الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موقع أمريكي: تأزم العلاقات بين أمريكا وروسيا.. موسكو تكشف عن صور «الشيطان ».. وقاذفات أمريكية مدمرة تحلق فوق 3 من دول البلطيق

صدى البلد

  • مدير مشروع المعلومات النووية باتحاد العلماء الأمريكيين: نعاني من وضع خطير
  • خبير في الحد من الأسلحة بمعهد «بروكينجز»: العلاقات الروسية الأمريكية تأزمت بصورة أكثر تعقيدا من الحرب الباردة
  • الإدارة الأمريكية: قدمنا ما يكفي من معلومات عن خفض التسليح اللازم للروس ولكنهم شنوا حربا كلامية
  • روسيا: لن نشارك في برنامج مشترك مع الولايات المتحدة للتخلص من مادة البلوتونيوم

الولايات المتحدة وروسيا هما أعتى القوى النووية في العالم، حتى بعد مرور السنين، ورغم الصفقات التي عقدها الجانبان لخفض ترسانتيهما، تشهد الأجواء بين روسيا وأمريكا حاليا توترا على مستوى هذا الاتفاق الذي مر عليه حتى الآن 29 عاما، الأمر الذي يثير الشكوك باحتمال اندلاع نزاع عسكري بين واشنطن وموسكو، قد يتحول بسهولة إلى حرب نووية، ذات عواقب مروعة قد تطال الكرة الأرضية.

ويسلط موقع «إن بي آر» الإخباري الأمريكي الضوء على العلاقات المتوترة بين القوتين النوويتين العظميين، من خلال مقال نشر، اليوم الاثنين، لمراسل الأمن القومي في العاصمة الأمريكية واشنطن، الكاتب «ديفيد ويلنا» والذي شبه العلاقة بينهما تماما مثل الزواج عندما يسوء، رغم توتر الأمور بين واشنطن وموسكو لأبعد من تلك الصورة.

ويقول «ويلنا» في مقاله لقد زادت المشاحنات بشأن القضايا النووية بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، فكل جانب يتهم الآخر بالغش.. الحرب الكلامية المندلعة بين الطرفين قابلتها إجراءات تمثلت في أن روسيا، في أوائل أكتوبر الجاري، نقلت بطارية من قاذفات صواريخ ذات قدرة نووية لدول البلطيق، وفي سبتمبر، حلقت ثلاث قاذفات أمريكية بعيدة المدى - من النوع الذي يستخدم لإسقاط الأسلحة النووية - فوق أوروبا الشرقية في مناورات عسكرية لـ «الناتو»، وفي أواخر اكتوبر، كشفت روسيا عن صور لصاروخ جديد عابر للقارات يطلق عليها اسم «الشيطان 2» و هو عبارة عن رأس حربي، تدعي موسكو أنه بإمكانه أن يدمر منطقة بحجم ولاية تكساس.

ونقل الكاتب الأمريكي في مقاله، تصريحات ستيفن بيفر، خبير في الحد من الأسلحة في معهد «بروكينجز»، و سفير الولايات المتحدة السابق لدى أوكرانيا، حين تحدث: «أود أن أقول دون شك، أن هذا المشهد يعبر عن نقطة الضعف في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا منذ نهاية الحرب الباردة»

وأضاف: «بدأت الأمور في الانحدار بعد الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عامين، وتراجعت بنسبة متزايدة عن العام الماضي مع تدخل موسكو في سوريا، وهذا العام، ساءت مع الطائرات الحربية الروسية التي تطن والسفن الامريكية والطائرات فوق بحر البلطيق – حيث إن واشنطن تتهم موسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية، لافتا إلى أن هذه التطورات تثير قلق خبراء الأسلحة النووية.

«نحن في وضع خطير»، بهذه الكلمات تحدث هانز كريستنسن، مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين، وأضاف قائلا: «بالتأكيد الوضع أكثر سوءا وتوترا مما كان عليه قبل 10 أعوام».

وتابع: اتخذت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا منحدرا منخفضا خلال الأيام الأخيرة بصورة تثير قلاقل أكثر مما كان الوضع عليه إبان الحرب الباردة، ففي عام 1987، و قبل أربع سنوات من انهيار الاتحاد السوفيتي، رحب الرئيس الأمريكي رونالد ريجان بزعيم الاتحاد السوفييتي، ميخائيل جورباتشوف، في أثناء زيارته إلى البيت الأبيض؛ للتوقيع على معاهدة تفاوضية طويلة للقضاء على مخزونات البلدين بالكامل قصيرة ومتوسطة المدى، والأراضي والصواريخ الباليستية واطلاق الصواريخ الكروز وقاذفاتها.

ويقول الموقع الأمريكي أنه على الرغم من مرور تسعة وعشرين عاما، على هذا المشهد، فإنها بدورها قد أثرت على الثقة بين البلدين.

ويشير دايفيد في مقاله إلى أنه منذ مايو 2013، فإن إدارة أوباما عبرت مرارا عن قلقها بشأن عدم امتثال روسيا بمعاهدة الـ«أي إن إف» وفق مسؤول كبير في الادارة الأمريكية، طلب عدم ذكر اسمه للتحدث بصراحة، بسبب سلسلة من الاجتماعات الثنائية لحل المسألة العقيمة، والتي دعت واشنطن لاجتماع نادر من أجلها بين لجنة التحقيق الخاصة بالمعاهدة خلال الاسابيع المقبلة.

وقال «في الواقع أنا أعتقد أن هذه هي خطوة جيدة».

وأفاد تقرير معهد «بروكينغز» أن قرار النزول إلى ما قالته الولايات المتحدة لا يحدد الصواريخ متوسطة المدى التي وضعتها روسيا والتي لا تتماشى مع اتفاقية خفض التسلح النووي.

ويشير الموقع الأمريكي إلى ما قالته الإدارة الأمريكية في أنها قدمت ما يكفي من المعلومات للروس حتى أنهم قالوا إنهم لم يحصلوا على ما يكفي من المعلومات، لذلك شنت هذا النوع من الحرب الكلامية».

ويتابع التقرير أن جزءا من تلك الحرب الكلامية كان إعلان روسيا في اوائل اكتوبر الجاري عن أنها لن تشارك في البرنامج المشترك مع الولايات المتحدة؛ للتخلص من البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة.

ويقول «بيفر»: في الوقت نفسه، على مدى الأشهر القليلة المقبلة، فالولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي تنقل آلاف الجنود والدبابات وغيرها من المعدات الثقيلة لاستونيا ولاتفيا وليتوانيا والبلدان الواقعة وبالقرب من الحدود الروسية، وبولندا.

وتابع أن "هذا يعتبر نوعا تدريجيا من تصاعد التوتر بين الجانبين يتجاوز الخطاب والخلافات حول المعاهدة".

ويقول كريستنسن من اتحاد العلماء الأمريكيين، وفق موقع «إن بي آر» أن منع الانتشار النووي، نوع من الحوار الجاري بين هذه القوى النووية مرة واحدة، ولكن يبدو الآن أنها فقدت هذه الميزة.