في دورتها الـ 13.. قمة التعاون الإسلامي ظهرت قبل 47 عاماً بسبب «حريق» بالأقصى.. وسددت أهدافا ضد «جرائم الشرف»

«رخا»: توزيع الأضاحي والسيطرة على «جرائم الشرف» أهم مهامها
جمال بيومي: منظمة التعاون الإسلامي تعتمد على دعم الدول الأعضاء
المنظمة تأسست منذ 47 عاما في الرباط
القمة الإسلامية تضم 57 دولة
حرق المسجد الأقصى سبب إنشائها
تشترط أن يكون ممثل الدولة غير المسلمة "مسلما"
مصر تسلم تركيا زعامة المنظمة
تجتمع مرة كل ثلاث سنوات
7 من القادة يشاركون لأول مرة في القمة الإسلامية
تستضيف تركيا قمّة التعاون الإسلامي، يومي 14 و15 أبريل الجاري، في ظل الظروف التي تعيشهاالمنطقة العربية والإسلامية، من إرهاب وزيادة أزمات.
والقمة الإسلامية هي أعلى هيئة فـي المنظمة، وتضم ملوك ورؤساء الدول والحكومات في الدول الأعضاء، وتجتمع مرة كل ثلاث سنوات؛ للتداول واتخاذ القرارات، وتقديم المشورة بشأن جميع القضايا ذات الصلة بتحقيق الأهداف، ودراسة القضايا الأخرى التي تحظى باهتمام الدول الأعضاء والأمة.
وعن دور تلك المنظمة بالمنطقة، وماقدمته وماستقدمه .. السطور التالية تجيب عن تلك التساؤلات.
قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن منظمة التعاون الإسلامي هى من أقوى المنظمات العالمية ويمولها بنك التنمية الإسلامي لمساعدة الدول الفقيرة.
وأوضح "رخا" في تصريحات لـ"صدى البلد" أن منظمة التعاون الدولي لها دور فكري في مواجهة التطرف وتعريف الناس بالدين المعتدل، ونبذ الفكر المتطرف الإرهابي، كذلك لها دور في توزيع الأضحية بالتعاون مع السعودية للدول الفقيرة في إطار المساعدات الغذائية.
وتابع: "لمنظمة التعاون الإسلامي دور في التدخل لوقف جرائم الشرف بالدول الفقيرة النائية، في إطار حماية المرأة بالإسلام، كذلك تواجهة حاله الإسلاموفوبيا بالغرب، وترد على من يهاجم الدين الإسلامي بلغات مختلفة.
ومن جانبه، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن منظمة التعاون الإسلامي لها أنشطة عديدة حول العالم، ولديها اتحاد غرف تجارية تطرح مشاريع في إطار الصناعات ومن أشهرها صناعة المنسوجات، مشيراً إلى أنها منظمة تعتمد على أنشطة الدول الأعضاء في التمويل والعمل.
وأوضح "بيومي" في تصريحات لـ"صدى البلد" أن الخوف من إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لهذه القمة، مشيراً إلى أن التصرفات غير المسئولة التي تصدر منه قد تؤثر على عمل المنظمة، مؤكداً أن الوساطة السعودية مع تركيا قد تحدث تسوية في الخلافات بين مصر وتركيا في ظل ترحيب تركيا بذلك.
عن القمة
* مصر تسلم تركيا الزعامة: من المقرر أن تتسلّم أنقرة زعامة المنظمة من القاهرة خلال القمة، وكان من المفترض حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، تلك القمة لتسليم تركيا الزعامة إلا أن الخلاف بين الدولتين جعل التمثيل المصري فيها محدود وحضر وزير الخارجية السفير سامح شكري.
* نشأت بسبب حريق الأقصى:
وتعد منظمة التعاون الإسلامي ثاني أكبر منظمة في العالم بعد الأمم المتحدة، وتضم في عضويتها 57 دولة، موزعة على أربع قارات، ما يجعلها أقوى مؤسسة في العالم، ذات أدوار دينية وسياسية معاً، في حال قامت بتفعيل لجانها ومؤسساتها على الشكل الذي تقتضيه الحالة الراهنة؛ لتحقيق الأهداف التي من أجلها أنشئت المؤسسة.
