الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى «هجرة محمد».. السعودية تعتمد «ميلاد المسيح» تقويما رسميا.. التاريخ الهجري يخرج من دوائر العالم الرسمية بعد 1395 عاما من إطلاقه

الهجرة النبوية -
الهجرة النبوية - الأشهر الهجرية

  • أول سنة هجرية في التاريخ بدأت يوم جمعة سنة 622 من الميلاد
  • فرق حسابي قدره ثلاث سنوات كل مائة عام بين التقويمين
  • 2 أكتوبر 2016 نهاية العمل بالتقويم الهجري وخروجه من الدوائر الرسمية في العالم!
بعد 86 عاما من العمل به في المملكة العربية السعودية، اليوم كُتبت النهاية، وبدأت الوزارات والأجهزة الحكومية السعودية العمل بـ"التقويم الميلادي" بدلًا من "الهجري" تطبيقا لقرار مجلس الوزراء.

أسباب اقتصادية بحتة وراء الخطوة، فقد ظل العمل بالتقويم الهجري في جميع مفاصل الدولة ومعاملاتها في صرف رواتب وعلاوات الموظفين، منذ إنشاء المملكة قبل نحو 86 عامًا، واليوم يتغير الحال، حيث إنه باعتماد "التقويم الميلادي" سيخسر كل موظف ما يقارب أجر نصف شهر من راتبه السنوي.

الأمر يستحق أن نقف قليلا لنقرأ أكثر عن ذلك التقويم الذي أصبح "ماضي" بشكل رسمي وخرج من جميع الدوائر الرسمية في الكوكب بأكمله!


التقويم الهجرية
الخليفة عمر بن الخطاب أول من اعتمده، وجعل هجرة رسول الإسلام محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة في 12 ربیع الأول - 24 سبتمبر عام 622 م - مرجعًا لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته بالتقويم الهجري.

وأصبح من ذلك الحين تاريخًا للمسلمين حتى لا يكونوا تبعًا للغير بل يكون لهم تاريخ يميزهم عن غيرهم.

والتقويم الهجري يرتكز في الأساس على الميقات القمري الذي أمر الله في القرآن باتباعه وفقا للآية 36 من سورة التوبة ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾.

والأربعة الحرم هي الأشهر القمرية "رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم"، ولأن الله نعتها بالدين القيم فقد حرص أئمة المسلمين منذ بداية الأمة على أن لا يعملوا إلا به، رغم أن التقويم أنشئ في عهد المسلمين، إلاّ أن أسماء الأشهر والتقويم القمري كان تستخدم منذ أيام الجاهلية، وأول یوم هذا التقویم الجمعة 1 محرم 1 هـ (16 يوليو عام 622 م).

أشهر التقويم الهجري
يتكون التقويم الهجري من 12 شهرا قمريا، تساوي 354 يوما تقريبًا، بالتحديد 354.367056 يوما، والشهر في التقويم الهجري إما أن يكون 29 أو 30 يومًا، لأن دروة القمر الظاهرية تساوي 29.530588 يوم، وبما أن هناك فارق 11.2 يوم تقريبًا بين التقويم الميلادي الشائع والتقويم الهجري فإن التقويمين لا يتزامنان، ما يجعل التحويل بين التقويمين أكثر صعوبة.

اجتماع العرب لتوحيد الأشهر
في سنة 412 من الميلاد وقبل البعثة النبوية بـ150 سنة وبمكة المكرمة، اجتمع العرب من رؤساء القبائل والوفود في حج ذاك العام - زمن كلاب بن مرة جد النبي محمد الخامس - لتحديد أسماء جديدة للأشهر يتفق عليها جميع العرب، وأهل الجزيرة العربية بعد أن كانت القبائل تسمى الأشهر بأسماء مختلفة، فتوحدوا على الأسماء التالية والمستمرة حتى اليوم:

1. محرّم: (مُحَرَّم الحَرَام) وهو أول شهور السنة الهجرية ومن الأشهر الحرم: سمى المحرّم لأن العرب قبل الإسلام كان يحرّمون القتال فيه.

