أعلنت شركة المصانع الكبرى للتعدين (أماك) في السعودية، اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025، عن اكتشاف موارد معدنية اقتصادية محتملة تصل إلى حوالي 11 مليون طن في منطقة نجران جنوب المملكة، تشمل خامات النحاس والزنك، بالإضافة إلى الذهب والفضة.
وقالت “أماك”، في إفصاح رسمي إلى السوق المالية (تداول)، إن هذه الأرقام تم التوصل إليها بعد برنامج حفر مكثّف بدأ في فبراير 2025، حيث تم حفر أكثر من 27 ألف متر حتى الآن ضمن رخصة الكشف التي حصلت عليها في سبتمبر 2024.
بالإضافة إلى ذلك، تشير الشركة إلى أن أعمال الحفر حتى الآن غطّت أقل من 10% من مساحة الرخصة، ما يفتح مجالًا كبيرًا لزيادة تقدير الموارد مع مواصلة الاستكشاف.
وأكدت “أماك” أنها ستواصل جهود الجيوفيزياء والحفر الإضافي خلال عام 2026 بهدف تحسين دقة التقديرات، كما تخطط لإعداد تقرير موارد متوافق مع معايير جورك (JORC) العالمية في النصف الثاني من نفس العام.
في الوقت ذاته، بدأت الشركة دراسات المرحلة التطويرية لتحويل موقع الكشف إلى رخصة تعدين صناعية، مع الإعلان عن نتائج تلك الدراسات خلال 2026.
من الناحية الجغرافية، يقع موقع الاكتشاف على بعد نحو 100 كيلو متر تقريبًا من مجمع معالجة المعادن الحالي التابع لأماك، ما يعزز من الجدوى الاقتصادية للمشروع في حال التحول إلى تعدين فعلي.
يُعد هذا الاكتشاف جزءًا من جهود المملكة الأوسع لتنمية قطاع التعدين كركيزة ثالثة للاقتصاد الوطني وفق رؤية 2030، والتي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط.
ويُنظر إلى المعادن مثل النحاس والذهب والفضة كمورد استراتيجي حيوي لدعم الاستثمارات المستقبلية في الصناعة والطاقة والبنية التحتية.
من جهته، أثار الإعلان انتباه المستثمرين المحتملين، لا سيما مع النمو المتصاعد لقطاع التعدين السعودي وتوسع الاستكشاف المعدني بدعم حكومي كبير.
ويُتوقع أن تتحول دراسة المشروع إلى محور جذب لرؤوس الأموال المحلية والدولية في حال تأكدت تقديرات الموارد وتطورت عمليات التعدين.
ويبرهن الاكتشاف الجديد على الإمكانات الكبيرة غير المستغلة في الدرع العربي للمملكة، وقد يشكّل نقطة تحول في استراتيجية التنمية الاقتصادية المستدامة للمملكة إذا ما تم تفعيل المشروع بنجاح وتحويله من مرحلة الاستكشاف إلى الإنتاج الفعلي.

