EN
أيها الرئيس .. قول "ديلسبس"
أتخيل وبعض الخيال خير، وأحلم وأنا صاحي، والحلم أساس الأمل، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يلقي خطابا عاما للأمة، ..وأجواء من الإرادة القومية والتحدي الوطني تعم البلاد ضد قوی الظلم والشر.
..وفجأة يقول الرئيس فيما يقول ويذكر فيما يذكر "ديلسبس".. وإذ فجأة تتحرك فرق من الضباط الشرفاء فتلقي القبض في نفس ذات اللحظة على منظومة ومافيا فساد القمح ورغيف " العيش".
إن منظومة فساد الخبز والقمح تماثل وتطابق منظومة ومافيا وشبكة شركة قناة السويس العالمية للملاحة البحرية التي كانت نموذجا ورمزا للاستغلال والاحتكار الاستعماري.
فمن حيث الحجم تعد صناعة رغيف العيش أكبر الصناعات الوطنية الباقية في مصر من حيث العائد الذي يصل 24 مليار دولار منهوبة، وكمية المنتج والأهمية الإستراتيجية..فالكمية التي تصرف يوميا من الدقيق تكفي لانتاج 255 مليون رغيف تكفي وتفيض عن الحاجة اليومية للشعبين المصري والسوداني معا ، ولكنها في الحقيقة تنتج وتصرف على الورق فقط وتسرق الكميات الحقيقية بأساليب شتى بدءا من شراء القمح وتخزينه وطحنه وخبزه.
ومن حيث الشبكة والمنظومة الفاسدة فتضم مسئولين حكوميين ورجال أعمال يمتلكون صوامع ومطاحن ومخابز وهم الآن أعضاء في البرلمان يخلطون الحق بالباطل ويفسدون الحملة الرئاسية على الفساد من داخلها، وتضم أيضا بدالين تموينيين وحديثا شركات البطاقات الذكية ويكفي أن هناك مليون بطاقة تموين ذكية مؤكدة وربما ملايين منها وهي بطاقات وهمية أو مسروقة تصرف سلعا تموينية ومنها الخبز.
ومن أخطر عناصر منظومة الفساد في القمح والخبز، صحفيين وإعلاميين يمارسون الخداع الإعلامي لصالح رجال الأعمال الفسدة والمسئولين اللصوص من خلال مهاجمة كل محاولة للاصلاح باستخدام معلومات مغلوطة وأكاذيب شريرة.
وأعلم أن الأجهزة الرقابية وبتعليمات رئاسية مشددة تقوم الآن بحصر عمليات الفساد وجمع المعلومات وتحديد أسماء المتورطين الذين فر كثير منهم خارج البلاد تحسبا للحظة التي يقول فيها الرئيس: ديلسبس.