وتأسست منظمة التعاون الإسلامي في العاصمة المغربية الرباط، عام 1969، وتعتبر صوت العالم الإسلامي للعالم أجمع، حيث أنشئت بعد الجرائم البشعة التي أقدمت عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي في إحراق المسجد الأقصى.
وفي العام 1970، عُقد أول مؤتمر إسلامي لوزراء الخارجية في مدينة جدة السعودية، وخرج المؤتمر بإنشاء أمانة عامة مقرها في جدة، ويرأسها أمين عام للمنظمة، ويعتبر إياد أمين مدني، عاشر أمين عام، وقد تولى هذا المنصب في يناير 2014.
ورغم دورها المتواضع في كثير من قضايا العالم الإسلامي، إلا أن دول العالم، ومنها دول أوروبا، وأمريكا، وروسيا، والصين، وكندا، والبرازيل، وبريطانيا، وفرنسا، وأستراليا، تسعى إلى التقرب أكثر من المنظمة، كما عيّنت بعض تلك الدول مبعوثين خاصين لها في المنظمة، منها روسيا كعضو مراقب، وواشنطن عيّنت مبعوثاً خاصاً للرئيس في المنظمة؛ من أجل تعميق وتوسيع التعاطي، ومشاركة المسلمين في السياسات العامة في بلدانهم، وإقامة شراكات مع الجاليات والمجتمعات الإسلامية حول العالم، كما تشترط المنظمة أن يكون المبعوث الخاص لأي دول غير مسلمة من مسلمي تلك الدول، وفعلاً اختارت واشنطن، وبريطانيا، وفرنسا، وأستراليا مسلمين من مواطنيها ليكونوا مبعوثين لدولهم في المنظمة.
* أهداف المنظمة:
وتهدف المنظمة إلى تحقيق أهداف تخدم مصالح الدول الأعضاء، أهمها تعزيز ودعم أواصر الأخوة والتضامن بين الدول الأعضاء، وصون وحماية المصالح المشتركة، ومناصرة القضايا العادلة للدول الأعضاء، وتنسيق جهود الدول الأعضاء وتوحيدها؛ بغية التصدي للتحديات التي تواجه العالم الإسلامي خاصة، والمجتمع الدولي عامة، مع احترام حق تقرير المصير، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، واحترام سيادة الدول الأعضاء، واستقلال ووحدة أراضي كل دولة عضو.
وعلى مدى السنوات الأربعين الماضية؛ ارتفع عدد أعضاء منظمة التعاون الإسلامي من خمس وعشرين دولة، وهو عدد الأعضاء المؤسسين، ليبلغ 57 دولة، وهو ما تقول بشأنه المنظمة: إنها تنفرد فيه لكونها "جامع كلمة الأمة، وممثل المسلمين الذي يعبر عن القضايا القريبة من قلوب ما يزيد على مليار ونصف المليار مسلم في مختلف أنحاء العالم".
* خطط ومشاريع
ووضعت الدورة الاستثنائية الثالثة لمؤتمر "القمة الإسلامي"، التي عقدت في مكة المكرمة في ديسمبر 2005، خطة عشرية؛ تهدف إلى تعزيز العمل المشترك بين الدول الأعضاء، ودعم التسامح والاعتدال والحداثة، وإحداث إصلاحات في جميع المجالات، بما فيها العلوم والتكنولوجيا، والتعليم، والتجارة، ويشدد البرنامج على أهمية الحكم الرشيد، وتعزيز حقوق الإنسان في العالم الإسلامي، لا سيما فيما يتعلق بحقوق الطفل، والمرأة، وقيم الأسرة المتأصلة في الشريعة الإسلامية.
