هالة عبد الحميد تكتب: وزارة السياحة ! لامؤاخذة كده كنت عوزاكي في كلمتين بره الصندوق

اللي محدش يعرفه إن آخر تقرير لــ منظمة السياحه العالميه لعام 2016 بيقول "انه بالرغم من نمو نصيب الشرق الاوسط من عدد السياح عالميا من 6.5% في 2010 الي 8.2% ، إلا أن مصر احتلت مركزا متراجعا مقارنة بدول العالم في سوق السياحة العالمية ومكانتها بعيدة عن العشره الاوائل من حيث عدد السياح والعائدات".

وأي شخص هيسمع الكلام ده هيكون رده الطبيعي "إن السياحة تدهورت من بعد ثورة يناير وما تبعها من أحداث"..ب س بصراحه أنا شايفة إن شماعة يناير دي خلاص بقت قديمه اوي، ده غير انها مش مبرر لفشل ( وزارة السياحه) و (هيئة تنشيط السياحة) في ادارة التطوير
والتسويق للسياحة المصرية (لأن الفشل اساسًا كان موجود من قبل الثوره ).

ما هو بصراحة مش معقول يكون آخركم في التطوير والتسويق السياحي خلال السنين دي كلها عباره عن صور للأهرامات، ورقصة التنوره..!! و مش معقول كمان كل شويه تتعبوا الأستاذة إلهام شاهين وفيفي عبده بزياره لشرم الشيخ وكده تبقوا كلفتوا نفسكم بشوية مجهود في ابتكار الأفكار..!!

وكلمة في سركم كده (السياح اساسًا مش فارق معاهم مين من أهل مصر اتكرم و راح اتفرج علي طبيعتها ومعالمها السياحيه)، وخصوصًا ان أي سائح أو خبير سياحي في العالم مش هيلاقي صعوبة في تصنيف مصر كأحد أهم المقاصد السياحية في العالم، لكن كل اللي بيحتاجه السائح هو خطة ترويج وتسويق ذكية تجذبه وتستقطبه لزيارة مصر.

خصوصا في ظل مجموعه من الأسباب اللي تخلينا نكثف الجهود أكتر ومن أهمها :-
1- تأثر قطاع السفر العالمي بكثير من العوامل والأوضاع سواء( سياسية، اجتماعية، اقتصادية)
2- حالة النمو الثابتة اللي بتشهدها معظم الأسواق العالمية
3- التطور الهائل في صناعة السياحة عالميا واللي بيصحبه منافسة ضخمه سواء من دول الخليج اللي بدأت تركز في الاستثمارات البعيدة عن القطاعات النفطية وبصورة أكبر في القطاع السياحي، وأكثرهم تميز فيه دولة الإمارات"دبي" معتمدة علي (السياحة المصطنعة، السياحة عالية الانفاق، التطوير المستمر للبنية التحتية والخدمات، إقامة الفعاليات والأنشطة...)، الغريب انها السنه دي تفوقت علي لبنان في (سياحة عمليات التجميل) ... بالاضافه لــ المنافسه من السوق الاوروبيه اللي بدأت تهتم مؤخرًا ( بالسياحه الحلال) مؤتمر أسبانيا الدولي 2014
طيـــب و الحــــل؟!!!!
هستعرضه في كام خطوه مختصره بس في الاول هوجه كام سؤال للمسئولين عن السياحه في مصر:-
- لآمتي هيفضل النمط السلوكي في التفكير محبوس داخل الصندوق و روؤيتنا تفضل محدوده؟
- لآمتي هنفضل نستخدم أنماط التفكير الاعتيادية والطرق التقليدية والمتكررة لحل المشاكل؟
- طيب آمتي هنستخدم الجانب الآيمن من المخ و هي الناحيه المسئوله عن الخيال والابتكار؟
أولًا : تطوير الإجراءات الإداريه و هاخد منهم كام نقطه :-
1- حل مشكلة أزمة السياحه الروسيه / واللي كتير ميعرفوش إنها بدأت من آواخر 2015 بسقوط الطياره الحربيه الروسيه بالقرب من حدود تركيا ، فمن هنا قررت روسيا إلغاء تراخيص الشركات السياحيه التركيه اللي بتنظم حركة السياحه الروسيه لأنها مسيطره علي 80% من السياحه الروسيه الوافده لمصر زي (انيكس ، بيجاس ، اوديون ، بريسكو) والــ 20% الباقيه شركات روسيه بيشارك فيها بنسبه كبيره اتراك زي (تي ار زد ، بيبلوجلوباس).... فمن هنا وزارة السياحه المصريه لازم تتحرك لتوفير بدائل عن الشركات التركيه بدخول شركات سياحيه مصريه كبري في السوق الروسيه وعقد شراكات مع الروس محل الشركاء الاتراك من باب ( سياسة استغلال الموقف) ويتم عمل تسويق مشترك للسياحة المصرية في روسيا وبين أصحاب القري والفنادق لان مافيش حد هيقدر يسوق لمصر غير أهلها من ذوي الخبرة السياحية واهو كمان نكون ( مخليناش صباعنا تحت ضرس حد يحدد لنا البرامج السياحية وكمان نساهم في حل مشكلة البطالة).

