قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

اكتشاف تاريخي يعيد رسم خريطة التعدين في العالم.. ماذا وجد العلماء؟

تعدين
تعدين

في خطوة غير مسبوقة على الصعيدين الجيولوجي والاقتصادي، أعلنت مجموعة من الباحثين عن اكتشاف يُعتبر الأكبر في تاريخ خام الحديد في أستراليا، حيث تقدر قيمة الاحتياطي المكتشف بنحو 5.7 تريليونات دولار، بينما يبلغ حجم المخزون حوالي 55 مليار طن. 

هذا الكشف الثوري، الذي تم نشره في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS)، وقع في منطقة هامرْسلي بغرب أستراليا، ومن المتوقع أن يؤثر بشكل كبير على أسواق المواد الخام على مدى السنوات المقبلة.

اكتشاف أضخم احتياطي حديد

يأتي هذا الاكتشاف في وقت يشهد فيه الطلب العالمي، خاصة من دول مثل الصين والهند، زيادة هائلة على الفولاذ. يجسد ذلك دفعة استراتيجية جديدة لأستراليا، حيث تُعزز مكانتها كأكبر مصدر لخام الحديد في العالم. 

إضافة إلى ذلك، يُعتبر حجم المستودع الجديد أكبر مما كان يُعتقد سابقًا في مناطق مثل شذوذ كورسك المغناطيسي في روسيا، والذي كان يعدّ من أكبر رواسب الحديد عالميًا.

ثقافة العلم لا تقتصر فقط على الجوانب الاقتصادية، فهي تحمل أيضًا أبعادًا علمية تعيد النظر في التاريخ الجيولوجي للأرض. ومن خلال التحليلات باستخدام تقنية تأريخ اليورانيوم-الرصاص، تبيّن أن التكوينات الحديدية في هامرْسلي يعود عمرها إلى حوالي 1.4 مليار سنة، مما يقلل من التقديرات السابقة التي كانت تشير إلى 2.2 مليار سنة.

يربط الباحثون هذا المستودع بحركة القارات العظمى القديمة وتفككها، بدلًا من "حدث الأكسجة الكبرى" الذي كان يُعتبر السبب الرئيسي وراء تشكّل معظم رواسب الحديد. هذا التحول في الفهم العلمي يفتح المجال لاستكشاف مناطق جديدة قد تحتوي على رواسب ضخمة لم تُدرس بشكل كافٍ بعد، وخاصة في القارات مثل أفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا.

ما التأثير الاقتصادي للاكتشاف؟ 

من الناحية الاقتصادية، يُتوقع أن يثير هذا الاكتشاف طفرة هائلة في البنية التحتية الأسترالية. حيث تستعد شركات التعدين لضخ مليارات الدولارات في إنشاء خطوط السكك الحديدية والمرافئ الجديدة تسهيلًا لنقل الخام عالي الجودة، الذي بات يتجاوز تركيزه الـ60% مقارنة بنحو 30% في بدايات تشكيله.

المحللون يتوقعون أن يلعب هذا الخام دورًا مركزيًا في تلبية الطلب المتزايد على الفولاذ المستخدم في البناء والطاقة المتجددة والمشروعات الضخمة.

ورغم الفرص الاقتصادية الكبيرة، فإن التحديات البيئية لا تُغفل. عمليات استخراج بهذا الحجم تثير مخاوف حول استخدام المياه وتأثيرها على النظم البيئية، فضلاً عن الأضرار المحتملة التي قد تلحق بالأراضي المحلية. 

لذا، يُنصح بمزيد من التركيز على اعتماد سياسات استخراج أكثر استدامة لضمان تحقيق توازن بين المكاسب المالية وحماية البيئة.

وبحسب المحللين والخبراء، فإن العالم مقبل على تطورات تتعلق بالطريقة التي ننظر بها إلى استكشاف الموارد المعدنية وتوظيفها، ما يستدعي الاستعداد لفهم التغيرات الجيولوجية والاقتصادية التي قد تطرأ في المستقبل القريب.