الحكمة من ذكر قصص هلاك «الأمم السابقة» في القرآن

يحدثنا الله تعالى عن الأقوام السابقة المكذبة لرسلهم وما حل بهم من عذاب حتى يعتبر الناس بهم ولا ينتهجون منهجهم ولكن الناس لم يتعظوا بما حدث لهؤلاء المكذبين، وذلك مصداقاً لقوله تعالى: «وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ»، سورة إبراهيم : 45.
وأورد المفسرون فى كتاب التفسير الوسيط فى تفسير الآية الكريمة، أن المراد من قوله تعالى: «وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ»، أى وأقمتم فى مساكن الذين ظلموا أنفسهم من الكافرين المهلكين قبلكم وكنتم فيها سائرين سيرهم فى الظلم والكفر واقتراف المعاصى وليس لكم فيها معتبر ولا فيما أوقعناه بهم مزدجر.
وبين المفسرون أن معنى قوله عزوجل: «وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ»، أى ظهر لكم أيها الناس بمشاهدة الآثار الباقية من ديارهم التى أبيدت وأصبحت اثراً بعدما كانت تُرى بالعين وبتواتر أخبارهم ظهر لكم ما صنعناه بهم من تدمير وإهلاك بسبب ما اقترفوا من ظلم وإفساد كبير.
وأوضحوا أن المراد بقوله تعالى: «وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ»، أى بينا لكم فى التنزيل على ألسنة الأنبياء أحوالهم جميعها لتكون لكم فيها عظة وعبرة بقياس أعمالكم على أعمالهم ومآلكم إلى مآلهم فترتدعوا عما أنتم فيه من الشرك والضلال طلباً للنجاة، أو بينا لكم أنكم مثلهم فى الكفر واستحقاق العذاب، فكلمة " الْأَمْثَالَ" هنا معناها التشبيه والنظير.