فتنة سفير إسرائيل..والسقوط فى الوحل!! «2-3»

تتشبث الحقائق بذاكرة التاريخ لتعود من جديد تطفو على المسرح تريد تمثيلا حيا يغازل البعض بيننا اليوم ليؤديه مجددا وهو يغض الطرف عن مآسي جرت لا زالت عالقة بثوبه فيسعى عكاشة لإدخال إسرائيل إلى بيته .. وكأن العائلة لا يكفيها رجلا واحدا كما أوردت الكثير من المواقع الإعلامية وهي تسرد معلومات مأساوية عن خيانة المقدم الجاسوس فاروق عبد الحميد الفقي خال توفيق عكاشة و خطيبته هبه سليم وفقا لما جاء بأكثر من موقع إعلامي معتبر وكما أعترف عكاشة نفسه على شاشة الفراعين بأن جده لأمه هو عبد الحميد باشا الفقي في أخطر تصريح ينسب الباء إلى النون ...الخاء إلى الياء .. وتكتمل به ملامح المشهد الكارثي الذي يعصف بواقعنا اليوم ..!!
فالجاسوس فاروق عبد الحميد الفقي الذي باع مصر للصهاينة كان يعمل فى مكتب قيادة كبيرة بالجيش وقد تمكن من إمداد العدو الصهيوني بمعلومات خطيرة عن مواقع وقواعد الصواريخ التي كانت تحت الإنشاء وكانت خطيبته هبه سليم همزة الوصل بينه وبين الموساد الإسرائيلي وقد تسبب تسريب تلك المعلومات للعدو الإسرائيلي فى قصف الجيش الصهيوني تلك المواقع واستشهاد الكثير من ضباط ومهندسين القوات المسلحة المصرية البطلة عليهم رضوان الله كما كان سبب أيضاً لزيادة الغارات الجوية الإسرائيلية للطيران المنخفض و القصف المستمر علي مدن مصرية بعد تدمير قواعد صواريخ الدفاع الجوي.
وكما ورد في الوثائق التاريخية فقد حير الجاسوس فاروق عبد الحميد الفقي المخابرات في القبض عليه نتيجة لحرفية ودقة متناهية في نقل المعلومات وبسرية تامة لخطيبته هبة سليم وهي بدورها تقوم بنقل المعلومات للكيان الصهيوني ....!!
ولكن بعد تتبع أسماء الضباط الذين عملوا في أكثر من موقع من المواقع التي تم قصفها وُجد إسم المقدم فاروق عبد الحميد الفقي.
وبعد مراجعة السجلات وجد جهاز المخابرات المصري أن الجاسوس كان يترك الوحدات تحت الإنشاء يوم القصف وكانت هذه الأسباب كافية لجهاز المخابرات كي يضعه تحت المراقبة وبعد أيام قليلة من المراقبة تم القبض عليه ومن خلال الأدلة والتسجيلات الصوتية اعترف....!!
تم الحكم عليه بالإعدام رمياً بالرصاص .. وأصر قائده الذى استقال حزنا بسبب عجزه عن كشف الجاسوس .. على تنفيذ الحكم بيده رغم مخالفة ذلك للقواعد ولكن الرئيس أنور السادات وافق .. وقام القائد بتنفيذ الحكم وأطلق على رأس المجرم فاروق عبد الحميد الفقي رصاصتين كما تم تنفيذ نفس عقوبة الإعدام علي خطيبته هبه سليم بعد خطة محكمة جاءت بها من باريس إلى القاهرة ..!!
والتفاصيل سوف تفرد أمامنا صورة أكثر ألما عن الخيانة وروادها ..!!
فهبه عبد الرحمن سليم عامر التي أعدمت عام 1974 م غير مأسوف عليها تعتبر أخطر جاسوسة تم تجنيدها من قبل الموساد الصهيوني أثناء دراستها في باريس حيث نجحت في تجنيد المقدم مهندس صاعقة فاروق عبد الحميد الفقي الذي كان يشغل منصب مدير مكتب قائد سلاح الصاعقة وقتها العميد نبيل شكري ورئيس الفرع الهندسي لقوات سلاح الصاعقة في بداية السبعينيات ، وقد أمدها بمعلومات حساسة جداً عن خطط الجيش الدفاعية ولا سيما حائط الصواريخ الذي كان يحمي العمق المصري.
في أول أجازة لها إلى مصر كانت مهمتها الأساسية تنحصر في تجنيد فاروق عبد الحميد الفقي الذي كان يلاحقها ومولع بها وقد وافقت علي خطوبته بأمر من الموساد وبدأت تسأله عن مواقع الصواريخ الجديدة التي وصلت من روسيا. حيث كانت ترسل كل المعلومات إلي باريس بعدما أصبح فاروق عبد الحميد الفقي عميلاً للموساد وقد تمكن من تسريب وثائق وخرائط عسكرية بها منصات الصواريخ سام 6 المضادة للطائرات ...!!
