الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة يُحدد «طريقة» المُسارعة إلى مغفرة الله ويكشف عن جزائها في الخير.. وخطباء الإسكندرية: الإسلام يدعو للتمسك بالقيم

صدى البلد

علي جمعة يُحدد «طريقة» المُسارعة إلى مغفرة الله
المفتى السابق يكشف عن «جزاء» المُسارعة في الخير
"جمعة":
النبي حدد صاحب الأولوية في الفرار إلى الله
خطباء الإسكندرية:
الإسلام يدعو للتمسك بالقيم الأخلاقية والإنسانية


حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة اليوم، ليكون «ابدأ بنفسك: المبادأة والمبادرة نحو القيم والأخلاق وخدمة المجتمع»، ليتم تعميمها على جميع المساجد على مستوى الجمهورية.

وأوضحت «وزارة الأوقاف»، في بيان لها، أن عناصر تلك الخطبة الاسترشادية، تتضمن عدة محاور منها، أن من مظاهر عظمة الدين الإسلامي، أنه دين يجمع بين القيم الفاضلة والمُثل العالية، فلم يترك فضيلة من الفضائل أو قيمة من القيم، التي تسمو بها النفوس، إلا دعا إليها وحث على التمسك بها، وما ترك خلقًا ذميمًا إلا نهى عنه وحذر منه، وذلك بأدلة من القرآن الكريم والسُنة النبوية.

وقال الدكتور علي جمعة مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر، إن المُسارعة إلى مغفرة الله سبحانه وتعالى، تكون بالمُسارعة إلى رضاه جل وعلا، وبأن تقوم كلمته في الإنسان، ويكون ذلك بأربعة أمور.

وأوضح «جمعة» خلال خطبة الجمعة، بعنوان: «ابدأ بنفسك: المبادأة والمبادرة نحو القيم والأخلاق وخدمة المجتمع»، في إجابته عن سؤال: «كيف تكون المُسارعة والمبادرة إلى مغفرة الله؟»، أن المُسارعة إلى مغفرة الله سبحانه وتعالى، تكون بالمُسارعة إلى رضاه جل وعلا، وبأن تقوم كلمته في الإنسان، ويكون ذلك بأربعة أمور: «الحفاظ على الأوقات، والديمومة على فعل الخيرات، واتقان العمل، والحفاظ على الجماعة».

وأضاف أنه على الإنسان أن يتذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به ؟»، وليُحاسب الإنسان نفسه، مشيرًا إلى أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يُحاسب نفسه على مستوى الأنفاس، فيراقب نفسه على مستوى اللحظات والأنفاس ، هل هو في رضا الله، إذا مات في لحظتها، فكان بعيدًا عن الغفلة.

واستشهد «المُفتي الأسبق»بما ورد أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: «أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ »، منوهًا بأن الديمومة جزء من المبادأة والفرار إلى الله جل وعلا، وكذلك اتقان العمل، والجماعة والعمل في روح الفريق، والدين جماعة خير، ويد الله مع الجماعة.

وقال مُفتي الجمهورية الأسبق، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بالمبادرة بأعمال الخير، حيث قد يصبح الإنسان مؤمنًا ويُمسي كافرًا، ، منوهًا بأن الجنة هي جزاء المسارعة.

وأوضح «جمعة» خلال خطبة الجمعة، بعنوان: «ابدأ بنفسك: المبادأة والمبادرة نحو القيم والأخلاق وخدمة المجتمع»، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بالمبادرة والمبادأة والمُسارعة في عمل الخير، وكذلك أكدت نصوص الكتاب، على هذا الأمر.

واستشهد «المُفتي الأسبق» بما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وأخرجه مسلم: «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا، وَيُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا»، مشيرًا إلى أنه يعني انتهز الفرصة، فالزمان ليس مع المُسلم، ولكنه يتقلب عليه.

وتابع: لذا فلتكن المبادأة والمبادرة والمسارعة جزأ لا يتجزأ من شخصيته ونفسيته وطريقة تفكيره الإنسان، وقال تعالى: «وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ» الآية 133 من سورة آل عمران، منبهًا إلى أن الجنة هي جزاء المُسارعة حيث عبادة الله سبحانه وتعالى بهمة، ونمتثل فنعمر هذه الأكوان، ونرحم ذلك الإنسان.

