الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عيد ميلاد إنعام محمد علي.. أول مخرجة في الوطن العربي.. دخلت الفن بالصدفة وتفوقت على شيوخ المهنة

صدى البلد

إنعام محمد علي في عيد ميلادها الـ 78:

دخلت المجال عن طريق الصدفة.. والأعمال الفنية ظلمت شخصية المخرج
"أم كلثوم" و"الطريق إلى إيلات" و"قصة الأمس" الأقرب إلى قلبي
لم تكن مثل مثيلاتها من سيدات الثلاثينات من القرن العشرين، ترضى بأن تكون ذات دور ثانوي أو هامشي في مجال مهنتها، فالأدوار الثانوية أو الأمور الهامشية، لا تتناسب ولا تليق بأصحاب الإرادة والتحدي والإصرار.
هي صاحبة المشوار الثري الزاخر بالإصرار، حيث استطاعت شق طريقها وسط عباقرة مجالها من الرجال لتضع لنفسها مدرسة خاصة بوعيها وفكرها ورؤيتها التي اجتمع حولها مئات من معجبي الفن الجميل.
إنها المخرجة المبدعة إنعام محمد علي، التي يوافق اليوم عيد ميلادها الـ78، ولدت إنعام في القاهرة وقضت طفولتها بمحافظة المنيا، وهي أول سيدة تمتهن الإخراج لتتألق وتبدع فيه، حيث شيدت لنفسها مكانًا خاصًا تقدم من خلاله أكثر من 20 عملا فنيًا.
ولدت إنعام في 15 مايو من عام 1938 حصلت على ليسانس آداب من جامعة عين شمس، إضافة إلى حصولها على درجة الماجستير من كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وتدربت فور تخرجها في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
عن مشوارها والتحاقها بمجال الاخراج تقول في أحد حواراتها الفنية: "دخلت عالم الإخراج عن طريق الصدفة، حين تقدمت لإحدى المسابقات التي طرحت منذ أكثر من 40 عامًا، والتي كانت تطلب مساعدي مخرجين في شتى مجالات الإخراج، ونجحت في المسابقة لأعمل بعدها مع كبار مخرجي مصر، حيث اعتبرت تلك المرحلة بمثابة البنية الأساسية في التكوين الفكري في حياتي العملية، حتى تم ترشيح اسمي لإخراج عمل درامي كامل لأكون بهذا العمل أول مخرجة من السيدات في مصر والوطن العربي".
وتواصل انعام محمد علي قائلة "عانيت الكثير لإثبات ذاتي وقدرتي، خاصة أن مجال الإخراج كان قاصرًا على الرجال فقط، إلا أنني استطعت أن أشق طريقي وسط عباقرة الإخراج، وبذلك أثبت أن المرأة قادرة على العمل كالرجال، فالقدرة العقلية لا تلعب دورًا في نجاح أي عمل بقدر ما تتطلبه من مهارات وقدرات فنية".
وتواصل أن ما قُدّم من الأعمال الفنية عن صورة وشخصية المخرج كانت تحمل العديد من المغالطات، حيث بدأت الآن أرى بعض الأعمال التي تظهر فيها المخرج بشخصيته الطبيعية المفكرة المتأملة العالم والعالم ببواطن الأمور، دون مزايدة أو مغالاة، فالمخرج ليس الشخص الذي يبعث صوته في كل مكان ويصدر الأوامر هنا وهناك.
وتستطرد "تناول ظاهرة العشوائيات وسكانيها في الأعمال الفنية أمر محمود، فأنا لا أعارض تناولها لأنها واقع ملموس لابد من مواجهته والتصدي له، لكن هذه المواجهة لها أسالبيها الحضارية ولابد من محاولة للتغيير، فيما ينفع الوطن ويرفع من شأنه، ولكن تناول العشوائيات كسلعة فنية يتم المتاجرة بها على حساب المجتمع، فهذا أمر غير مقبول، وأرفض هذه المتاجرة على الإطلاق".
لقد أصبحت أعمالها علامات واضحة في المجال الفني منها قاسم أمين، ونونة الشعنونة، وضمير أبلة حكمت، والحب وأشياء أخرى دعوة للحب يوميات امرأة عصرية حتى لا يختنق الحب، ولكن هناك أعمال فنية قريبة إلى قلبها فقد اعربت عن ذلك قائلة "استمتع بأعمال معينة ولديَّ ذكريات كثيرة عند إخراجها من أهمها قصة الأمس وأم كلثوم، والطريق إلى إيلات".