أحبها رغم "نشفان" دماغها

مصر الجديدة،مصر التي بؤرَّخ لميلادها بالثلاثين من يونيو2012، الجمهورية الثانية كما يحلو للبعض،مصر المولودة من رحم ميدان التحرير وأشقائه في طول البلاد وعرضها،مصر التي خضَّبت يديها بدم الشهداء ،ورأت غدها بعيون بنيها وعشاقها،مصر التي ترقص على أنغام تعاطي أبنائها للسياسة وإن تهتهوا وتلعثموا فيها لحداثة عهدهم بها،مصر التي استيقظت على أنَّات وصرخات وهتاف وغناء أبنائها مرددين عيش حرية كرامة إنسانية وعدالة اجتماعية وتلك مبادئ نودي بها في فجر ثورة يوليو ولكن سياط الجلادين والديكتاتوريين التي ألهبت ظهر المواطن المصري أنسته تلك المبادئ وهاهي اليوم تعود ولن تختفي ثانية إذ سوف تضرب بجذورها في فكر وقلب المواطن وترابه الطاهر .
مصر التي ننشدها جميعا بحاجة ماسة إلى كل جهد وجد وكد وعرق وفكر ورؤى لأبنائها،ولكل حرف يبني نشيدها الذي لابد وأن يردده الجميع وتسمعه الأمم قاطبة،مصرنا بحاجة إلينا جميعا وعلى قلب رجل واحد.
تمنيت لو أن جهازاً يتم استحداثه يقوم على تلقي تصورات وأفكار واقتراحات ورؤى المصريين في شتى المجالات،ترسل هذه الأفكار إلى هذا الجهاز أو ترسل إلى باب ثابت في صحيفة أو أكثر يحمل مثلا مسمى"فكرة لمصر" ويتم تصنيفها وتكليف الجهات التي يمكنها الاستعانة والاستفادة من هذه الأفكار والمقترحات والحلول بوضعها على طاولة البحث تمهيداً لمرحلة استثمارها على أرض الواقع،فمصر غنية بأبنائها الذين يحملون لها كل الخير ويحلمون لها بكل الخير،كثيرون هم من يمكنهم طرح أفكارهم للنهوض بالزراعة والصناعة والصحة والتعليم والسياحة والأمن وغيرها،ومن هنا يصبح لدى القائمين على أمر البلاد،يصبح لديهم ما يشبه بنوك معلومات وأفكار وحلول في شتى الميادين،وتشجيعاً لكل صاحب فكر يمكن التنويه عن هذه الأفكار وأصحابها في وسائل الإعلام واستضافتهم لإلقاء الضوء على ما يرون ويتمنون لمصر التي هى الصدر الحنون وحصن الأمان لكل بنيها.
تمنيت لو أرى سباقاً بين الصحف وغيرها يشجع مثل هذه الفكرة ليتسابق المصريون بدورهم في طرح ما يرونه عوناً لهم ولمصر في ارتياد المستقبل واحتلال المكان والمكانة اللائقين بها بين الأمم.