الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى وفاة غسان مطر.. المناضل الفلسطيني زميل الزعيم ياسر عرفات.. واشتهر بأيقونة الشر بالسينما المصرية


تتلمذ على يد سيد بدير ويوسف وهبي وإسماعيل يس
حصر بأدوار الشر نتيجة لملامحه القوية وصوته الخشن
"اعمل الصح" و"باي باي يا كوتش" أشهر أفيهاته
غسان مطر ممثل فلسطيني الأصل واسمه الحقيقى عرفات داود حسن المطرى ولد في الثامن من ديسمبر لعام 1938 بشمال لبنان بمخيم البداوي، ورحل فى مثل هذا اليوم عام 2015.
اهتم بالفن والسينما منذ الصغر وتأثر بهما حيث اهتم بتقليد وتجسيد شخصيات الفنانين المختلفة وتقمص أدوارهم، ونتيجة لملامحه القوية وصوته الخشن حُصر بأدوار الشر التي تميز بأدائها ببراعة شديدة وحقق من خلالها الشهرة والنجومية، وقد عمل في لبنان ومصر في العديد من المسلسلات والمسرحيات، ‏وعمل في أفلام تعبر عن الكفاح الفلسطيني، وتولى منصب نائب رئيس اتحاد الفنانين العرب .
كانت بدايته من خلال التلفزيون المصري حيث قدم من خلاله مسلسل "دائرة الضوء"، ولم يتوقف إبداعه عند التمثيل بل امتد ليشمل التأليف أيضا حيث قدم فيلمه الأول الفلسطيني بعنون "الثائر" عام 1996.
كان عضوا بالهيئة الإدارية فى اتحاد الكتاب الصحفيين الفلسطينيين بالقاهرة، وهو الأمين العام لاتحاد الفنانين الفلسطينيين, وعمل فى أفلام تعبر عن الكفاح الفلسطينى فى السينما المصرية، وكثّف أدواره فى الشخصيات الشريرة، كما قام بدور بارز فى الفيلم التليفزيونى "الطريق إلى إيلات" .
تميز بصوته الأجش، وجعل لنفسه أسلوبًا خاصًا، ورغم الكم الكبير من الاعمال الكوميدية التي قدمها إلا أن المخرجين والمنتجين هم من وضعوه في أدوار الشر .
استطاع غسان ، أن يخدعنا ويُمثل علينا دور الشرير، رغم إنه بدأ رجلاً مناضلاً في إحدى الحركات الخاصة بالمقاومة الفلسطينية، عندما كان زميلاً للزعيم الراحل ياسر عرفات، وقام بدور مخابراتي أثناء نقله المعلومات لأعضاء قوات المقاومة في مصر وفلسطين ولبنان والأردن والتنسيق بين جميع فصائلها لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
لم تبعده شاشة السينما عن دروب النضال ولا عملياته الفدائية، ولا أحيانا حتي حمل السلاح، وخلف ما يبدو عليه من مظاهر الفخامة وخلف هذا الصوت المميز الاجش، لم ينس غسان مطر الذي ولد في يافا ضمن 14 أخ وأخت قضيته، ولكنه غادر ليناضل من أجلها.
سنة 1958 تقدم مطر ليقدم أوراقه ليصبح ضابطاً في جيش التحرير الفلسطيني، الذي كان يُشكل وقتها في بغداد ولكنه قُبل بالرفض رغم استيفاءه جميع الأوراق، وكان هناك سجلاً خاصاً به مكتوب عليه "متهم بالتحريض.. ناصري" .
اعتبر غسان مطر أن الرئيس الراحل ياسر عرفات هو الأب الروحي له، وكان يتعامل معه علي أنه الفنان المناضل المعطاء، ولم تمنعه الشهرة من تنفيذ عمليات سرية، جعلته ضمن قائمة المطلوبين لدي الإسرائيليين، وقد دفع ثمن ذلك عندما فقد زوجته ونجله جيفارا ووالدته في ليلة حرب المخيمات، وكانوا من الأوائل الذين تم اعلان اسمائهم بعد مقتلهم وكان وقتها غسان مقيماً بالقاهرة إلا أنه استطاع إحتواء الموقف وقام بالسفر إلي فرنسا هو وبناته.
لم ييأس غسان مطر بعد هذه المحنة، ولكنه استمر في تقديم أعماله الفنية، وكانت له "لازمات" خاصة به منها "اعمل الصح"، "باي باي يا كوتش"، وكانت له جملته الشهيرة التي كن يقولها دائماً في أي لقاء صحفي أو تليفزيوني.. "إذا كانت السياسة فن قائم علي الرؤية الانسانية للواقع الذي نعيش فيه، فإن الفن سياسة ايضا لتحريك الوجدان ومشاعر ملايين البشر".
لم يتخيل غسان مطر وقت دخوله عالم الفن، أنه سوف يقوم بأدوار الشر، وكانت انطلاقته الحقيقية في هذه الأدوار عندما كان يستعد لفيلم سينمائي مع المخرج حسام الدين مصطفي بعنوان "المتعة والعذاب".
وضع غسان مطر نفسه بين الكبار الذين قدموا ادوار الشر مثل ستيفان روستى، وزكي رستم، وتوفيق الدقن، وفريد شوقي، ورشدي أباظة، وعادل أدهم، ومحمود المليجي وأخرون، ورغم كل هذه النجومية التي بدأها صغيراً، الا انه لا يزال يحمل عضوية حركة المقاومة المركزية الفلسطينية التي تضم كافة التنظيمات الفلسطينية.
دخوله عالم الفن والنجومية لم ينسيه قضيته وعروبته ونضاله، فقدم عدد من الأفلام في بداية مشواره الفني، وكانت تشجع علي النضال وحث الشعوب علي رفض الاستعمار ورفض الظلم، فقدم عدد من الأفلام التي تعبر عن ذلك منها عام 1969 كلنا فدائيون، والفلسطيني الثائر، وهي أول أفلامه ولم يترك نضاله وقضيته.
تتلمذ غسان علي يد سيد بدير ويوسف وهبي واسماعيل يس، وبدأ التمثيل في عام 1963، لتتوالي بعدها الأعمال الفنية التي فاقت 50 عمل فني، ما بين مسرح وسينما وتليفزيون، ورحل عن عمر يناهز الـ 77 تاركاً هذا الكم الهائل والراقي من الأعمال الفنية.
كان آخر ظهور لمطر من خلال مشاركته كضيف شرف في المسلسل الكوميدي "إمبراطورية مين"، الذي عُرض في شهر رمضان الماضي، بطولة هند صبري، ومحمد شاهين، ومن تأليف غادة عبدالعال، إخراج مريم أبوعوف.