لقد عاشت هبة عبد الرحمن حياة مرفهة في بيت أسرتها بحي المهندسين تقضي معظم وقتها في نادي “ الجزيرة ” الشهير، وسط مجموعة من صديقاتها ...
لم تكن هبة قد تجاوزت العشرين من عمرها بعد عندما وقعت نكسة 1967م وكانت قد حصلت على شهادة الثانوية العامة ...!
ألحت الجاسوسة هبة عبد الرحمن سليم على والدها الذى كان يعمل وكيلا لوزارة التربية والتعليم كي يسمح لها بالسفر إلى باريس كي تكمل تعليمها الجامعي هناك وأمام إلحاحها وافق الوالد دون أن يخطر بباله ما سوف يحدث لابنته التي في مقتبل العمر ..!
وفي باريس جمعتها مدرجات الجامعة بفتاة يهودية من أصول بولندية وأعطتها زميلتها البولندية فكرة عن الحياة في إسرائيل وأنهم ليسوا وحوشا وأنهم يكرهون الحرب وأنهم يريدون فقط الدفاع عن مستقبلهم ومستقبل أجيالهم القادمة ويريدون الأمان وكانت هذه هي المقدمة الطبيعية لتجنيد هبة عبد الرحمن سليم لصالح المخابرات الصهيونية .!!
كانت باريس بيئة نشطة لخلايا الموساد المنتشرة في كل مفاصل المدينة من الملاهي إلى المنتزهات ومن الفراشين إلى أساتذة الجامعات وقد قاموا بتيسير كل الأمور اللازمة لبقاء الفتاة هبه سليم أطول فترة ممكنة ومساعدتها في تلبية كل طموح تتطلع إليه حتى تمكنوا منها تماما ...!!
وفي أول أجازة لها بمصر كانت مهمتها الأساسية تنحصر في تجنيد فاروق عبد الحميد باشا الفقي الذي كان يلاحقها ومولع بجمالها ويبحث عنها بين عيون الخيال الذي يحاصره وهذا الولع قد سهل مهمة الجاسوسة إلى أبعد درجة واستغلته في الحصول على ما تريد من معلومات عن الجيش المصري وصفقات الأسلحة ومنصات الصواريخ ...!!
كانت معلوماتها وقدراتها في الحصول على أدق الأسرار مفاجئة جدا لجهاز الموساد الصهيوني حتى أخبرتهم عن مصدرها الذي تحصل منه على ما يريدون من معلومات ووضعت يدهم على خيانة المقدم الذي لا زالت أجواءه اليوم تملأ الشاشات ..!
حكت هبة لضابط الموساد عن المقدم مهندس فاروق عبد الحميد الفقي الضابط في الجيش المصري ومطارداته الساذجة لها بنفس خفة العقل والهوس الذي يبدو في أعقابه وأقاربه إلى يوم الناس هذا ..!
وحينها كاد الضابط الإسرائيلي يطير من الفرح بذلك الصيد الثمين وقد تغيرت الخطة ، فبدلا من أن ينحصر دور هبة في اللعب بأدمغة الطلاب العرب الذين يدرسون في الجامعات الفرنسية المختلفة بات من الممكن أن تلعب دورا أكبر وأهم ، ولم يضيع ضابط الموساد وقتا ولم تمر سوى أيام معدودات حتى رسم لها خطة لاصطياد فاروق وتجنيده بأي ثمن ، حتى لو كان هذا الثمن هو خطبتها له.
نزلت إلى مصر تبحث عن صيدها المهووس ... ذهبت ترقبه في نادي الجزيرة الذى التقاها فيها بأحد المرات الأثيرة كان فاروق دائم التغيب لفترات ، وكانت تلك الفترات فرصة لشجار مفتعل تمكنت من خلاله هبة أن تحصل على بعض المعلومات الأولية عن طبيعة عمل خطيبها العاشق وكانت المفاجأة التي لم تتوقعها أنه يخرج في مهمات عسكرية على جبهة القتال ، لتنفيذ مواقع جديدة لصواريخ حصلت عليها مصر سرا من روسيا، سيكون لها دور فعال أثناء حرب أكتوبر 1973 م.
وبدأت تدريجياً تسأله عن بعض المعلومات والأسرار الحربية.وبالذات مواقع الصواريخ الجديدة التي وصلت من روسيا.فكان يتباهى أمامها ، ويجيء لها بالخرائط زيادة في شرح التفاصيل بنفس الغباء الذي يمارسه اليوم من يستضيف سفير الصهاينة في بيته ليأخذ ختم جودة بأن العرق دساس وخفة العقل موروثة ....!!