الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ننشر النص الكامل لحوار الرئيس السيسي مع رؤساء تحرير الصحف القومية

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

الرئيس السيسي: - علاقتنا مع الدول .. شراكة لا تبعية
-مصر تدعم المبادرتين العربية والفرنسية لحل القضية الفرنسية
-بوتين أبلغني بدعوة أبو مازن ونتنياهو لإجراء مباحثات مباشرة في موسكو
-سياستنا في سوريا وليبيا واليمن تعتمد على احترام إرادة الشعوب


أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر تؤيد المساعي والمبادرات الدولية والإقليمية لحل القضية الفلسطينية، وأن مصر ليست لديها قوات برية في أي بلد بالمنطقة، وأضاف في حواره مع رؤساء تحرير صحف الأهرام والأخبار والجمهورية، أن مفاوضات الدراسات الفنية لسد النهضة تسير بشكل مطمئن للجميع، كما أن التوقيع على الاتفاق النهائي لإنشاء محطة الضبعة النووية خلال العام الحالي.


في ديسمبر 2014 تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي في الوضع بعد تكليف الشعب له برئاسة الجمهورية.. خلال لقاء مع رؤساء تحرير "الجمهورية" و"الأهرام" و"الأخبار". واليوم وقد جرت الكثير من المياه في نهر الوطن. وتغيرت الاحوال في المنطقة العربية.

وتشابكت العلاقات الدولية. يعود اللقاء في قصر الاتحادية. ليفتح الرئيس قلبه ويجيب على كل الأسئلة التي تشغل بال المصريين والعرب، والتي نقلها له رؤساء التحرير الأستاذ ياسر رزق رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير "الأخبار" والأستاذ محمد عبد الهادي رئيس تحرير "الأهرام" وفهمي عنبة رئيس تحرير "الجمهورية" في لقاء استمر 420 دقيقة تناولت كافة الموضوعات الداخلية وهموم المواطنين.. والمشروعات القومية وملفات الشباب والمرأة والعدالة الاجتماعية.

شرح الرئيس السياسة الخارجية المصرية وثوابتها.. والموقف من الأزمات المشتعلة بالمنطقة.. إلى جانب الوضع الدولي وما يهدد العالم من مخاطر نتيجة الصراعات المشتعلة والإرهاب الذي لا يعترف بوطن ولا دين. ورؤية مصر التي تقف دائما لدعم أي مبادرات على طريق المصالحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وتطرق إلى رحلته للصين لحضور قمة العشرين التي جاءت دعوة مصر لحضورها تقديرًا لدورها ودليلًا علي عودة مصر للساحة الدولية كممثلة للدول النامية والعرب وأفريقيا.. وطمأن السيسي الشعب بأن مباحثات سد النهضة تسير بشكل مطمئن للجميع وردود الفعل المصرية دائمًا ما تكون هادئة وواثقة.. وخلال زيارته للولايات المتحدة سيلتقي الرئيس مع عدد من قادة دول العالم على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر سبتمبر القادم بنيويورك.

يشرح الرئيس في الحلقة الأولى للمصريين ما كان يراه في رحلاته وجولاته الخارجية وما يمكن أن تستفيد منه مصر.. وهو يراهن دائمًا على الشعب ووعيه، خاصة وأنه عندما ذهب إلى كوريا الجنوبية تأكد أن الإنسان هو كلمة السر في صنع المعجزات وبالطبع فإن المصريين أصحاب الحضارة دائمًا ما يبهرون العالم بإنجازاتهم. نتابع غدًا الجزء الثاني من لقاء الرئيس.

وفيما يلي نص الجزء الأول الذي يتناول فيه القضايا العربية والأفريقية والدولية:

* قلت سيادتك مؤخرًا أن أدبيات السياسة الخارجية المصرية في العقود السابقة لم تعد مناسبة للوضع الحالي.. هذا الكلام يحتاج إلى تفعيل. فهل المقصود هو تغيير في ثوابت العلاقات المصرية الخارجية. أم تغيير نهج كان سائدًا في التعامل؟


** الرئيس: المقصود إننا ندير علاقاتنا مع دول العالم في إطار الشراكة.. لا التبعية. فمصر ليست تابعة لأحد. نحن لدينا علاقات استراتيجية ثابتة نحافظ عليها ونسعى لتطويرها وهي علاقات شراكة تقوم على الانفتاح وتبادل المصالح والرأي والحوار السياسي والاحترام المتبادل. ونحن من خلال اتصالاتنا ولقاءاتنا بقيادة العالم. نعطي الفرصة للآخرين لتفهم ما يدور في مصر والمنطقة.

