انتقال سلمي نادر للسلطة في القارة الأفريقية.. نانا أكوفو أدو رئيساً منتخباً لغانا بعد محاولات كثيرة خاسرة.. يحسمها لصالحه ويعد بحل الأزمات الاقتصادية.. صور
نانا أكوفو يتولى الرئاسة في انتقال سلمي للسلطة في غانا
أكوفو ينتمي لأسرة ملكية وسياسية مرموقة في غانا ودرس الفلسفة والسياسة والقانون في بريطانيا
تاريخ طويل من النضال السياسي ومحاولات عديدة للوصول إلى كرسي الرئاسة
أدى رئيس غانا الجديد المنتخب، نانا أكوفو أدو، اليمين الدستورية، أمسالسبت، لتولي منصب الرئاسة، في تغيير سلمي للسلطة نادرا ما يحدث في القارة الأفريقية التي تواجه أزمات سياسية وصراعات هائلة.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فإن الآلاف من المواطنين احتشدوا في ميدان الاستقلال بالعاصمة أكرا، مرتدين اللون الاحمر والابيض للحزب الوطني الجديد، ليحضروا أداء قسم نانا أكوفو، البالغ من العمر 72 عام، كرئيس لغانا، ومحمدو باوميا كنائب للرئيس.
من نانا أكوفو
نانا أكوفو سياسي غاني والرئيس الخامس لجمهورية غانا الرابعة التي أقيمت في 1993، ولد في 29 مارس 1944 في العاصمة أكرا لأسرة ملكة وسياسية شهيرة، حيث كان والده رئيس جهاز القضاء في غانا في الفترة بين 1966 إلى 1970، ورئيس الدولة الغانية غير التنفيذي في الفترة بين 1970 إلى 1972.
درس أكوفو الفلسفة والسياسة والاقتصاد في كلية نيو كوليج بجامعة أكسوفورد في بريطانيا، قبل أن يبدأ دراسة الحقوق هناك.
بعد انتهاء دراسته عمل أكوفو في مكتب باريس لشركة قانونية أمريكية، قبل أن يبدأ في عام 1977 بالمشاركة في إنشاء شركة قانونية في غانا.
الحياة السياسية
وفي تقرير لشبكة "بي بي سي" حول النشاط السياسي لنانا أكوفو ادو، أوضحت أن مشاركة أكوفو في السياسة بدأت في نهايات سبعينات القرن الماضي، بالإنضمام إلى حركة الشعب من اجل الحرية والعدالة، وهي حركة نظمت لمعارضة المجلس العسكري الأعلى الذي كان يحكم البلاد حينها.
وفي مايو 1995، كان أكوفو بين مجموعة من النخبة التي شكلت "التحالف من أجل التغيير"، وهو تحالف نظم تظاهرات ضد سياسات نيو ليبرالية وانتهاكات حقوق الإنسان خلال حكم جيري راولينجس.
وبعد فشل هذا التحالف، أنشأ أكوفو منظمة حقوقية تسمى "لجنة حقوق الإنسان والشعب في غانا".
وبينت الشبكة أن أكوفو أدو عمل في الفترة بين 2001 إلى 2003، كنائب عام في غانا، ثم خدم كوزير للخارجية لبلاده في الفترة بين 2003 و2007.
محاولات عديدة للترشح للرئاسة
حاول أكوفو مرارا الوصول لمنصب رئيس الدولة في غانا كمرشح للحزب الوطني الجديد.
بدأت محاولات أكوفو للوصول للسلطة مبكرا، ففي عام 1998، خسر في المنافسة الداخلية للحزب الوطني ليكون مرشح في الانتخابات الرئاسية، أمام جون كوفور، الذي أصبح فيما بعد رئيس غانا في ديسمبر 2000.
وفي عام 2007، اكتسح أكوفو الانتخابات الأولية في الحزب ليكون المرشح الرئاسي الذي يحمل الأسم في انتخابات الرئاسية في 2008، غير أنه خسر بفارق طفيف أمام منافسه عن حزب المؤتمر الوطني الديمقراطي، جون أتا ميلس، الذي فاز بـ 50.9% في الأصوات مقابل 49.13% لأكوفو.
لم تثني هذه الهزيمة أكوفو عن المشاركة في انتخابات 2012، كمرشح للحزب الوطني الجديد، وخسر وسط جدل واسع أمام مرشح المؤتمر الوطني الديمقراطي، جون ماهاما، إذ أنه بعد إعلان فوز هذا الأخير، قرر أكوفو رفع الأمر إلى المحكمة العليا لغانا التي صوتت لصالح ماهاما بفارق صوت واحد.
وفي عام 2014، أعلن أكوفو أنه سيسعى للترشح مرة أخرى للانتخابات الرئاسية في 2016. واستطاع أكوفو في أكتوبر 2014، أن يكتسح التصويت الداخلي للحزب لطرح نفسه لهذه الأنتخابات. وفي الانتخابات الرئاسية تمكن أكوفو من هزيمة ماهاما هذه المرة، وحصوله على أصوات 53.83، وهي نسبة لا تقود لجولة ثانية وفقا للدستور الغاني الذي ينص على تولي الرئاسة من يتخطى 50% من نسبة التصويت.
رئاسة غانا
استطاع أكوفو أن يفوز بتعاطف وأصوات الأكثرية من الغانيين بعد تقديم برنامج وحملة قائمة على الوعود باستقرار أسعار صرف العملات الاجنبية وتخفيض البطالة.
وفي تصريحاته الأولى بعد ادائه القسم لرئاسة البلاد، تعهد أكوفو بأنه سيخفض الضرائب لتعزيز الاقتصاد، ووعد الشعب أيضا بحماية المال العام.
ويعاني الاقتصاد الغاني من تضخم وديون كبيرة وبات إصلاحه مسألة مستعصية على صندوق النقد الدولي.