجل عطلك الله» لا شىء فيها عقائدياً، مشيرة إلى أن بها خطأ شديدًا لأنها تدعى أن الله يعطل الإنسان عن قضاء ما يسعى إليه على وجه السرعة.
وأضافت شاهين، أن الله -عز وجل- لا يعطل أحداً عن قضاء ما يسعى إليه، ولا يصح أن ننسب الشر لله تعالى تأدبًا مع الخالق -عز وجل-، موضحة أن معنى هذا المثل: «أيها المتعجل قد لا توفق ويحدث ما يعطلك فإن حدث التعطيل فهو من الله ولكن ليس من الأدب أن ننسب الشر لله تعالى وإن كنا نؤمن أنه بتقديره سبحانه».
وأشارت أستاذ العقيدة والفسلسفة، إلى أن العجلة -الاستعجال- خطأ لما ورد عن قول النبي صلى الله عليه وسلم «التأني من الله والعجلة من الشيطان».◄عالم أزهري:
- مقولة «يا مستعجل عطلك الله» غير جائزة شرعا
- 5 أمور يجب على المسلم الاستعجال فيها
◄«أمين الفتوى»:
مقولة «يا مستعجل عطلك الله» عملاً بأمر الله وبسنة رسوله
◄«أستاذ عقيدة»:
-مقولة «يا مستعجل عطلك الله» لا شىء فيها عقائديا
«آفة الاستعجال» من الصفات المذمومة والخطيرة على الإنسان المسلم، ومن خطورتها أنه لا يسلم منها أحد، الجميع له منها نصيب، لكن القدَر يختلف من شخص إلى آخر، صفة تقف وراءها نفسٌ مندفعة، أو انفعال متهور، فقَتْلُ الأبرياءِ من آثارها، والطلاقُ من ثمارها، واليأس من أضرارها، وترك الدعاء من مظاهرها.
وعُرف عن المصريين أنهم يتداولون الأمثال الشعبية، التي تدل على الحكمة والموعظة، ومنها «يا مستعجل عطلك الله»، ويردد هذا المثل كثير من الناس دون معرفة حكمه الشريعي، العلماء اختلفوا في تحقيق لـ«صدى البلد»، بين مؤيد ومعارض فالبعض رأى جوازه، والآخر رأي أنه غير جائز.
قال الشيخ رمضان عبد المعز من علماء الأزهر الشريف، إن مقولة «يا مستعجل عطلك الله»، عبارة خاطئة يتادولها الناس، وغير جائزة شرعًا، مؤكدًا أن الله جل شأنه لا يعطل أحداً، مصداقًا لقوله تعالى: «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ».
وشدد العالم الأزهري، على أن العجلة -الاستعجال- خطأ يقع فيه الناس ونهانا عنه النبي صلى الله عليه كما في حديث أنس بن مالك رضى الله عنه، أن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «التَّأَنِّي مِنَ اللَّهِ وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ».
وأكد الشيخ رمضان عبد المعز، أن آفة الاستعجال من الصفات المذمومة والخطيرة على الإنسان المسلم، والتي حذرنا منها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف: «التَّأَنِّي مِنَ اللَّهِ وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ».
وأوضح أن الاستعجال منه ما هو محمود، ومنه ما هو مذموم شرعًا، مشيرًا إلى أن الاستعجال المحمود يكون في 5 أمور، ويجب العجلة فيه، مضيفًا أن النوع الأول من الاستعجال المحمود يكون بإطعام الطعام، كما في الحديث الذي روي عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ قِبَلَهُ، فَكُنْتُ فِيمَنْ خَرَجَ، فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا سَمِعْتُهُ، يَقُولُ: أَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَأَفْشُوا السَّلامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ».
وأشار العالم الأزهري، إلى أن النوع الثاني من الاستعجال المحمود هو تزويج البنت إذا جاءها الولد الصالح، كما في الحديث الذي روي عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ».
ولفت إلى أن النوع الثالث المسارعة في تجهيز الميت، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَسْرِعُوا بِالْجَنَازَةِ، فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا إِلَيْهِ، وَإِنْ تَكُ غَيْرَ ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ».
وتابع: أن النوع الرابع من الاستعجال المحمود، يكون بقضاء الدين حتى لا يدخل في المطل، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ»، مضيفا: أما النوع الخامس: المسارعة في التوبة مصداقًا لقول الله تعالى: «وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ».
من جانبه، قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، إن المصريين عندما يقولون جملة «يا مستعجل عطلك الله» لم يقصدوا بها إنساب الضر إلى الله تعالى أو الإساءة إليه سبحانه بل يقصدون منها أنه على الإنسان ألا يتسرع فى أمور حياته لأن كل شىء مكتوب وقته عند الله والاستعجال لن يغير ما كتبه تعالى على الإنسان.
وبين «الوردانى»، أن المصريين بهذه المقوله يعيشون بسنة نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- وذلك عندما قال فى الحديث الشريف: « التَّأَنِّي مِنَ اللَّهِ وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ»، منوهاً بأن الناس أرادوا أن يلفتوا انتباه من حولهم بأنه إذا أخرك الله عن فعل شىء فإنه يفعل ذلك لينجيك من الشر والسوء عملاً بقوله تعالى: «وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا».
وأكد أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، أن المصريين عندما يقولون الجملة السابقة فهم يغرسون بها داخل نفوس الناس معنى: «أنه لا يكون فى كونه تعالى إلا ما أراد».
وفي السياق نفسه، قالت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن مقولة «يا مستعجل عطلك الله» لا شىء فيها عقائدياً، مشيرة إلى أن بها خطأ شديدًا لأنها تدعى أن الله يعطل الإنسان عن قضاء ما يسعى إليه على وجه السرعة.
وأضافت شاهين، أن الله -عز وجل- لا يعطل أحداً عن قضاء ما يسعى إليه، ولا يصح أن ننسب الشر لله تعالى تأدبًا مع الخالق -عز وجل-، موضحة أن معنى هذا المثل: «أيها المتعجل قد لا توفق ويحدث ما يعطلك فإن حدث التعطيل فهو من الله ولكن ليس من الأدب أن ننسب الشر لله تعالى وإن كنا نؤمن أنه بتقديره سبحانه».
وأشارت أستاذ العقيدة والفسلسفة، إلى أن العجلة -الاستعجال- خطأ لما ورد عن قول النبي صلى الله عليه وسلم «التأني من الله والعجلة من الشيطان».