ولقد أثبتت الوقائع التي تشكل في المنطقة صدق الرؤية المصرية. وصحة ما نطرحه من شواغل كانت من قبل لا تحظي بالقبول أو التفهم. ولكن الآن ثبت ما كنا نقوله. ورؤيتنا الحقيقية للواقع. لذا فإن الثقة في السياسة المصرية تزداد يومًا بعد يوم. والاستعداد للتعاون معها يزداد بمضي الوقت الذي هو عنصر حاسم في زيادة الفهم لسياستها ولحقائق الوضع في المنطقة.

وأقول بكل وضوح إنه خلال العامين الماضيين لم يستطع أحد أن يملي علينا شيئًا على غير ما نراه. فالقرار الوطني المصري يتمتع بالاستقلال بشكل مطلق. بل أقول إننا عند إعلان بيان الثالث من يوليو عام 2013.

حينما كنت وزيرًا للدفاع -فإننا وأقسم بالله -لم نستأذن أحدًا أو نخطر أحدًا أو ننسق مع أحد. فيما قررته الجماعة الوطنية وأعلنته على الشعب.

* في زيارتك لأسيوط قبل شهرين.. أطلقت دعوة إلى كل أطراف عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل لإعادة إحيائها من أجل إنهاء الصراع.. وبعدها أوفدت وزير الخارجية للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني ما هو تقييمك للوضع وكيف ترى الجهود الدولية المبذولة في هذا الاتجاه؟

** الرئيس: موقفنا ثابت من عملية السلام. ونحن ندعم كل الجهود التي تسعى إلى حل هذه القضية شديدة التعقيد. فاستمرار النزاع له تأثير سلبي بالغ على المنطقة. أما الاتفاق فله تأثير ساحر علي مستقبل شعوبها.

إن مصر كانت ومازالت داعمة للجهود الأمريكية خلال السنين الماضية وحتى الآن. وداعمة لمبادرة السلام العربية. كما أعلنت تأييدها للمبادرة الفرنسية. وعلاقاتنا مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تتيح لنا أن نلعب دورًا محوريًا لإيجاد حل لقضية السلام.

* لكن أين الدور الروسي.. خاصة أن روسيا أحد راعيي مؤتمر مدريد للسلام الذي أطلق عملية السلام الفلسطينية -الإسرائيلية منذ أكثر من ربع قرن.. كما أنها عضو في الرباعية الدولية؟

** الرئيس: نحن ندعم أي تحرك إيجابي من جانب الدول المعنية والقادرة على التأثير سواء الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو روسيا الاتحادية.

وأذكر أن الرئيس الروسي بوتين أبلغني بأنه دعا الرئيس الفلسطيني أبو مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للاجتماع في موسكو لإجراء محادثات مباشرة.

ونحن نؤيد هذه الجهود. والكل مدعو للتحرك في هذه القضية التي تحتاج إلي جهد جبار. والتجاوب مع المبادرات المطروحة بهدف إيجاد ضوء في نهاية النفق للفلسطينيين لإقامة دولتهم جنبًا إلي جنب مع إسرائيل.

لكن لابد من إنهاء الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني من أجل تصفية المناخ لتفاوض حقيقي. وتحقيق المصالحة داخل حركة فتح. أو بينهما وبين حركة حماس.

* لكن سيادة الرئيس.. ألا تعتقد أن انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية قد يؤدي إلي إرجاء أو تجميد تلك الجهود؟

** الرئيس: من الضروري أن يتم التحرك الآن. وألا يجمد الوضع. وللأسف المياه راكدة تمامًا ولابد من جهود لتحريكها. بشرط توافر إرادة لدي إسرائيل والسلطة الفلسطينية ودول الاقليم والمجتمع الدولي.

