العمودي.. كلمة السر في العلاقات بين أديس أبابا والرياض.. رجل الأعمال السعودي أحد الممولين لسد النهضة .. أغنى رجل في إثيوبيا يمتلك منجم ذهب و70% من شركة النفط التابعة للحكومة

- العمودي.. رجل الأعمال السعودي الذي يمول سد النهضة
- أكبر مستثمر وأغنى مواطن في إثيوبيا
- العمودي تعهد بدفع 90 مليون دولار لتمويل السد في 2011
- مصر طلبت من العمودي الوساطة لدى إثيوبيا لكن المحاولة باءت بالفشل



أثارت زيارة وفد من المملكة العربية السعودية، لإثيوبيا، برئاسة أحمد الخطيب، كبير مستشاري الديوان الملكي للعاهل السعودي، التكهنات حول محاولة المملكة ممارسة الضغوط على مصر، واظهار دعمها لسد النهضة الإثيوبي، الذي يشكل أحد الملفات الشائكة بالنسبة للدبلوماسية المصرية، وذلك في ظل العلاقات المتوترة بين البلدين.

وفتحت هذه الزيارة فصلا جديدا في توتر العلاقات بين مصر والسعودية، والذي بدأ منذ أكتوبر الماضي علي أثر الغضب السعودي من تصويت مصر لصالح مشروع قانون روسي خاص بسوريا في مجلس الأمن.

ورغم الجدل الكبير الدائر حاليا حول سعي السعودية لتقديم الدعم لأعمال تشييد السد الأثيوبي كرد فعل ضد الدبلوماسية المصرية، إلا أنه في الحقيقة، تعد المملكة من أكبر الداعمين للسد الإثيوبي حتى قبل بنائه، وذلك من خلال رجل أعمالها المقيم في أديس أبابا، الشيخ محمد العمودي، والذي يعد ثاني أغنى رجل أسود في العالم.

وترى السعودية والعمودي، أن مصلحتهما في إقامة السد، والذي سيوفر الطاقة وربما المياه لمئات الهكتارات من الأراضي التي يملكانها في إثيوبيا، والتي تعتبر أحد السلال الغذائية المهمة للسعودية.

- ذراع السعودية في إثيوبيا
محمد حسين علي العمودي، ملياردير سعودي ولد في إثيوبيا، بلغت ثروته بحسب تقييم مجلة "فوربس" الاقتصادية الأمريكية إلى 10.9 مليار دولار.

ويعتبر العمودي أغنى رجل في إثيوبيا، وثاني أثرى مواطن سعودي، وثاني أثرى رجل أسود في العالم.

جمع العمودي ثروته من العديد من القطاعات وعلى رأسها البناء والعقارات والتعدين، قبل أن يتجه إلى شراء المصافي النفطية في السويد والمغرب، الأمر الذي جعله أكبر مستثمر في إثيوبيا وكذلك في السويد، بحسب موقعه الرسمي على الانترنت.

وتتولى شركته العقارية "ميدروك" تنفيذ العديد من المشروعات العقارية الكبرى في إثيوبيا، وبلغت عائداتها في 2001 أكثر من 1.3 مليار بير (70 مليون دولار).

كما يملك العمودي منجم ذهب كبير في إثيوبيا ينتج 4500 كجم من الذهب والفضة سنويا، والذي يساهم في دخل كبير للحكومة الإثيوبية.

كما يملك العمودي 70% من شركة "النفط الوطني الإثيوبي" التابعة للحكومة، إضافة إلى مصنع للحديد والصلب في ولاية أمهارا، والذي ينتج سنويا ما بين 1.2 إلى 3.1 مليون طن.

وفي عام 2011، اشترى العمودي 69% من شركة الإطارات الإثيوبية، كما أطلق مشروعات ضخمة في نفس التوقيت لإقامة مصانع عملاقة للأسمنت، وهو ما تطلب كميات ضخمة من الكهرباء، الأمر الذي دفع الحكومة الإثيوبية لتوفير 50 ميجا بايت من الكهرباء لصالح مصانع الأسمنت التابعة للعمودي.

- تمويل سد النهضة
مع بداية العمل على سد النهضة، كان العمودي أبرز الداعمين لإقامة السد النهضة، ففي 11 سبتمبر 2011، تعهد العمودي بدفع 1.5 مليار بير (88 مليون دولار تقريبا) لتمويل إقامة سد النهضة، بحسب موقع "ماريام" الإخباري الإثيوبي.

وفي نفس الوقت أعلن العمودي أنه سيقوم ببناء مصفاة تكرير للبترول في إثيوبيا بالتعاون مع شركات أخرى خلال العشر سنوات المقبلة بتكلفة 5 مليار دولار، الأمر الذي دفع الموقع للتساؤل حول التمويل السريع للعمودي للسد، في حين أجل بناء مصفاة البترول، مما يكشف عن الأهداف التي ينتظرها رجل الأعمال السعودي من بناء السد.

وفي نهاية سبتمبر من نفس العام، أعلن العمودي رسميا عن تعهده بدفع ما يقرب من 90 مليون دولار لسد النهضة لاسيما لمرحلة البنية التحتية للسد.

وأوضح العمودي أن السد أطلق رسميا في أبريل 2011 على النيل الأزرق والذي سيكون له قدرة توليد تصل إلى 5250 ميجا بايت، وهو 3 أضعاف انتاج إثيوبيا من الكهرباء.

وبين العمودي أن تمويله للسد يأتي استجابة لدعوة رئيس الوزراء للمواطنين بدعم السد عن طريق التبرعات وشراء السندات، مؤكدا أنه من المتوقع ان يكتمل السد في سبتمبر 2017.

- مصر تطلب من "الأفعى" الضغط على إثيوبيا
في مارس 2014، ذكر موقع "جيسكا أفريكا" الإخباري المعني بالقارة السمراء، أن مصر طلبت من السعودية التوسط من أجل الضغط على إثيوبيا، فيما يتعلق بالسد، لكن الموقع أوضح بالتأكيد أن هذه الوساطة ستبوء بالفشل نظرا لمصالح العمودي وراء هذا السد.

وبين الموقع أن السعودية تساهم في مشروعات التنمية الاقتصادية في إثيوبيا من خلال استثمارات يقوم بها رجل الأعمال محمد العمودي، الذي بنى ثروته في إثيوبيا.

ولفت الموقع أن استثمارات السعودية في إثيوبيا تتعدى 3 مليارات دولارات التي تجعل من السعودية أكبر المستثمرين في أديس أبابا.