قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الرئيس محمد بديع!


فى حكم المرجح أن يتم إعلان فوز محمد مرسي برئاسة مصر بعد غد الخميس، لكن هذا لم يمنع من التساؤل: هل محمد مرسي هو الرئيس القادم فعلا.. أم أنه ليس أكثر من ذراع لآخرين يحكمون من خلف ستار؟!
خلال 84 عاما منذ تأسيس جماعة الإخوان الإخوان المسلمين، قامت الجماعة على السمع والطاعة، يديرها المرشد العام، ويبايعه أعضاء الجماعة كافة، ولا يجرؤ أحد على الخروج عليه أو مخالفته، ومن يخالفه لا تكتفى الجماعة بفصله، وإنما تنكل به، وتطارده حتى مماته كما فعلت مع المرحوم على عشماوى عضو التنظيم الخاص، وأحد المتهمين بمحاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
تاريخ طويل لتنظيم مغلق على نفسه، قائم على شخص واحد، يصدر الأوامر والتعليمات، ويتلقاها الأعضاء أيا كانت درجة عضويتهم، أو حيثياتهم الاجتماعية أو العلمية أو الشخصية، ويلتزم الجميع بها، دون حتى أن يسمح أحد لنفسه بمجرد التفكير.
بعد 84 عاما من الحياة فى تنظيم قائم فى بنيته الداخلية على تلقى الأوامر، وتنفيذها بشكل أكثر صرامة من المؤسسات العسكرية، هل يمكن لشخص تربي فى حضن الجماعة مثل الرئيس محمد مرسي، أن يصبح رئيسا من خارج الجماعة، يأخذ القرارات دون الرجوع إلى المرشد العام للجماعة؟!
أشك كثيرا فى أن محمد مرسى سيصبح رئيس مصر الفعلى، والواقع أن الرئيس القادم هو الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والرجل الثانى هو نائبه الأول خيرت الشاطر، يليهما مكتب الإرشاد، وبعد ذلك وفى المرتبة الرابعة يأتى الرئيس الذى انتخبه نحو 51% من المواطنين، وهو الدكتور محمد مرسى.
الخلاصة الحقيقة التى نصل إليها من نتائج الانتخابات الرئاسية أن محمد مرسي هو رئيس مصر القادم بأغلبية بسيطة، لكنه فى حقيقة الأمر رئيس شرفى يملك ولا يحكم مثل الأنظمة الملكية الدستورية، بينما الرئيس صاحب الصلاحيات الذى لم ينتخبه أحد هو الدكتور محمد بديع، بمعنى أن المصريين ذهبوا لانتخاب رئيس، وفى النهاية اكتشفوا أنهم بدلا من انتخاب رئيس، منحوا جماعة الإخوان المسلمين تفويضا بحكم البلاد، لتصبح مصر دولة الجماعة، بعد أن كانت، وعلى مدار التاريخ، دولة لكل مواطنيها.