إننا لا نريد أن نستأثر بدور. بقدر ما نريد تشكيل قناعة لدي الآخرين للقيام بدورهم وان السلام لو تحقق هو الضوء المبهر الذي سيغير ملامح المنطقة.


* من خلال رؤيتك للموقف الإسرائيلي هل تجد قدرًا من التغيير في النظرة الإسرائيلية تجاه السلام؟

** الرئيس: أرى أن القناعة بأهمية السلام وايجاد مخرج تتزايد لدي الجانب الاسرائيلي وهذا مؤشر إيجابي.


* بشكل عام.. ما هي النقاط الرئيسية التي تحكم الموقف المصري من قضايا المنطقة خاصة النزاعات في دول الجوار العربي؟

** الرئيس: أولًا نحن لا نتدخل في شئون الآخرين.. ثانيًا مصر تدعم إرادة الشعوب.. ثالثًا اننا ندعم الحلول السياسية السلمية للمسائل المتنازع عليها.

* في هذا الإطار.. نسأل عن موقف مصر من المشاركة في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن؟

** الرئيس: مصر تشارك بعناصر من القوات البحرية في باب المندب لتأمين الممر الملاحي وتأمين وصول السفن لقناة السويس. ولدينا عناصر من القوات الجوية في السعودية. لكن لا توجد لنا أي قوات برية في أي دولة عربية. كل ما لدينا من قوات خارج مصر هي في إطار قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.


* الوضع في سوريا يبدو معقدًا ومتشابكًا. كيف حددت مصر موقفها في ظل العلاقات التاريخية التي تربطها بهذا البلد العربي الشقيق. وكيف ترون سبل الخروج من هذه الأزمة؟

** الرئيس: اشكالية الموقف في سوريا. يكمن في انه بلد تتقاطع فيه الرؤي والمصالح بشكل أو آخر. وهناك أطراف كثيرة تتعامل مع هذا الملف. واعتقد ان التفاهمات الأمريكية الروسية من جانب ومرونة الأطراف الاقليمية التي لها مصالح مباشرة من جانب آخر. يمكن أن تؤدي إلى إيجاد مخرج لهذه الأزمة. وهذا يحتاج إلى وقت.
أما الموقف المصري فهو يتأسس على 5 محددات رئيسية هي:
- احترام إرادة الشعب السوري.
- ايجاد حل سلمي للأزمة.
- الحفاظ علي وحدة الأرض السورية.
- نزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة.
- إعادة اعمار سوريا وتفعيل مؤسسات الدولة.

* بالنسبة للأوضاع في ليبيا.. حذرت سيادتك أكثر من مرة من انتقال العناصر الإرهابية إلى الأرض الليبية لتكون منطلقًا لها إلى مصر ودول شمال المتوسط.. ما هي التدابير التي اتخذتها مصر لمواجهة هذا الخطر؟


** الرئيس: المسألة بوضوح أنه كلما زاد الضغط علي العناصر المتطرفة في سوريا والعراق والنجاح في مواجهتها. فإننا ننتقل إلي ليبيا. ولقد رصدنا ذلك منذ أشهر. ووجود حركة خروج من سوريا والعراق والتجمع في ليبيا. وهناك جهود دولية للتعامل مع هذا الخطر.
وفي هذا الصدد فإن مصر تدعم الجيش الوطني الليبي والبرلمان لانهما يمثلان الشعب الليبي وارادته.

ومصر تسهم في تدريب عناصر الجيش الليبي.. وهم مطمئنون لذلك لأن الجيش المصري جيش ذو عقيدة وطنية. وليس جيشًا قبليًا ولا طائفيًا. ونحن نبذل جهدنا لحماية حدودنا مع الاستعداد الكامل لمجابهة أي مخاطر قائمة منذ سقوط القذافي وحتى الآن.

* كيف تقيمون علاقة مصر بدول الخليج.. خاصة أن هناك تقارير خارجية تحاول الترويج لفتور علاقات مصر بالسعودية والإمارات؟

** الرئيس: علاقات مصر ودول الخليج ثابتة وقوية. ونحن حريصون علي هذا الأمر. وأيضًا الأشقاء في دول الخليج يحرصون من جانبهم علي توطيد هذه العلاقات ولا توجد مشكلة تعتدي هذه العلاقات سواء فيما يتعلق بقضايا المنطقة والتعاون الثنائي. لكن البعض يختزل بين مصر وأشقائها في الخليج بحجم الدعم المقدم منها. وهذا ليس صحيحًا.

