وشم فى دمى .. شعر : عزيزة رحمى

شعر : عزيزة رحمى
وشْمٌ في دمي يَنْحَتُ الصّدى
يغزل لُغَتي قُبّعةً لجِبالِ الصّمْت.
جَرْسُ شَمْسِي عشق يكْرَه نَزْفَ صيْفي
حينَ يَرْحَلُ بَعْضي مِن بَعْضِي.
تَمُرّ رِيَاح "الشّرْقي"
تُتَوّجُ نهْرا يتيما بَيْنَ يديْ و تُهيلُ الغيّابَ عليْ.
خَلْفَ ضِلْفَةِ نَعْشي حديقَةٌ تَشُمّ صباحاتي و تبكيني
تَتَلَمّسُ عِطْرَ شهرزاد في دِفْء الجُرْحِ
تَرْمي حُلما في بئر مِلْحي
تُرْعشُ الكستناءَ في عُيونِي
و صَمْتا إذا شاء اشْتَعَلْ أو بالثّلْجِ تَدَثّرْ
متى قامَ العالم إلى صلاة لا تَفْصِلُ بين الكتاب و حَرْفي .
رَائِقٌ بَحْري اليَوْم
مَسَّدَ خُصْلاتِي و طَرَّزَ سَمايْ.
*"هاطور" زَرَعَتْ بروقا صغيرة في وجْنَتَيّ
شَذَّبَتْ أنْغامَ دَفْقِي كي لا تَتَلَمَّظَنِي خُطُوطُ جبِيني.
في نَقْرَتَيْنْ، تَواطَأَتِ الدّفوفُ و سَالَ الغِناءْ
صِرْتُ مَعْبَداً للسَّحابْ تَتَوَحَّدُ الغيْماتُ في سَنايْ
متى تدَفَّقَ القصيدُ نَبْعا غجريَّا
يتقفَّى لَهَبَ الكلماتْ
يَدُلُّ قَوافِلَ السّنونو
إلى قَلْبِ الربَّاب
فتصحو العتباتُ فيّ
عَلى مزيد من الجهاتْ.
*إلهة الحب/الموسقى/الأمومة/الجمال عند المصريين القدماء
أتُرى مَأْتَمي
مَزارا للظِّلالْ ؟
تتنَزَّلُ فيه أقمارٌ بِحَجْم الْكَفْ؟
و شفاه ظمأى لِحَسَاءٍ دافئْ؟
أهُوَ الرِّمْسُ يَئِنُّ في سُرَّتي؟..
يَتَسَامَرُ الدّخانُ في أمشاجي اللَّيْلة
يُسائِلُ خَيْمتي
عن هوايْ
إذا فاضَ الفَجْرُ
وَ لَمْ يَأْتِ
مَوْلايْ ؟