- مزارعو القصب بقنا
- يرفضون قرار زيادة سعر الطن لـ620 جنيها والنقابة تقرر موقفها خلال 24 ساعة فى بيان رسمى
- ينتظرون قراراً عادلاً لسعر الطن يوازى مجهودهم والأسعار الحالية والعمال "عدم التوريد وقف حالنا"
- العمال: ننتظر موسم "كسر القصب" بفروغ الصبر وعدم التوريد تسبب فى وقف حالنا
- المزارعون: سعر الطن لا يعادل جزءا من مجهودنا الذى نبذله طوال عام كامل ولا يتناسب مع الأسعار الحالية
- مصانع السكر: دفعنا بقاطرات الديكوفيل لنقل محصول القصب من المزارعين الراغبين فى التوريد
"القصب" الذى أطلق الكثير من الشعراء العنان لخيالهم الواسع بالتغزل والتأمل فى عيدانه، وكان مثار فخر للكثير من المزارعين بأنهم أصحاب" مزارع قصب" جاء اليوم الذى يتحسرون فيه على "عيدان القصب" الواقفة فى الغيطان، تنتظر قرار الحكومة البطيء، بعد أيام من التفاوض والاعتراض لعدم ملاءمة السعر لظروف الفترة الراهنة.
حالة من التضارب والتباين فى الآراء بين أطراف صناعة القصب، عقب قرار زيادة الطن إلى 620 جنيها، فغالبية المزارعين مازالوا رافضين ، مطالبين بـ800 جنيه على الأقل، فى الوقت الذى ينتظر فيه "عمال القصب" موقفا يرضى جميع الأطراف، لبدء العمل فى الموسم الذى ينتظرونه مع بداية كل عام، فيما لا تزال نقابة مزارعى القصب لم تحسم موقفها حتى الآن فى انتظار رأى جموع المزارعين لإصدار بيان رسمى خلال 24 ساعة.
"كسر القصب" موسم يعم الخير فيه على الجميع هو ما أكده سيد حسين غفاري" عامل"، للتعبير عن أهمية فترة كسر القصب بالنسبة له ولآلاف العاملين فى هذه الحرفة قائلا: أنتظر موسم كسر القصب بفروغ الصبر، لأنها حرفتي الوحيدة التى تعودت عليها، و أنفق منها على نفسى و أسرتي، كما أن شراء الكثير من المستلزمات يتوقف على بداية الموسم، ففيه يعم الخير على الجميع ، مطالبًا الحكومة بالاستجابة لمطالب المزارعين وأصحاب الأراضى، حرصًا على العمال الذين لا يجدون أى مصدر رزق آخر غير هذه الحرفة التى تعودنا عليها.
أما عباس أمين محمد خير "مزارع" فقال: كل شىء زاد سعره للضعفين، فكان لابد أن تتم زيادة سعر طن القصب لكى يتناسب مع الأسعار الجديدة التى أرهقت كافة المزارعين، فكيف لمزارع يوقف أرضه عام كامل على محصول القصب ومكبل بالديون وفى النهاية يحصل على هذا المبلغ الذى لا يكفى تمامًا لما يتم إنفاقه على محصول القصب طوال العام، فأين المقابل و أين الناتج للمزارع الذى تحمل عبء هذا المحصول المجهد للمزارعين والأرض.
وأكد عبده عبدالله محمد مصطفى" مزارع" بأنه لن يورد محصول القصب حتى يصدر قرار منصف للمزارعين ، وإن اضطر إلى ترك الأرض تبور، موضحًا بأن الفترة السابقة كان سعر الطن مناسب للحالة الاقتصادية ومستوى الأسعار، وكان " الديكوفيل" يقوم بعملية النقل على حساب شركة السكر، لكن حاليًا يتحمل المزارع تكلفة الجرارات التى تنقل القصب، فسائق الجرار يأخذ 100 جنيه عن النقلة الواحدة، إضافة لسعر الغاز والسماد، مضيفًا : لدى أسرة مكونة من 42 فردا " أولادى وأحفادي" نعيش على ما نحصل عليه من مساحة 10 أفدنة مزروعة بمحصول القصب، لكن الأسعار الحالية لا تكفى المتطلبات الحياتية لهذا العدد، إضافة لما يحتاجه المحصول طيلة عام كامل من مستلزمات ارتفعت أسعارها للضعف.
وقال ملاح عبدالله " شيخ ناحية بكلاحين قفط" أزرع فدانين من القصب كل عام وكنا نتحمل، لكنه حاليًا أصبح محصول خاسر، بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة والنقل والعمالة، إضافة لتعرض المحصول للتعديات المستمرة، فعلى سبيل المثال رى الفدان سعره وصل إلى 120 جنيها فى المرة الواحدة، لكن فى النهاية أنا ملزم بما سيتم اتخاذه من قرارات بشأن توريد محصول القصب.
فيما قال محمد على عبدالعظيم " مزارع" أقل سعر عادل لطن القصب لا يقل عن 1000 جنيه للطن، لكى يتناسب مع الأسعار الحالية، فصفيحة الغاز ارتفع سعرها من 22 إلى 47 جنيها، والزيت من 13 أصبح بـ 30 جنيها، والعماله وصلت إلى 70 و80 جنيها وجوال السماد من 150 إلى 200 جنيه، بخلاف النقل و فوائد القروض التى يتم الحصول عليها من أجل المحصول.
وحذر محمد عبدالله" مزارع" من عزوف المزارعين العام القادم عن زراعة محصول القصب، بعد المعاناة التى حدثت هذا العام من ارتفاع غير طبيعى للأسعار وتجاهل تام من الحكومة لأصوات المزارعين التى تنادى بزيادة عادل لسعر الطن، لافتًا إلى أن أعواد القصب مازالت واقفه فى الغيطان والكل يرفض كسر المحصول، رغم الخسارة التى يجنيها المزارع من عدم الكسر حتى الآن، لكن فى نفس الوقت توريد المحصول بالسعر الحالى خسارة كبيرة أيضًا والمستفيد الوحيد هو المصنع الذى يستغل القصب فى صنع الكثير من المنتجات ليس السكر فحسب.
ومن جانبه قال اللواء مختار فكار" نقيب مزارعى القصب بقنا " ، بأنه خلال 24 ساعة سوف يتم إصدار بيان رسمى يعبر عن موقف جموع المزارعين، و إن شاء الله سوف يتم إنهاء الأمة خلال هذه الفترة لكن دون التنازل عن مطالب المزارعين التى تم رفعها للنقابة، موضحًا بأن النقابة حاليًا تستطلع رأى المزارعين وباقى 3 مراكز بمحافظة قنا سوف يتم التعرف على موقفهم غدًا ، لكن ذلك لا يعنى موافقة المزارعين على السعر الجديد "620 جنيها للطن"، فالغالبية ترفض هذا السعر، وجزء بسيط أبدى موافقته لأسباب معينة.