* مشكلة اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية التي تضمنت جزيرتي تيران وصنافير أثارت جدلًا في الشارع المصري.. كيف ترون أبعاد هذه المشكلة.. وتأثير مجرياتها على العلاقات المصرية السعودية؟


** الرئيس: نحن نتعامل باحترام كامل لمؤسسات الدولة. ونحترم القضاء وفقًا للقانون وأحكامه كما أن القضاء نفسه أتاح للدولة التعامل أمامه في نفس الموضوع وفقًا للقانون ولدينا مؤسسة البرلمان التي تمثل إرادة الشعب. وسيكون أمام البرلمان فرصة كاملة لدراسة الاتفاقية بشكل متعمق وكل الأشقاء في السعودية يتفهمون الموضوع والإجراءات الدستورية في مصر تمامًا.

* ما الذي تستفيده مصر من اتفاقيات تعيين الحدود البحرية مع الدول المجاورة لسواحلها؟
** الرئيس: تعيين الحدود البحرية يعطي فرصة حقيقية للبحث عن الثروات والموارد المتاحة في المياه الاقتصادية وهذا ما حدث في اتفاق تعيين الحدود مع قبرص. وأتاحت لنا المنطقة الاقتصادية الكشف عن حقل "ظهر" الذي سيكون مصدرًا كبيرًا للدخل من النقد الأجنبي عند بدء إنتاجه بحلول عام 2018. كما أن اتفاق تعيين الحدود البحرية مع السعودية يشكل فرصة للتنقيب عن الثروات والنفط في البحر الأحمر.

* وماذا تم في مفاوضات تعيين الحدود البحرية مع اليونان؟
** الرئيس: نحن نمضي في هذه المباحثات. وبدأنا بالفعل في إجراءات ابتداءً من الجهود الأمريكية والمبادرتين العربية والفرنسية.. وكشف السيسي عن إبلاغ الرئيس الروسي بوتين له بأنه قام بدعوة الرئيس الفسطيني أبومازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتيناهو لعقد مباحثات مباشرة في موسكو.. وكان اللقاء هذه المرة في الصالون الرئيسي بالاتحادية بعكس المرة الماضية الذي كان في مكتب الرئيس.. وتطرق الحوار إلي العلاقات مع دول الخليج التي وصفها السيسي بالقوة والمتانة وإنها ثابتة لا تتأثر بالشائعات ورفض مصر لمن يحاولون ربط هذه العلاقات بحجم الدعم.. مشيرًا إلى أن الأشقاء في المملكة العربية السعودية متفهمون للجدل المثار في مصر حول جزيرتي تيران وصنافير.. وبالنسبة للأوضاع في سوريا وليبيا واليمن والعراق فإن سياستنا تقوم علي احترام إرادة الشعوب والعمل علي إيجاد حل سلمي سياسي والحفاظ علي وحدة أراضي هذه الدول العربية.. كما أكد سيادته أهمية الحوار العربي لجمع الشمل.. وأكد علي عدم وجود قوات مصرية برية في أي دولة بالمنطقة.. وأن مصر لا تستأثر بدور في حل المشكلة الفلسطينية أو أي أزمة أخري ولكنها تعمل علي تشكيل قناعة لدي الآخرين من جميع الأطراف الدولية والمعنية للقيام بدورهم.. وعن أفريقيا قال الرئيس إننا بدأنا عهدًا جديدًا مع الأشقاء الأفارقة الذين يقدرون الدور المصري ويثمنون تعاملنا الحكيم مع سد النهضة.. وكشف وخطوات في هذا الشأن.

أما فيما يتعلق بالتعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان. فسوف تستضيف القمة الثالثة في أكتوبر القادم لبحث وتفعيل مجالات التعاون والمشروعات التي اتفقنا عليها في القمتين السابقتين بقبرص واليونان.