2. صفر: سمي صفرًا لأن ديار العرب كانت تصفر أي تخلو من أهلها للحرب، وقيل لأن العرب كان يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفر المتاع.

3. ربيع الأول: سمي بذلك لأن تسميته جاءت في الربيع فلزمه ذلك الاسم.

4. ربيع الآخر: (أو ربيع الثاني) سمي بذلك لأنه تبع الشّهر المسمّى بربيع الأول.

5. جمادى الأولى: كانت تسمى قبل الإسلام باسم جمادى خمسة، وسميت جمادى لوقوعها في الشتاء وقت التسمية حيث جمد الماء وهي مؤنثة النطق.

6. جمادى الآخرة: (أو جمادى الثانية) سمي بذلكَ لأنّه تبع الشّهر المسمّى بجمادى الأولى.

7. رجب: وهو من الأشهر الحرم. سمي رجبًا لترجيبهم الرّماح من الأسنة لأنها تنزع منها فلا يقاتلوا، وقيل: رجب أي توقف عن القتال. ويقال رجب الشيءَ أي هابه وعظمه.

8. شعبان: لأنه شعب بين رجب ورمضان، وقيل: يتفرق الناس فيه ويتشعبون طلبا للماء. وقيل لأن العرب كانت تتشعب فيه (أي تتفرق)؛ للحرب والإغارات بعد قعودهم في شهر رجب.

9. رمضان: وهو شهر الصّوم عند المسلمين. سُمّي بذلك لرموض الحر وشدة وقع الشمس فيه وقت تسميته، حيث كانت الفترة التي سمي فيها شديدة الحر. ويقال: رمضت الحجارة، إذا سخنت بتأثير الشمس.

10. شوال: وفيه عيد الفطر، لشولان النوق فيه بأذنابها إذا حملت "أي نقصت وجف لبنها"، فيقال تشوَّلت الإبل: إذا نقص وجفّ لبنها.

11. ذو القعدة: وهو من الأشهر الحرم: سمي ذا القعدة لقعودهم في رحالهم عن الغزو والترحال فلا يطلبون كلأً ولا ميرة على اعتباره من الأشهر الحُرُم.

12. ذو الحجة: وفيه موسم الحج وعيد الأضحى ومن الأشهر الحرم. سمي بذلك لأن العرب قبل الإسلام يذهبون للحج في هذا الشهر.

التحويل بين التقويمين
ورد بالقرآن في سورة الكهف: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾ وفي تفسيرها: عند أهل الكتاب أنهم لبثوا ثلاثمائة سنة شمسية وهنا ذكر ثلاثمائة قمرية والتفاوت بين الشمسية والقمرية في كل مائة سنة ثلاث سنين فيكون في ثلاثمائة تسع سنين فلذلك ﴿وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾.

عموما يوجد فرق حسابي قدره ثلاث سنوات كل مائة عام بين التقويمين، ولم يكن العرب أهل علم بالحساب ولم يكونوا يعرفون كيف يحسبون السنين الميلادية والهجرية، أي باختلاف سنى الشمس والقمر، لأنه يتفاوت في كل ثلاث وثلاثين وثلث سنة سنة فيكون في ثلاثمائة تسع سنين، ولذلك ذكر الفرق في القرآن فازدادوا تسعا ليبين لهم الفرق بين التقويم المستخدم في عهد أهل الكهف وهو تقويم شمسي، والتقويم القمري المستخدم عند العرب، فأخبرهم الله بذلك توضيحا لهم.

مكة المكرمة
تقويم أم القرى "قمري" يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر، وجزء منه "شمسي" لتحديد فصول السنة، وهو التقويم الرسمي للمملكة العربية السعودية الذي تؤرخ به على المستويين الرسمي والشعبي.

ويعتمد إحداثيات - خطين الطول والعرض- للكعبة المشرفة في مكة المكرمة أساسا لتقويم أم القرى، ويعتمد على ولادة الهلال فلكيا حال غروب القمر بعد غروب الشمس في مكة المكرمة.