2- التعاقد مع شركة علاقات عامة اروبية وةروسية للتفاوض علي تصدير سياح، مع عمل مكاتب تمثيلية لمصر في الأسواق الرئيسية حول العالم.
3- التأمين السياحي (التعاقد مع شركات تأمين دولية مع الاشتراط تدريب العمالة المصرية، تركيب كاميرات مراقبه في شوارع وأماكن تردد السياح، عمل دوريات منتظمه و متحركه لتأمين الشوارع..).

4- التنسيق بين الإدارات، لأن الكل للآسف بيعمل في جزر منفصله ...مثلًا زي إستثمار قدرات وخبرات العاملين بقطاع السياحة عند وضع خطة لتطوير السياحه ممثلين عن القطاع السياحي و باعتبارهم الجهة الاكتر قرب من السياح وأكتر معرفه بطلباتهم، ويتم استثمار طاقاتهم باستقبال أفكارهم من جهة الوزارة ومن هنا تبدأ الوزارة تناقشهم في خطتها ويكون لها الحق عليهم ان تطلب منهم المشاركة في التطوير مع تحديد آدوار لهم زي مثلًا (عمل حملات علي مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف اللغات و تكون فرصة لمحاربة الإعلام المضاد).

5- مصر للطيران تاخد فكرة (flydubai) وتقدم رحلات رخيصه من غير أكل او شُرب مع handbag سبعه كيلو مع تبسيط إجراءات استخراج تأشيرات السياحة.

ثانيًا: تطوير خطة التسويق وهركز علي نقط محددة :-
1- تغيير مصادر السياحة والتوجه لأسواق جديدة ، لية السياحه واقفة علي السياحة الالمانية والروسية والانجليزيه بالرغم من وجود اسواق بديله زي (الصين، الهند، السوق العربي، دول البلطيق، بلاروسيا، اليابان، البرازيل، سنغافوره ، ماليزيا، كازخستان...) ؟! عندكم مثلًا للأسف نصيب مصر من السياحة الهندية والصينية هزيل جدًا بالرغم من ان : - عدد السياح الصينيين في العالم حوالي 135 مليون سائح حسب تقرير معهد السياحه الصيني و متوقع يزيد الي 200 مليون سائح في 2020 ، بالاضافه الي ان انفاق الصينيين في الخارج بلغ حوالي 164.8 مليارات الدولارات . - وبلد زي الهند عدد سكانها تخطي حاجز المليار و200 مليون نسمه وجملة سياحها حول العالم حوالي 400 مليون مواطن.
والفكره هنا ان الوزاره و هيئة تنشيط السياحه تعمل حمله دعائيه للترويج لمصر في الهند والصين بتقديم عروض سياحيه مغريه، توظيف
واستغلال العلاقات الاقتصادية الطيبه بينهم في تنظيم رحلات سياحيه للعاملين بالمصانع والشركات الصينية والهندية بأسعار مغرية (سياحة الحوافز) وهيكون بالتنسيق مع شركاتهم العامله في مصر ومكاتبها في الهند والصين وخصوصا أن حجم استثماراتهم في مصر تجاوز المليارات.