* توليت رئاسة القمة العربية في دورتها السابقة.. كيف رأيت صورة العالم العربي في هذا العام؟


** الرئيس: أتصور أننا في منطقتنا العربية بحاجة إلي قيام الدول العربية بمراجعة شاملة تستهدف التعاطي بشكل أكثر ايجابية من قضايانا لصالح الدول والشعوب العربية بأكملها وفي رأيي أن النقاش والحوار والتنسيق هي أفضل السبل لحل أي اشكاليات والتعامل مع أي شواغل. ودورنا يجب ان يكون جمع الشمل العربي واحتواء المشكلات. لاسيما ان المنطقة في أصعب أحوالها.

* ننتقل إلى العلاقات المصرية الأفريقية.. سيادتك حرصت منذ توليك الرئاسة على المشاركة بانتظام في القمم والمحافل الأفريقية. هل نستطيع القول ان مصر عادت إلى دورها الأفريقي؟


** الرئيس: بالتأكيد.. فمنذ خطابي الأول ركزت علي الدائرة الافريقية في علاقات مصر الخارجية. ونحن بدأنا عهدًا جديدًا مع الاشقاء. ويمضي مسار تطوير علاقاتنا مع دول القارة بصورة طيبة. خاصة دول حوض النيل. وهناك تقدير كبير للدور المصري خاصة في تعاملنا الحكيم مع موضوع سد النهضة.
* كيف تسير المباحثات في اتجاه توقيع اتفاق الدراسات الفنية والبيئية الخاصة بسد النهضة. والتعاون الثلاثي بين مصر والسودان واثيوبيا؟
** الرئيس: المباحثات تسير بشكل مطمئن للجميع ويبعث علي الرضا.. لذا لابد ان تكون ردود أفعالنا هادئة وواثقة ومطمئنة بأن مياه النيل ستظل تتدفق إلي مصر.. وهم يعون هذا.
وبهذه المناسبة.. فسوف يزور الرئيس السوداني عمر البشير القاهرة في أكتوبر القادم. لبحث تطوير التعاون في إطار اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين.
* نأتي إلى علاقات مصر بالقوي الكبري.. كيف تسير علاقاتنا بالولايات المتحدة؟
** الرئيس: العلاقات المصرية ـ الأمريكية هي علاقات استراتيجية تقوم علي ثوابت يحرص عليها الطرفان ونحن في البلدين مهتمون بأن نعطي الفرصة لأنفسنا لمراجعة مواقفنا ولقد اتضح لهم خلال السنوات الثلاث الماضية حقائق الوضع في مصر وسياستها التي تتسم بالتعقل والتوازن والحرص علي هذه العلاقات وبالتأكيد فإن مستقبل هذه العلاقات جيد في ضوء انه كلما يمر الوقت تتحسن الأمور.
* هل هناك اتصالات مع ممثلي حملتي الرئاسة الأمريكية المقبلة؟
** الرئيس: نحن نلتقي مع كل الشرائح السياسية الأمريكية سواء في الكونجرس أو الحكومة أو البنتاجون ونتحاور معهم وهم يستمعون إلي آرائنا ويتفهمون موقفنا.
* العلاقات المصرية ـ الروسية شهدت في العامين الماضيين زخما كبيرا يعيد لها ثقلها التاريخي. هل تأثرت هذه العلاقات بحادث الطائرة الروسية؟
** الرئيس: العلاقات بين مصر وروسيا راسخة وذات طبيعة خاصة ولها بعدها التاريخي.
أما بالنسبة لحادث الطائرة فلم يترك أثرًا سلبيًا علي هذه العلاقة. لكن كانت هناك بعض الظروف وتمت مراعاتها بين البلدين ونحن متفهمون للموقف الروسي وحساسية القيادة الروسية وشواغلها تجاه مواطنيها ونعلم ان السياحة الروسية لمصر لابد أن تعود.
* هل هناك مؤشرات علي عودتها قريبًا؟
** إن شاء الله ومن المهم عودة السياحة الروسية إلي مصر كتعبير عن قوة العلاقة بين البلدين وأنا متفائل بعودتها قريبًا.
* ماذا عن توقيع الاتفاق الخاص بإنشاء محطة الضبعة النووية؟