وفي مارس 2008، خلال انعقاد دورة "القمة الإسلامية" الحادية عشرة للمنظمة، في العاصمة السنغالية دكار، اعتُمد ميثاق يسيّر عمل المنظمة إلى اليوم، حدد أهداف المنظمة ومبادئها وغاياتها الأساسية، ويتمثل، في الأساس، في تعزيز التضامن والتعاون بين الدول الأعضاء.
* العلاقات الدولية:
وترتبط منظمة التعاون الإسلامي بعلاقات تشاور وتعاون مع الأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الدولية الحكومية؛ بهدف حماية المصالح الحيوية للمسلمين، والعمل على تسوية النزاعات والصراعات التي تكون الدول الأعضاء طرفاً فيها، كما تلتزم المنظمة، وجميع الدول الأعضاء فيها، بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده، كما تلتزم بأن الدول الأعضاء دول ذات سيادة وتتساوى في الحقوق والواجبات.
وتقوم جميع الدول الأعضاء بحل نزاعاتها بالطرق السلمية، وتمتنع عن استخدام القوة، أو التهديد باستخدامها في علاقاتها، وتتعهد باحترام السيادة الوطنية والاستقلال، ووحدة الأراضي لكل منها، وبعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، كما تعزز الدول الأعضاء وتساند، على الصعيدين الوطني والدولي، الحكم الرشيد، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، والحريات الأساسية، وسيادة القانون، وجميعها تندرج ضمن ميثاق الأمم المتحدة، وتتناسق مع روح عملها كمؤسسة دولية.
ومع تنسيقها مع الأمم المتحدة وتماشيها مع روح عملها الدولي، تحرص منظمة التعاون الإسلامي على ضمان المشاركة الفاعلة للدول الأعضاء في عمليات اتخاذ القرار على المستوى العالمي في المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية؛ لضمان مصالحها المشتركة بالدرجة الأولى.
* 7 قادة في القمة الإسلامية لأول مرة:
تعد قمة اليوم التي تنظم تحت شعار “الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام”، هي القمة الاعتيادية الأولى لمنظمة التعاون الإسلامي التي يشارك فيها 7 قادة جدد ، لتوليهم الحكم في بلادهم بعد قمة القاهرة ( الدورة الـ12) في فبراير 2013 .
ومن أبرز هؤلاء القادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي فاز برئاسة الجمهورية، بنسبة 51.8% من الأصوات ، من الجولة الأولى في أول انتخابات رئاسية تتم عبر الاقتراع الشعبي المباشر، وذلك في أغسطس 2014 ، ليصبح بذلك الرئيس الثاني عشر للجمهورية.
ذلك تعد هذه المشاركة الأولى أيضا للملك سلمان بن عبد العزيز، بصفته ملكا للسعودية، حيث تولى مقاليد الحكم في 23 يناير 2015، خلفا لأخيه الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز .
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل خليفة، الذي تولى مقاليد الحكم في 25 يونيو 2013، بعد تنازل والده الشيخ حمد بن خليفة عن الحكم له.
الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي تولى الرئاسة في أغسطس 2013، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في يونيو من العام نفسه، ورئيس بوركينا فاسو، روش مارك كريستيان كابوري، الذي انتخب رئيساً في ديسمبر 2015.
كما يشارك في القمة الإسلامية للمرة الأولى كزعيم لبلاده، ممنون حسين، الذي انتخب رئيسًا لباكستان في 30 يوليو 2013، وأدى اليمين الدستورية للرئاسة في 9 سبتمبر 2013 ومثل ذلك أول انتقال للسلطة بين حكومتين مدنيتين في تاريخ باكستان.
أيضا من المشاركين الجدد رئيس جمهورية شمال قبرص التركية مصطفى أقينجي ، الذي ترشح للإنتخابات الرئاسية في قبرص الشمالية وفاز بها وأصبح رئيسها اعتبارا من 30 أبريل 2015 ، وتعد جمهورية شمال قبرص التركية (دولة مراقب في منظمة التعاون الإسلامي).