اعتبر إبراهيم الشهابي، الباحث فى العلاقات الدولية، أن رعاية موسكو للمصالحة بين فتح وحماس جاء نتيجة ازدياد قناعات روسيا بأن كل القوى الخليجية والتعاطف القطرى تارة والتركى تارة لم ينتج حلا سياسيا واضحا للأزمة الفلسطينية، خاصة أن مصالح موسكو تتركز فى محاربة الإرهاب الذى تعتبر القضية الفلسطينية هى إحدى ركائز وجوده المعنوى فى المنطقة.
وقال "الشهابي" فى تصريحات خاصة إن الوصول لحل عادل للقضية الفلسطينية سيؤدى إلى الاستقرار السياسي الذى يؤدى إلى حصار الفوضى التي أدت إلى تنامى الإرهاب، بالإضافة إلى أن موسكو لم تكن يوما ما خارج الشرق الأوسط حتى بعد انتهاء دور الاتحاد السوفييتي، وخلال السنوات الماضية تعزز وجودها نتيجة تشابك أزمات الشرق الأوسط مع القوقاز والذى يعتبر الفناء الخلفي لروسيا الاتحادية.
وبحسب الباحث فقد أدى تنامي الإرهاب إلى اضطرار روسيا التداخل أكثر مع أوضاع الفوضى التى جرت فى المنطقة عقب ثورات الربيع العربي والتى هددت بنمو وانتشار الإرهاب ليمثل تهديد حقيقي للاستقرار فى وسط آسيا والقوقاز.
وأشار إلى إن التواجد الروسي القوي فى سوريا وقبله تداخلها مع الأوضاع فى ليبيا والعراق هو جزء من دور انتزعته موسكو فى المنطقة بعد تدخلها العسكري فى سوريا، وبدأت تتبني بعدها أطر سياسية للحل فى سوريا والعراق، وكذلك فى فلسطين والوصول لحل عادل للقضية الفلسطينية وهذا يأتى فى إطار تصور روسيا أن وقف الفوضى فى الشرق الأوسط هو ضمانة لعدم وصول الفوضى والإرهاب إلى العمق الاستراتيجي لروسيا الاتحادية.
ويذكر أن وكالة "تاس" الروسية للأنباء،قد أفادت أول أمس الإثنين 2 يناير/كانون الثاني 2017، أن العاصمة الروسية موسكو ستستضيف اجتماعاً لممثلين عن حركتي "فتح" و"حماس" الفلسطينيتين، في 15 من يناير/كانون الثاني الجاري.
وقد أوضحت الوكالة أن الاجتماع يأتي في إطار مساعي تحقيق المصالحة بين أكبر حركتين على الساحة الفلسطينية، وذلك بالتزامن مع مؤتمر باريس الدولي للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.