الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما هكذا عهدناك يا خالد !


لم أستطع ليلة أمس الأحد 22-11- 2015م أن أكمل مشاهدة الحلقة التي كان يديرها الأستاذ وائل الأبراشي بين د. أحمد كريمة والشيخ خالد الجندي فقد خرجت الحلقة عن كل أنواع الاعتدال وان شئت فقل انواع اللياقة ولأول مرة أعلن اعجابي بل وتقديري للدكتور كريمة في توضيحه للحق في مسألة الطلاق الشفوي - بالرغم من تحفظي عليه في مواضع أخرى مشهورة - لكن موقفه العلمي هنا يوجب علينا تقديره –.
كما أقول ولأول مرة أيضا أتحفظ على ما أثاره الشيخ خالد الجندي فقد كان متعصبا بطريقة مستفزة غريبة على وجهه الباسم دائما الذي عرفناه به، ثم ذهب يجرح في هيئة كبار العلماء ويذكر أن فيهم من المحامين وكيف يُسأل محام عن فتوى وهو يدرك بذكائه أن المحامي لو كان حقا عضوا فعضويته شرفية ولا علاقة له بالعلم وفتاوى الدين، تماما كما يوجد أعضاء من الإخوة الصحفيين في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي قال الشيخ خالد بعضويته فيه.. فهل ينسب ما يقوله علماء المجلس في قضايا الدين للإخوة الصحفيين؟ لا أعتقد أن أحدا يقول ذلك..
إذن ما قاله الشيخ خالد عن هيئة كبار العلماء والعلماء غير صحيح، بل في قوله هذا خطورة بينة فهو: يبلبل الفكر حول الهيئة، ويصرف الشباب والناس عنها، بل قد ينصرف الشباب عن الشيخ خالد نفسه باعتباره من علماء الأمة ، وعلماء الأمة تم التشكيك فيهم، ومن ثم يسلم الشباب عقولهم لآخرين ممن حصلوا على علومهم من كتاب أو اثنين من جانب سور الأزبكية!!، ولم يقف فضيلة الشيخ خالد عند هذا فحسب، بل أتي بأنموذج لفتاوى شاذة لعلماء سمعهم على الهواء كما يقول، وهو لا يدري خطورة ما يدعي من تقليل هيبة علماء الأزهر في عيون الشباب بسبب ما يدعيه كما أشرت !
ثم الأغرب من هذا كله ان تعصبه- سامحه الله - حتى على أحد المتصلين الذي كان في قمة الأدب وقت طرح مداخلته - كان واضحا بلا خفاء: لشخص د. الهلالي وما كتب في الطلاق الشفوي مخالفا علماء الأمة في ذلك ، ونحن نعرف ان التعصب يكون للحق لا للشخص، ود. الهلالي له وعليه وليس معصوما، ولكن العقل الجمعي للعلماء هو الذي يعول عليه ، وما ذكره د. الهلالي ربما يقصد به خيرا، وتجديدا فقهيا وهذا ما نظنه في شخصه الكريم، ولكن لابد لهذا التجديد من ضوابط وقواعد، وعدم مخالفة النص القرآني ، ففي السنة والقرآن وعند علماء الأمة أن الزوج لو قال لامرأته أنت طالق. فهذا طلاق صريح طالما صرح به ، وقصده، ولا نقاش.
وإلا فهل يستطيع كائن من كان أن يؤول هذه الصراحة بأنها لاتعني الطلاق مع أن الزوج يقول أنا صرحت وقصدت ونطقت،، والمولى يقول (الطلاق مرتان ...) فمن هذا العبقري الجديد الذي يقول لعلماء الأمة إن هذا ليس بطلاق؟!
إذن كيف يكون الطلاق إذا لم يكن هذا طلاقا ؟! وهل الفذلكة التي يقوم بها البعض - إن صح التعبير حسب لغة الناس - تنفع في تغييب الحقائق، وهل يمكن لمحامي د. سعد الهلالي وهو الشيخ الفاضل خالد الجندي ان يغطي بابتسامته ولطف كلماته الدائم ضوء الشمس ويحجبه؟ !!
كنت أود من الشيخ خالد ألا يجرح العلماء، ويستدعي نماذج على الهواء يسخر منها لينتصر لحبيبه د. سعد في قضية يجب أن يقول فيها العقل الجمعي للأمة المتمثل في دار الافتاء وهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية قولته،، ولا تناقش مثل هذه القضايا التي تمس كل بيت مسلم في برنامج توك شو،، ليظهر المحامي عضلاته الكلامية على أي عالم يعارض موكله.
فالدكتور سعد ومحاميه الشيخ خالد هما لدينا حبيبان،، ولكن الحق أحب إلينا من خالد وسعد، وما عهدناك هكذا يا خالد وليتك تنسحب من القضية طالما تدخلها بحمية غريبة نراها جديدة عليك، ونراك دائما مبتسما للحق غليظا على أهل الباطل كما عرفناك.