بعيدا عن الصحافة والسياسة.. حياة الأستاذ "هيكل" في مجرة العاطفة

عرف زوجته عن طريق العمل الخيري
تزوج عام 1955 ولديه ثلاثة أولاد وسبعة أحفاد
رحل عن عالمنا أحد أشهر الصحفيين في القرن العشرين، بعد حياة مليئة بالتنوع، عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد أن وضع بصمته على تأريخ مصر الحديث، الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل.
ورغم أن الأستاذ محمد حسنين هيكل، صال وجال في عالم الصحافة وكان شاهدا على اندلاع حروب وقام بتغطية العديد منها، الا أن جزءا من حياته كان له أثر كبير، فزوجته السيدة هدايت علوي تيمور، لم يجذبها ضوء السلطة، أو شهرة زوج وصلت إلى حد أن العجز في العثور على صورة لها، رغم أنها كانت متزوجة من أكثر رجل كان معروفا من الصغير قبل الكبير.
زوجة الأستاذ الراحل هي ابنة أسرة ليس لها علاقة إطلاقا بالسياسة كما يقول الأستاذ على الرغم من أن كثيرين من اصدقاء العائلة كانوا من الساسة، مثل الدكتور محمد حسين هيكل (باشا) وفؤاد سراج الدين (باشا) ولكن فجأة بارتباطها بي وجدت نفسها في خضم المعمعة السياسية فقررت منذ اللحظة الاولى تحديد مجالها الذي تتحرك داخله كزوجة وأم وعضو مجلس ادارة جمعية خيرية فقط, وشب عود الأولاد قليلا, وكانت تسافر معي مرات, وفي رحلة للهند شاهدت معي آثار ملوك المغول في (فاتح بورسيكري).
تنتمي هدايت علوي تيمور، رفيقة كفاح الأستاذ هيكل على مدار 61 عامًا، منذ الزواج في يناير 1955، توهي حاصلة على ماجستير في الآثار الإسلامية، والمنتمية لأسرة قاهرية ثرية، اشتهرت بتجارة المانجو.
للراحل الكبير 3 أبناء هم، الدكتور علي هيكل وهو طبيب أمراض باطنة وروماتيزم في جامعة القاهرة، ومتزوج بالدكتورة إيناس رأفت، والدكتور أحمد هيكل وهو رئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستثمارات المالية، ومتزوج بالسيدة مي العربي، وحسن هيكل وهو رئيس مجلس الإدارة المشارك والرئيس التنفيذي للمجموعة المالية "هيرميس"، وله حتى الآن 7 أحفاد هم "هدايت، محمد، تيمور، نادية، منصور، رشيد، وعلي".
في تفاصيل ما قبل الزواج، كانت هدايت مثل شابات ذلك الوقت مهتمة بالعمل الخيري, التطوعي، وكانت نشيطة في جمعية (الهلال الأحمر) واكثر نشاطا في جمعية (الوفاء والأمل) وهي جمعية كانت ترعى المكفوفين تديرها السيدة استقلال راضي, وكان لدى الجمعيةـ التي كانت مزارا لزوجات حكام العالم ـ اهم فرقة مكفوفين موسيقية, ويعترف هيكل بأن هدايت نجحت في أن تنقل اليه الاهتمام بالعمل التطوعي.
كانت في زيارة "اخبار اليوم" للقيام بحملة واسعة لجمع التبرعات لهذه الجمعية عندما استقبلها هيكل في مكتبه، ثم قدم لها وللجمعية ما هو أكبر من كرم الضيافة، راح يدعو معها الى حملة التبرعات بالكتابة، وبالاتصالات, لقد كتب في افتتاحية مجلة "آخر ساعة" العدد 1044 بتاريخ 27 اكتوبر 1954.
"الدنيا بخير" كانت مقالة للأستاذ قال فيها : (الدنيا بخير.. اقولها بعد تجربة.. أنا الذي كنت إلى عهد قريب من هؤلاء الذين يمصمصون شفاههم في حسرة ويهزون رؤوسهم في تزمت ويترحمون على أيام زمان, ايام كانت الدنيا دنيا, والناس ناسا.. والخير يعم كل الارجاء, الدنيا مازالت دنيا ولم تصبح غابة موحشة والناس لم يتحولوا ـمعظمهم على الاقل ـ إلى وحوش بحر ضخمة سوداء هائجة تبتلع في جوفها المظلم كل ما يقابلها على الموج العاصف والشر لم ينطلق حرا طليقا من كل قيد يتخذ من الجماجم كؤوسا يحتسي منها خمور الخطيئة, الدنيا بخير, أقولها ـ كما قلت منذ سطور قليلة ـ بعد تجربة عشتها بعقلي وقلبي وأعصابي.