فيها حاجة حلوة

لعل أسعد أيام الأستاذ الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة والمؤسس الرئيسى لها، كان يوم السبت الماضى، عندما توجت الجامعة بثمرة جهدها وكفاحها وأحلامها .. السبت الماضى كان يوم الحصاد، الذى شهد تكريم 12 سفيراً من النوابغ وخريجى الجامعة، الذين أسهموا في إثراء الحركة العلمية، والبحث العلمى، ممن أعطوا الجهد والوقت والعرق، والآن يتقلدون مناصب متميزة في مؤسسات وهيئات محلية ودولية، وقاموا بتنفيذ عدد من المشروعات الخدمية لقطاعات الصناعة والمجتمع .
خريجو الجامعة الالمانية لم يتألقوا فقط فى مجالهم العلمى والعملى ولكن ايضاً تم الإعتراف والإشادة بهم فى مجالات البحث العلمى والتطبيقى والإبتكار، ووصلت الى قيد خريجيها من كليات الهندسة والفنون الجميلة والتطبيقية بنقابة المهندسين بولاية بادن فرتمبرج الالمانية والتى شرفت بحضور مراسم توقيع اتفاقية القيد بين النقابة والجامعة الالمانية.
انجازات خريجى الجامعة الالمانية جعلت رئيس مجلس الامناء ان يعلن على الملأ وبكل فخر إن الجامعة ليس فقط تقدم الأفضل ولكن حققت ووصلت بخريجيها الى مرحلة الامتياز من خلال اعدادهم بعناية فائقة ليتميزوا بالابتكار ومؤهلين لسوق العمل العالمى ولهم القدرة على التكيف والتنافس والدخول فى مجالات عمل تتطلب التحدى وتحتاج الى مهارات لاتتوفر إلا فى خريجى الجامعات العالمية.
الجامعة الألمانية بالقاهرة متاحة لجميع أبناء مصر النابهين بغض النظر عن قدراتهم المالية، فهى جامعة تضم النابغين، وتعتمد معايير القبول بها على التميز والتفوق العلمى.
التفوق العلمى هو المعيار الأول الذى توليه الجامعة كل رعاية وإهتمام حتى يجد المتفوقين المناخ الإيجابى لمواصلة تميزهم فى الدراسة للنهوض بالمجتمع، من خلال منظومة تعليمية تعتمد على البرامج الدراسية التى تواكب أحدث الاتجاهات العلمية المعتمدة فى المانيا واوربا والتى تعتمد على التكنولوجيا والتقنيات الحديثة وتقدمها الجامعة على يد نخبة من الاساتذة المتميزين، وكذلك العمل فى مجموعات بحثية للتنوع فى التفكير ونظم التحليل الذهنى وفرص التدريب.
أبرز المكرمين المهندس أكرم عبد اللطيف اول رائد فضاء مصرى بوكالة ناسا الامريكية .. التحق بالجامعة فى عام 2005 ضمن المنح المجانية الدراسية الكاملة بكلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات مستفيدا من البرامج الدراسية المتطورة التى تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والتقنيات المتطورة.
خلال عامه الرابع بالجامعة حصل على منحة للسفر لألمانيا لإنهاء مشروعه البحثى، ثم درس الفصل الدراسى التاسع والعاشر فى جامعة شتوتجارت، الى ان حصل على درجة الماجستير، بعدها عمل كمهندس اتصالات ﻓﻰ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻛﺒﺮ ﺍلمرﺍﻛﺰ ﺍﻟﺒﺤﺜﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﺤﻖ بعدها بجامعة ﻣﻴﻮﻧﺦ ﻟﻠﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﺣﺼﻞ ﻋﺎﻡ 2014 على ﺩﺭﺟﻪ ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﺍﺧﺮﻯ ﻓﻰ ﻣﺠﺎﻝ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻪ ﺑﺎﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻻﺭﺿﻴﻪ وفى عام 2015 تم اختياره فى برنامج possum التابع لوكالة ناسا الامريكية للفضاء حيث يتم تدريب الباحثين عن طريق برنامج مكون من ﺍﺭﺑﻌﻪ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻟﺮﺣﻼﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ، ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻋﻤﺎﻝ ﺑﺤﺜﻴﻪ ﻓﻰ ﻣﺠﺎﻝ ﺍلمناخ ﺍﻻﺭﺿﻰ.
اذن التحاق عبد اللطيف بالجامعة الالمانية والتمتع بكافة برامجها و امكانياتها المتطورة كان سبباً لتحقيق حلم عمره الذى كان يراوده دوما منذ أن كان صغيرا بالانطلاق نحو عالم ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ.
من ضمن المكرمين الدكتور محمد أبو العز أول من نجح فى تصنيع السيراميك بطريق البثق، الدكتور طارق زكي رائد العالم فى صناعة الرقائق الإلكترونية العضوية، ومريم شري وهند رياض مؤسسين desing reform، وحسين أمان مؤسس robusta ، ومصطفى الخولي وعصام ماجد مؤسسين unpluged، ومحمد كمال المدير الفنى للعلامة التجارية والابتكار بشركة بيبسي مصر وشمال إفريقيا، ونادر سمير مؤسس آيون للصناعات، وآية غريب، وكريستين جرجس.
سعدت كثيراً، عندما تحدث المُكرمين وعبروا عن مشاعر الامتنان والفرحة، ومؤكدين على معاني الفخر والإعتزاز بمجهود الجامعة الالمانية التى وفرت لهم كل الامكانيات التى استطاعوا من خلالها تحقيق طموحاتهم الشخصية وطموح الجامعة، كون هؤلاء النوابغ أساساً لها ورافداً أساسياً لتألق وتميز الجامعة الالمانية فى جميع التخصصات.
هذه النماذج المشرفة للدولة المصرية من العلماء الشباب الذين نبغوا. وتفوقوا فى سن صغيرة ينبغي تسليط الضوء عليها للتعريف بمجالات نبوغهم وتفوقهم وابرازها لينضموا لقائمة الشرف المصرية مثل دكتور أحمد زويل زويل والباز ومجدى يعقوب الذين يزينون جبين مصر بانجازاتهم العلمية والطبية التي تخدم البشرية كلها، ولعلهم يكونوا سبباً ودافعاً لاتخاذهم قدوة للأجيال الصاعدة من أبناء مصر
على الدولة توجيه العناية الكاملة للعلم والمعرفة، وان يكون البحث العلمى في ذروة اهتماماتها وفي سلم أولويات سياساتها، على غرار ما يحدث في الدول المتقدمة وفي العديد من الدول النامية، ولعل تجربة الجامعة الالمانية، فى الاهتمام بطلابها وخريجيها وجعلم من نوابغ العلماء خير دليل .