قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أزمة بين إيران والسعودية حول الحج العام الحالي


اندلعت أزمة الخميس بين إيران والسعودية حول الحج إلى مكة في سبتمبر، وذلك على خلفية التوتر المتزايد بين القوتين الإقليميتين المتنافستين.
وأكدت السلطات الإيرانية التي اتهمت الرياض بوضع "القيود والعراقيل" أن الايرانيين لا يمكنهم اداء فريضة الحج هذا العام بسبب عدم التوصل الى اتفاق مع السعودية بعد عام على التدافع الذي اودى بآلاف الحجاج.
وقال وزير الثقافة والارشاد الاسلامي في ايران علي جنتي الخميس في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الرسمية ان "الظروف غير مهيأة والوقت فات".
وأضاف أن "العرقلة مصدرها السعودية"، ولجنة تنظيم الحج الايرانية تابعة لوزارة الثقافة والارشاد الاسلامي.
وسارعت السعودية الى الرد واكدت في بيان صدر عن وزارة الحج ونقلته صحيفة "الرياض" ان "وفد شؤون الحج الايراني رفض التوقيع على محضر الاتفاق لانهاء ترتيبات حج هذا العام معللاً ذلك برغبته في عرضه على مرجعيتهم في ايران".
وتابع بيان وزارة الحج ان الوفد ابدى "اصرارا شديدا على منح التأشيرات لحجاجهم من داخل ايران".
واشار الى أن المطالب تضمنت "السماح لهم باقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الاسلامي".
وبالنسبة للعمرة، أكدت الوزارة ان المملكة "لم تمنع مطلقاً المعتمرين الايرانيين" متهمة طهران "باتخاذ ذلك وسيلة من وسائل الضغط المتعددة على حكومة" السعودية.
ورغم قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في يناير، جرت محادثات في أبريل في السعودية بين السعوديين والايرانيين لتحديد شروط الحج بعد عام على الصدمة التي اثارها مقتل حوالى 2300 شخص بينهم اكثر من 450 ايرانيا في تدافع كبير في مشعر منى قرب مكة في سبتمبر 2015، واتهمت طهران حينذاك الرياض بانها "غير مؤهلة لتنظيم الحج".
وقال جنتي ان "رئيس منظمة الحج عقد اربع جلسات مع وزير الحج السعودي وكان سلوكهم فاترا جدا وغير لائق ولم يوافقوا على مقترحاتنا بشان التأشيرة والنقل الجوي وتوفير امن الحجاج".
وتابع ان رئيس منظمة الحج سعيد اوحدي "تعرض لمشاكل عديدة عندما توجه الي السعودية منها الاحتقار والتهديد وبصمات الأصابع وتفتيش حقائبه رغم حيازته علي جواز سفر سياسي".
واضاف الوزير ان "المسؤولين السعوديين لم يعدوا بمنح التأشيرة للحجاج الايرانيين ورأوا انه على الحجاج الايرانيين التوجه الي بلد ثالث للحصول علي التأشيرة ما يشير الي عدم توفر الظروف لاداء مناسك الحج".
وطلبت ايران ان تمنح تأشيرة الدخول على الاراضي الايرانية رغم قطع العلاقات الدبلوماسية بين القوتين الاقليميتين الكبريين في الثالث من يناير.
من جهته، قال اوحدي الخميس ان الرياض "رفضت ايضا منح تصاريح لشركات الطيران الايرانية بالتوجه الى السعودية" لنقل الحجاج، وكانت هذه المحادثات الاولى بين البلدين منذ قطع العلاقات.
واتخذت الرياض قرار قطع العلاقات بعد الهجوم على سفارتها في طهران من قبل ايرانيين كانوا يحتجون على اعدام رجل الدين السعودي الشيعي المعارض نمر النمر، وبعد الهجوم الذي دانته السلطات الايرانية، قطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران وكذلك كل العلاقات التجارية والاقتصادية ومنعت الرحلات الجوية بين البلدين.
وقال اوحدي "للاسف هناك في السعودية اجواء سياسية مناهضة جدا لايران"، والسعودية وايران على خلاف علني حول كل الازمات الاقليمية وتتبادلان الاتهامات بالسعي الى توسيع نفوذهما في المنطقة.
فهما تتواجهان بشكل غير مباشر في سوريا حيث تدعم طهران نظام الرئيس بشار الاسد بينما تدعم الرياض مسلحي المعارضة.
وتختلفان حول اليمن حيث تدعم ايران المتمردين الحوثيين وتدين باستمرار عمليات القصف التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية.
أما السعوديون فيتهمون الايرانيين بالتدخل في الشؤون اليمنية، والخلاف بينهما يطال ايضا مواقفهما حيال العراق والبحرين ولبنان، ومنذ الثورة الاسلامية الايرانية في 1979، تشهد العلاقات بينهما تقلبات حادة.
وكان البلدان قطعا العلاقات بينهما من 1987 الى 1991، بسبب مواجهات دامية بين الحجاج الايرانيين والقوات السعودية خلال موسم الحج العام 1987 اسفرت عن سقوط اكثر من 400 قتيل معظمهم من الايرانيين.
وعلقت ايران في إبريل 2015 رحلات العمرة الى مكة بعد مهاجمة اثنين من الحجاج الايرانيين الشباب من قبل رجال شرطة سعوديين في مطار جدة.
وكان نحو 500 ألف ايراني يؤدون العمرة سنويا في السعودية، وفي 2015، توجه حوالى ستين الف ايراني الى مكة المكرمة لاداء فريضة الحج.