** الرئيس: هناك نقاط صغيرة يجري التفاوض بشأنها وهذه المحطة هي أمل مصر في دخول آفاق المعرفة النووية وان شاء الله سيتم توقيع الاتفاق هذا العام.
* هل مازالت قضية الدارس الايطالي "ريجيني" تعترض مسار العلاقات المصرية ـ الإيطالية؟
** الرئيس: أسجل إشادتي وتقديري للتصريحات الايجابية لماتيو رينزي رئيس الوزراء الايطالي وهم في ايطاليا يشعرون بأننا نتعاون معهم ونحرص علي استجلاء الحقيقة ونحن متعاطفون مع أسرة الطالب الايطالي وهناك تعاون بين أجهزة التحقيق في البلدين.
ولقد ساهمت زيارات الوفود الشعبية في ايضاح صورة التعاون المصري ـ الايطالي ومازالت جهود التحقيق مستمرة في هذه القضية.
لكن دعوني أقول اننا تناولنا لها في بعض وسائل الإعلام المصرية أدي إلي تعقيد القضية.
* الملاحظ أن العلاقة بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي كل على حدة جيدة بينما الاتحاد نفسه له مواقف تبدو مغايرة في بعض الأحيان.. ما تفسير ذلك؟
** الرئيس: انني أقدر ان لكل دولة موقفها الخاص نحو مختلف القضايا وعلاقتنا بدول الاتحاد الأوروبي متميزة وأري ان التعاون مع الاتحاد ككل في تحسن مستمر.
* بعد تولي تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا منصبها أجريت سيادتك اتصالا معها.. ماذا دار في هذا الاتصال؟
** الرئيس : هذه المكالمة كانت للتهنئة بتوليها منصبها. وأيضا للحديث عن علاقات التعاون بين البلدين. وتناولنا موضوع عودة السياحة البريطانية لمصر. وكان الحديث إيجابيًا في هذا الموضوع. ونتوقع عودة السياحة البريطانية في الخريف المقبل. وسنتلقي اجابة حاسمة في هذا الشأن قريبًا.
* هناك تصريحات متضاربة تصدر من مسئولين أتراك عن العلاقات مع مصر.. كيف تستقبلون هذه التصريحات. ولماذا لانرد بالقدر الكافي علي من يمس مصر وقيادتها؟
** الرئيس : نحن نعطيهم الوقت لاعادة النظر في موقفهم من مصر وتصويب تصرفاتهم. وعندما نرد فإننا نرد بموضوعية اذا كان الأمر يحتاج الي رد. وليس كل ما يقال يستحق الرد. وفي العلاقات بين الدول ينبغي أن يكون هناك مستوي لائق للتصريحات والتعامل. وانني أحرص علي أن نعكس حضارة وثقافة وقيم أصالة مصر. والمصريون أصبحوا متفهمين لذلك.
أما عن العلاقات بين الشعبين. فلا توجد أي أسباب للعداء. ونحن في مصر ليست عندنا نزعات مذهبية أو طائفية. وانما نتعامل بالشكل الذي يليق بمصر.
* في مطلع الشهر المقبل. ستقومون بزيارة إلي الصين بدعوة من الرئيس الصيني للمشاركة في قمة العشرين. ما الذي تحمله الي القمة كزعيم عربي افريقي؟
** الرئيس : إن حرص الرئاسة الصينية علي دعوة مصر لحضور قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في مطلع سبتمبر المقبل في مدينة "هانجو" الصينية يعكس مدي التقدير الذي تحظي به مصر علي الصعيد الدولي. ومدي الثقة في ثقلها الاقليمي فضلا عن النظرة التفاؤلية إزاء مستقبلها الاقتصادي.
وسوف تحرص مصر خلال مشاركتها علي ايصال صوت الدول الافريقية بوجه خاص والنامية بوجه عام. وأن تحقق القمة النتائج المأمولة فيما يتعلق بتقديم المساندة الفعالة لهذه الدول في سعيها لتحقيق الأهداف الدولية للتنمية المستدامة 2030. بما في ذلك تيسير نقل التكنولوجيا للدول النامية. ودفع حركة الاستثمار الأجنبي اليها. وتيسير نفاذ منتجاتها وخدماتها لأسواق الدول المتقدمة. فضلًا عن ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها في إطار اتفاقية باريس لتغير المناخ لتقليل الآثار السلبية للانبعاثات الضارة علي الدول النامية. وتمكينها من زيادة الاعتماد علي مصادر الطاقة المتجددة وما يتضمنه هذا المجال من تكنولوجيا حديثة وصديقة للبيئة.