وأوضح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علمنا أن الهمة والمبادرة من الأسس اللازمة لبناء النفسية والعقلية واستواء الشخصية،مؤكدا ضرورة أن يبدأ المسلم بنفسه.

وأضاف، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

وتابع أنه علمنا الخلق القويم وبنى نفسية المسلم وعقليته، حتى تستوي شخصيته في عبادة الله وعمارة الكون وتزكية النفس، فكان يقول: «والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جوعان، وهو يعلم»، منوهًا بأنه ربط التكافل الاجتماعي والأخلاق بالعقيدة.

وقال:"مما علمنا لبناء النفسية والعقلية واستواء الشخصية، الهمة والمبادرة، الفرار إلى الله سبحانه وتعالى، المسارعة إلى رضوان الله ومغفرته، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «ابدأ بنفسك، ثم بمن تعول»، عدم انتظار حتى لأقرب الأقربين، ابدأ بنفسك، ثم بالترتيب مع التراخي بمن تعول، ثم إلى دائرة أوسع ممن يليك.

حضر خطبة الجمعة اليوم، الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، واللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، وسليمان وهدان وكيل مجلس النواب المصري، اللواء زكي صلاح مدير أمن بورسعيد، ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة، بمسجد «العباسي»، بمدينة بورسعيد.

فيما ركزت خطبة الجمعة بمحافظة الإسكندرية، اليوم، بالمساجد التابعة لمديرية أوقاف الإسكندرية، حول "المبادأة والمبادرة نحو القيم والأخلاق وخدمة المجتمع".

وأكدوا خطباء الجمعة "أن من مظاهر عظمة الدين الإسلامي أنه دين يجمع بين القيم الفاضلة والمثل العالية، وفلم يترك فضيلة من الفضائل ولا قيمة من القيم تسمو بها النفوس إلا دعا إليها، وحث على التمسك بها، وما ترك خلقًا ذميمًا إلا نهى عنه وحذر منه".

وأضافوا: "لاشك أن المبادرة إلى التمسك بالقيم الخلقية والإنسانية واجب ديني، ومطلب شرعي، ومبدأ أصيل من مبادئ الإسلام، وسمة من سمات الصالحين، وأساس من أسس التقدم والرخاء واستقرار الحياة".

وأشاروا إلى "أن الإنسان لا بد وأن يبادر إلى التحلي بحسن الخلق، ويبدأ بفسه في تطبيق منهج الله وسنة رسوله، وهذه المبادأة والمبادرة لها عدة مجالات متنوعة".

وتابعوا: "أن مبادرة الإنسان إلى القيم الأخلاقية، قهى لب الدين وجوهر رسالته التي دعا إليها ورغب فيها وحث على التخلق بها، لما لها من مكانة رفيعة ومنزلة عالية".

وأضافوا: "أن من مجالات المبادأة والمبادرة، المبادرة إلى القيم الإنسانية التي تحافظ على كرامة النفس الإنسانية واحترامها، ولا شك أن ديننا الحنيف مفعم بالقيم الإنسانية سواء في أخلاقه أم في تشريعاته".

وأشاروا: "القيم الإنسانية في الإسلام متعددة شاملة، فلا فرق بين مسلم وغيره، فالكل تجمعهم الأخوة الإنسانية".

وأكدوا: "أن الإسلام دين يقدس البناء والتعمير ويدعو إليهما حتى في وقت الشدة، لأنهما عصب الحياة ومن أهم سبل تقدم الأمم والمجتمعات، ولم تعرف البشرية دينًا ولا شريعة أمرت أتباعها بالعمل الجاد المثمر كشريعة الإسلام".

واستكملوا: "أن قيمة النظام فهي قيمة إنسانية وضرورة اجتماعية تحرص عليها المجتمعات والأمم الراقية، ومن ثم يجب الالتزام بها والمحافظة عليها".

وأضافوا: "أن الالتزام بحق الطريق من حيث إماطة الأذى عنه واحترام إشارات المرور والالتزام بالسرعة المقررة على الطرق وسائر ضوابط السير والمرور".