قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الموساد.. ومجزرة رفح.. كالمعتاد


حالة من الغليان والحزن والأسى يعيشها شعب مصر بسبب الحادث الأليم، والمجزرة المفزعة.. والمذبحة المروعة.. والمقصفة الشنيعة.. والمشنقة السريعة.. والمحرقة الوضيعة.. والمهزلة الفظيعة.. التى تعرض لها أبناء مصر، وزهور هذا الوطن فى رفح بشبه جزيرة سيناء ساعة الإفطار، والتي راح ضحيتها 16 ضابطًا ومجندًا مصريًا، عيون لا تمسها النار لأنها باتت مستيقظة، شرسة، تحرس وطنها في سبيل الله، كعيون الأسود.. التي تحرس الحدود.. ولا تنسى العهود.. وتعلم أن بينها وبين الله الحدود.. ولا تلقى بالا بالسدود.. ولا ترى أمامها سوى وطنها المنشود.. وربها المعبود.. وأمام عينها تذكر دم الشهيد وهو في طلح منضود.. وظل ممدود.. هذه العملية القذرة تقع تحت مسمى "العمليات الخاصة"، وهى نوع من أنواع العمليات العسكرية "الخسيسة والرخيصة"، التي تتم بقوات قليلة وسلاح بسيط يتناسب مع طبيعة العملية التي تفرض السؤال الكبير الذي يطرح نفسه عنوة عن هوية مدبري الحادث ومنفذيه، وتشير الاتهامات إلى اتجاهات عديدة، وتروج تكهنات متضاربة تتجه أغلبها نحو إسرائيل، ولو دققنا النظر جيدًا في المجزرة الإرهابية لوجدنا أن إسرائيل هى الوحيدة المستفيدة من ذلك، بناءً على خمسة أهداف: (سياسية واقتصادية ومعنوية وعسكرية وانتهازية) الهدف الأول: سياسي: ويتمثل في وضع الشوك في سلة المصالحة بين حماس وفتح، والهدف الثاني: اقتصادي، ويتمثل في وقف المساعدات إلى غزة، بشتى أنواعها، مثل الكهرباء والغذاء والعلاج، وبعد قرار غلق المعابر اتضحت الرؤية للهدف الثاني، والهدف الثالث: معنوي، ويتمثل في خلق شروخ بين المصريين والفلسطينيين، خصوصًا بعدما أشارت إسرائيل إلى توجيه أصابع الاتهام لحماس والجماعات الإسلامية، الهدف الرابع: عسكري، ويتمثل في محاولة تشتيت جهود القوات المسلحة المصرية وانشغالها وترويعها من أجل محاولة إضعاف صورتها أمام شعبها، والهدف الخامس: انتهازي، ويتمثل في استثمار المواقف الدولية من الإرهاب الذي شغل الرأى العام الدولي منذ الحرب العالمية الثانية، وبهذه المجزرة وغيرها من المجازر والعمليات التي حدثت وستحدث ستتحول سيناء لبؤرة إرهابية غاية في التطرف، على أثرها تتدخل قوات دولية في سيناء تحت غطاء حمايتها وتأمينها، وتبقى منطقة محددة محدودة السيادة المصرية، مصابة بالشلل التام دون توسع أو إقامة المشروعات التنموية والسياحة!!
لقد آن الأوان أن تعود الأمور إلى نصابها، وأن يفهم الشعب المصري من يتلاعب بمصيره ومستقبله، ومن يريد أن يبسط سيطرته على سيناء، وقناة السويس، وعلى الثروة المصرية، وعلى مصر بالداخل والخارج، آن أوان أن نحاسب كلّ من ثبت ضلوعه في تدمير ما تبقى من مصر، فالحرب الآن على المكشوف بين فريق يريد تدمير مصر تدميرًا كاملاً، لحساب إسرائيل والغرب، وبين من يقفون في وجه هذا التدمير، سواء سلبًا لضعفهم وتخاذلهم، وعدم قدرتهم على المواجهة، أو إيجابًا كمن يخرج لكشف الحقائق والثورة على الأوضاع الحالية، ولك الله يا مصر، فأعداؤك في الداخل أكثر مكرًا.. وأشد فتكًا.. وأعمق خبثًا.. وأقل بخثًا.. وأسرع خسرًا من أعدائك في الخارج، ولكن الله من ورائهم محيط.
إسرائيل تمتلك سبع وحدات تابعة للمخابرات الحربية الإسرائيلية، خمسة منها تعمل على الجبهتين السورية والأردنية، هم وحدة "ايجوز"، و"شاكيد"، و"حازوف"، و"جاجانيم"، و"ماكام"، واثنان منها يعملان على الجبهة المصرية، وهم وحدة "مادكال"، و"242" ويعملون في عمق سيناء بل في قلبها، وطاقم الوحدة 242 يدرسون اللغة العربية بإتقان وبلهجاتها المختلفة، وأما عن العمليات الخاصة الإسرائيلية فلنا معها تاريخ مديد وأمد طويل ثرى مملوء بالمغامرات والمؤامرات، ولها ثلاثة عناصر تجعلنا نوجه من خلالها الاتهام لإسرائيل، وهى: العنصر الأول: هو أن إسرائيل اعتادت أن تهجم على نقطة معزولة محدودة السلاح والجنود، وهذا ينطبق على حدودنا في رفح، العنصر الثاني: هو الخداع والزيف، وكان ذلك واضحًا وضوح الشمس عندما وجهت الحكومة الإسرائيلية دعوة لرعاياها بمغادرة سيناء، لاحتمال وقوع عمل إرهابي تجاه شرم الشيخ والمناطق السياحية، وكان ذلك تمويها لتأتي الضربة من الناحية العسكرية على رفح،
العنصر الثالث: إن الفرقة المنفذة نفذت العملية باتجاه منفذ كرم أبو سالم، وهو تصرف فاشل يثبت ثغرة الموساد الفاشل كما تعود الموساد أن لا تكتمل خططه بدقة ونجاح، وهذا التصرف غير مبرر وغير منطقي إلا في حالة واحدة، إذا كان ضمن بنود الخطة أو الخطة البديلة، وهى بعد إتمام العملية الوحشية يتم الانسحاب إلى الجانب الإسرائيلي، ومن الطبيعي في الخبث اليهودي والدهاء المخابراتي أن توضع الخطة بهذا الشكل حتى يتم اغتيال المنفذين للعملية دون ترك خيط للوصول للفاعل المنفذ، كما قتل الموساد مثلا من اغتالوا عمي الشهيد الدكتور يحيى المشد، ودهسوا السيدة التي ساهمت في اغتيال عالم الذرة المشد.
وأما الفرقة "متكال" فهى متخصصة في تتبع طريقة قتل جميع العناصر التي تنفذ مهامها، مثلما حدث أيضًا في عام 1977 في عملية الدير البحري في الأقصر عندما وجدوا المنفذين للعملية الإرهابية بعد 3 سنوات في مغارة وهم عبارة عن ثلاث هياكل عظمية في الأقصر وبجوارهم النقود التي حصلوا عليها ثمنًا لتنفيذ هذه العملية، فهل سيستمر جهاز المخابرات المصرية العملاق في تلقين الموساد الدروس والعبر التي اعتاد علي تلقينه إياها؟ فأنا على يقين بأن رجال مخابراتنا الأبطال سيمنحون الموساد درسًا بل دروسًا سوف لن ينسوها أبد الدهر لتضم إلى أرشيف الدروس التاريخية السابقة إن شاء الله.. عاشت مصر حرة مستقرة.