وسوف تقوم مصر خلال القمة بعرض رؤيتها إزاء الموضوعات الاقتصادية الدولية المطروحة علي جدول الأعمال. وأهمها سبل تنسيق السياسات الدولية وفتح مسار جديد للنمو. ودفع التجارة والاستثمار علي الصعيد الدولي كوسيلة للتغلب علي تباطؤ أداء الاقتصاد العالمي وتجنب الانزلاق مجددًا الي أزمة كساد. وكيفية الاستفادة من الفرص التي تتيحها التكنولوجيا الرقمية والصناعية المبتكرة لتحفيز النمو الاقتصادي العالمي. والتحديات التي تواجه قطاع الطاقة العالمي.
وهذه الزيارة ستكون فرصة لاجراء مشاورات مع العديد من قادة الدول وعقد مباحثات مع الرئيس الصيني لمناقشة التعاون بين البلدين.
* في النصف الثاني من سبتمبر المقبل. تشاركون للعام الثالث في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. في المدة الأولي كان الغرض من المشاركة هو أن يطل العالم علي مصر الجديدة بعد ثورة 30 يونيو. وفي المرة الثانية كان الغرض هو انفتاح مصر علي العالم بعد عزلة مؤقتة أعقبت الثورة.. ما هي رسالتكم إلي العالم في هذا العام؟
** الرئيس: الزيارة هذه المرة هدفها تأكيد صدق الرؤية المصرية تجاه أهم قضية تواجه العالم وهي قضية التطرف والإرهاب.. لا سيما أن مصر تشغل مقعدًا غير دائم بمجلس الأمن وتتولي رئاسة لجنة مكافحة الإرهاب.
* خلال العامين الماضيين.. زرت العديد من دول العالم. ما هي التجربة التي جذبت انتباه سيادتكم أكثر من غيرها؟
** الرئيس: الحقيقة أنني كنت أتصور أن الموارد وشحها أو توافرها هو أحد أهم أسباب تقدم الدول. لكنني عندما ذهبت إلي كوريا الجنوبية وجدت أن الانسان هو أهم وأعمق وعنصر في التقدم فالغني الحقيقي في كوريا الجنوبية هو قدرة الإنسان الكوري. وهذا الأمر يجب أن نعمل عليه في مصر من أجل صياغة الشخصية المصرية واستكمال بنائها.
وفي زيارتي لليابان.. جذب انتباهي التعليم: هناك منظومة متكاملة في المدارس. فالفصول بلا أبواب وهذا له مغزي. ولقد وجدت اعضاء هيئة التدريس بالمدرسة التي زرتها في طوكيو لا يزيدون علي 28 فردًا منهم ثمانية يتولون مهمة تجهيز الوجبات للتلاميذ.. والكل هناك مقتنع بأن دور التعليم هو بناء الشخصية.
* نلاحظ أن هناك تأخرًا في نقل تجارب بعض الدول. رغم وجود تفاهمات علي ذلك؟
** الرئيس : نقل التجارب بين الدول مسألة تأخذ وقتا. لأن الدول المتقدمة تقوم بدراسات وتضع تصورات لهذا التعاون قبل صياغة الاتفاقات وما سيتم التعاون بشأنه.. الناس هناك تأخذ وقتها في الدراسة بتعمق لذا فالموضوع يأخذ وقته ولا ينتهي في شهر أو شهرين كما نتصور.
خلال زيارة سيادتكم إلي كوريا الجنوبية وسنغافورة. شاهدت بعض الشباب المصري يعمل في إدارة كبريات الشركات العالمية هناك.. كيف شعرت حين التقيت بهم؟
الرئيس: شعرت بالسعادة البالغة. وتأكد لي أننا قادرون علي تحقيق ما نتمناه بشرط أن نتحلي بالصبر والجدية. فإذا تمسكنا بهما في كل مجال كالتعليم والإنتاج وغيرها سنحقق نتائج هائلة.