موسكو تتهم واشنطن بتحريض جورجيا على الانتقام منها.. و"الجارديان" تحذر من التدخل العسكرى خوفاً على دماء السوريين

"الجارديان": التدخل الأمريكي بدأ بالفعل في سوريا
حرب كلامية بين موسكو وواشنطن
كلينتون: على الأسد تسليم السلطة كاملة الآن
صحيفة بريطانية تحذر من تداعيات التدخل العسكري في سوريا
"واشنطن بوست"
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الحرب الكلامية بين روسيا والولايات المتحدة تصاعدت بشأن جورجيا، واتهمت موسكو الإدارة الأمريكية بتشجيع جورجيا على السعي للانتقام منها عن الحرب التي نشبت بين البلدين في 2008 وذلك بعد يوم من تعهد وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بدعم عسكري جديد لجورجيا.
واعتبر بيان شديد اللهجة تلاه المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشفيتش أن دعم الولايات المتحدة مسعى جورجيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأيضا بإمدادات ضخمة من الأسلحة من الخارج يمثل تشجيعا للرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في "مغامراته الإجرامية" التي أدت إلى الحرب.
ونقلت الصحيفة الأمريكية نص البيان "مرة أخرى يدلي مسئولون أمريكيون كبار بتصريحات قوية دعما لساكاشفيلي ويكررون بشكل حرفيا المقولات الكاذبة التي تروجها دعايته فيما يتعلق بالاحتلال الروسي لجورجيا وبالتالي يغذون التطلعات الانتقامية".
وكانت روسيا أرسلت قواتها إلى جورجيا وأنزلت الهزيمة بجيشها الذي يتلقى تدريبا أمريكيا بعد أن هاجم منطقة أوسيتيا الجنوبية المتمردة الموالية لموسكو، وشمل الصراع أيضا منطقة أبخازيا الانفصالية على البحر الأسود.
وأشارت الصحيفة إلى أن هيلارى كلينتون جددت أمس، الأربعاء، تعهدات أمريكية بالمساعدة في تدريب جيش جورجيا، وقالت للصحفيين "بهذه الجهود فإن جورجيا ستكون شريكا دوليا أقوى مع تحسين قدراتها على الدفاع عن النفس"، ويتوقع أن تشمل الجهود تدريبا على استخدام أنظمة الرادار لمراقبة سواحل البلاد.
كما حثت كلينتون -خلال زيارة إلى منتجع باتومي على البحر الأسود ضمن جولة في جنوب القوقاز- الرئيس الجورجي على ضمان إجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة قبل انتهاء فترة رئاسته.
"فوكس نيوز"
قالت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية إن الولايات المتحدة أبلغت دولا غربية وعربية باجتماع في إسطنبول مساء الأربعاء أن خطة انتقالية في سوريا يجب أن تتضمن نقلا كاملا للسلطة من الرئيس بشار الأسد.
ونقلت الشبكة الإخبارية عن وكالة "رويترز" عن مسئول أمريكي قوله إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أكدت في مؤتمر إسطنبول ليل الأربعاء أنه على الرئيس الأسد تسليم سلطاته بالكامل.
وقال المسئول للصحفيين بعد الاجتماع "الليلة حددت الوزيرة مجموعة من العناصر والمبادئ الأساسية نعتقد أنه ينبغي الاسترشاد بها في عملية الانتقال بعد مرحلة الأسد بما في ذلك نقل كامل للسلطة من الأسد".
وكانت كلينتون تتحدث في اجتماع على مستوى عال بشأن سوريا حضره وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ووزراء خارجية آخرون ومبعوثون على مستوى عال من 15 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
وأبلغت كلينتون الاجتماع أن الانتقال في سوريا يجب أن يشمل تشكيل حكومة مؤقتة تمثل كل الأطياف وتقود انتخابات حرة ونزيهة، وقال المسئول إن فرنسا تعهدت باستضافة اجتماع لأصدقاء الشعب السوري في باريس في السادس من الشهر المقبل.
وقال بيان حكومي تركي إن اجتماع إسطنبول وافق على تشكيل مجموعة تنسيق لتقديم الدعم للمعارضة السورية.
"الجارديان"
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الحقائق على الأرض تظهر أن التدخل في سوريا بدأ بالفعل من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب، مشيرة إلى أن القوى الغربية عمدت منذ الأيام الأولى من عمر الثورة السورية إلى دعم المجلس الوطني السوري.
وحذرت الصحيفة البريطانية من التدخل العسكري في سوريا، قائلة "إنه لن يسهم سوى في إراقة المزيد من دماء أبناء الشعب السوري".
ورأت أن واشنطن وحلفاءها الغربيين يتبنون عملية التغيير في سوريا والإطاحة بنظام بشار الأسد من خلال تزكية حرب أهلية، وأنه في الوقت الذي يبدون فيه دعما لخطة السلام التي وضعها كوفي أنان، المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة، يحرصون على ضمان فشل تلك الخطة.
واستدلت بالإحصائيات والتقارير التي أصدرتها جماعات حقوق الإنسان حول أعداد الضحايا من أبناء الشعب السوري والتي تفيد بأنه في الوقت الذي انخفضت فيه نسبة أعمال العنف الفتاكة والضارية بنحو 36% منذ بدء تنفيذ الخطة، ارتفعت أعداد القتلى برصاص القوات الموالية للحكومة السورية بشكل حاد خلال الفترة ذاتها، حيث سجل مقتل نحو 953 شخصا منذ منتصف مارس الماضي، فيما زعم مقاتلو الجيش السوري الحر وحدهم مقتل 80 من القوات الموالية للحكومة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.