2- التركيز علي سياحة الأعمال ( المؤتمرات، الاجتماعات ) بتوجيه دعوات للمؤسسات العالمية.

3- التركيز علي زيادة الزيارات المتكررة من أسواق متعددة مع التركيز علي( القطاعات ذات الدخل العالي ، القطاعات ذات الامكانيات المستقبليه الواعده ، الدول المصنفه ضمن أبرز الأسواق المصدرة للسياحة).

4- استضافة اعضاء برلمانيين من العالم كله مع دعوة الصحافيين و الاعلاميين المتخصصين بالشأن السياحي، مع توجيه دعوات مجانيه لشخصيات معروفه من كل دوله و تنظيم مؤتمر دولي يتحدثوا فيه عن زيارتهم لمصر توجيه دعوه لشعوب بلدهم بزيارة مصر.

5- مشاركة وزارة السياحه للمرشيدين السياحين في تنظيم المعارض الخارجيه وعمل حملات ترويجيه بلغات العالم المختلفه للاماكن الغير معروفه في مصر سياحيا.
6- إقامة الفعاليات والمهرجانات الداخلية والخارجيه اللي لها دور في استقطاب السياح من شتي أنحاء العالم.

ثالثا: تطوير إستخدام الآماكن السياحيه و لفت النظر لها بطريقه جديده :-
- خلينا نستغل " قصر البارون " و ناخد فكرة دبي في انشاء "فندق الاشباح" اغسطس 2016 علي الاقل عندنا القصر جاهز منه نستغله استغلال مربح و في نفس الوقت نقفل باب اي شكوك حواليه.

- ننفذ فكرة الاتوبيس الدورين المفتوح للسياح في جوله داخل القاهره و يكون مزين بصور الحضارات المصريه و الاماكن السياحيه .
- خلينا ننفذ فكرة (التليفريك) بين الاهرامات و ابو الهول و من هنا السياح و المصريين يشوفوهم من زاويه عاليه و مختلفه .

- تخصيص اماكن للخياله للتريض و عمل سباقات خيل بمدخل الفيوم لمنع الاصابات و عدم مضايقة الزائرين .
- ممكن نوزع علي كل سائح يوصل المطار تذكرة دخول الاهرامات مجانا و تمن التذكره يرجع من الاعلانات مدفوعة التمن اللي هتكون علي التذكره عن الاماكن الخدميه المحيطه بالآهرامات .

- تطوير برج القاهره و نضيف له خدمة او رياضة جديده زي الــ Bungee jumping
- الاهتمام باماكن الغطس في دهب و بالذات الــ Blue hole و نحولها من مقبرة الغواصين لمكان آمن تحت اشراف مدربي غوص محترفين ، و نضيف رياضة Skydive مستغلين الجبال .
- خلينا نطور الموانئ البحريه المصريه اللي نصيبها من السياحه البحريه ضعيف جدا لتأخذ حذو الموانئ الاوروبيه زي ميناء مالطا اللي بيستقبل في السنه 10 مليون سائح .
- خلينا نلفت النظر لاماكن غير مستغله علي الخريطه السياحيه المصريه بتنظيم رحلات سفاري زي ( الخارجه ، الفرافره ، البحريه ، سيوه ، و بحيرة ناصر) .
- خلينا نركز في الحملات الترويجيه عن اودية سيناء و خصوصا الـــ colored canyon اللي تعتبر من العجائب الطبيعية في سيناء
- خلينا ننفذ فكرة الــ ferry boat من جده لمصر بالتنسيق مع مكاتب العلاقات العامه و السفارات بانها تكون باكيدج مع العمره شامله السفر لمصر بعد العمره و يكون عليها سعر مخفض.
الخلاصه و رزقي علي الله :-
السياحه صناعه خدميه تصديريه من الدرجه الاولي ، من اهم مصادر الدخل القومي و بالآخص في توفير العائدات الدولاريه السنويه ، غير العملات الاجنبيه التانيه ، مع مكافحة البطاله لانها بتوظف شريحه واسعه من القوي العامله في مصر .. بتمني بجد اننا منخسرهاش اكتر من كده بتكرار استخدام نفس الاسلوب العقيم في التفكير و التخطيط لحل المشاكل ....