لكي لا يبقى اليمن - الذي لم يعد سعيدا - في الظلام

أتذكر المناضل اليمني إبراهيم بن علي الوزير .. كلما شاهدت وتابعت ما يحدث في اليمن وحجم الخراب والدمار والدماء التي تسيل كل يوم بسبب الصراع بين تيارين الهدف منه السلطة والضحية الابرياء من الاطفال والشيوخ والنساء واستنزاف مقدرات اليمن الذي لم يعد سعيدا ..
تذكرت المغفور له المناضل اليمني الكبير ابراهيم بن علي الوزير الذي وهب حياته من أجل دعوته الاصلاحية في اليمن وأمضى عشرات السنين من حياته (أكثر من نصف قرن ) في السجون والمنفى هو وأشقاؤه ومنهم من شاهد بعينيه إعدام والدهم الامير علي بن عبد الوزير زعيم ثورة الدستور عام 1948 وبعد ذلك زج بهم الامام في السجون وهم أطفال صغار وهدمت بيوتهم وعاشوا على الكفاف.
وكان يعد أحد أبرز رموز الفكر الاسلامي المستنير والمعاصر وكان يأمل في إصلاح اليمن وتحوله الى دولة مدنية عصرية عاش شبابه بين السجن والتشريد داخل وطنه اليمن ووهب حياته وماله من أجل تخليص اليمن من براثن الظلم والاستبداد سواء في العهد الملكي أو الجمهوري .. أتذكر واحدا من اهم مؤلفاته والصادر عن دار الشروق .. كتابه (لكي لا نمضي في الظلام).
كلما تابعت أخبار اليمن الحزين وخلاصة القول أن الامل في حل النزاع في اليمن هو (تشكيل قوى ثالثة ) أو تيار الوسط يكون من حكماء اليمن تيار جديد قد يكون من الشباب الذي لا ينتمي الى أحد التيارين المتصارعين والقوى الثالثة أو تيار الوسط .. لان الامور تزداد تعقيدا وتشابكا والدمار يتسع كل يوم والضحايا من الابرياء يسقطون كل ساعة .. اليمن في حاجة الى فكر رشيد ..
وأنقل هنا مقالا للباحث نيفين تيلر يتحدث فيه عن الصراع الدائر في اليمن وعن مخططات تدميره .. وقول أن مايدور في اليمن هو نفسه ما يحدث في كل مكان تقريبا في منطقة الشرق الاوسط حرب بين مسلمين ومسلمين ولكن الامر في اليمن أكثر تعقيدا، المتمردون الحوثيون مدعومون من ايران والرئيس الشرعي عبد ربه هادي منصور مدعوما من المملكة العربية السعودية والبعض يقول انه مدعوم من القاعدة ايضا .. فهما ليستا قوتين متعاديتين بل يشارك هنا في هذا الصراع ستة أطراف فاعلة رئيسية كما أن دوافع كل طرف تولد خليطا من الاهداف المتنافسة ودورة متعرجة من المواقف السنية والشيعية ..).
اذن الامر معقد ومستعصٍ على الحل بأطرافه المتشابكة .. أدعو عقلاء اليمن الى أن يستمعوا الى مانادى به المغفور له ابراهيم بن علي الوزير من عشرات السنين .. أنقذوا اليمن .. وشكلوا تيارا ثالثا لا ينتمي الى القوى المتصارعة .. الحل يجب أن يكون يمنيا وبيد أبناء اليمن .. والله المستعان.