قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

على طريقة أفلام السيما | لصوص يقتحمون شقة 3 أيام متواصلة .. مفاجأة في اليوم الأخير.. والضحية يكشف التفاصيل

اللصوص
اللصوص

في واقعة صادمة داخل أحد أشهر الكمبوندات السكنية بمدينة السادس من أكتوبر، كشف كيرلس نعيم، مالك إحدى الشقق، تفاصيل تعرض منزله للسرقة أكثر من مرة خلال فترة قصيرة، مستغلاً اللصوص غيابه الطويل بسبب مرض والدته. ورغم الإجراءات الأمنية المفترضة داخل الكمبوند، إلا أنّ كاميرات المراقبة والأبواب المصفحة لم تمنع وقوع الجريمة، بل إنّ اللصوص عادوا للمكان بكل جرأة في وضح النهار، مما أثار حالة من الذعر لدى الأسرة، ودفع صاحب الشقة إلى مناشدة المسؤولين التدخل لحمايته.

غياب اضطراري… وبداية الكابوس

يروي كيرلس نعيم في تصريحات خاصة لـ صدى البلد أنّه اضطر لمغادرة منزله لمدة قاربت الشهر، بعدما أصيبت والدته بجلطة، الأمر الذي أجبره على البقاء بجانبها في المستشفى باستمرار. ومع انشغاله بين حالة والدته الصحية واحتياجات زوجته وطفلته، ابتعد عن الشقة لفترة تجاوزت 30 يوماً.

هذا الغياب كما يقول كان كافياً ليلفت انتباه لصوص متخصصين في مراقبة الشقق الخالية. فهؤلاء بحسب وصفه  يتابعون الوحدات التي يعلو عليها الغبار أو تبدو غير مأهولة، وفي بعض الأحيان يطرقون الأبواب بحجة “الدليفري” للتأكد من وجود سكان من عدمه.
 

عودة مفاجئة… ومشهد صادم

بعد مرور أكثر من شهر، عاد كيرلس ليتفقد منزله. ويقول: "فتحت باب الشقة ولم أجد أي علامة على الكسر أو الاقتحام، لكن بمجرد دخولي وجدت الشقة مقلوبة تماماً… كل شيء منثور ومسروق."
 

وبحسب روايته، فإن اللصوص وصلوا إلى الشقة عبر السطح لأنها تقع في آخر طابق، ثم دخلوا من شرفته، وسرقوا كل ما خف حمله وغلا ثمنه: أموال، ذهب، أجهزة كهربائية، ملابس، وحتى بعض الوثائق الشخصية. ويضيف: "دخلت فوجدت أنهم فتحوا شهادة ميلادي وشهادة زواجي… عرفوا كل بياناتي. خسائري تجاوزت 400 ألف جنيه."

 

صورة من الفيديو

بلاغ ومحضر.. لكن الكارثة كانت تنتظر

بعد اكتشاف السرقة، أسرع كيرلس إلى قسم الشرطة لتحرير محضر رسمي، وبقي هناك حتى السادسة صباحاً. وفي أثناء الإجراءات، انتقلت قوة من المباحث إلى موقع الحادث لمعاينة المكان وتصويره، بينما تم استخراج محضر آخر أمام العقار لإثبات الواقعة.

وبعد الانتهاء، عاد كيرلس إلى شقته ليجدها كما تركها. لكن ما لم يكن يتوقعه هو أنّ اللصوص لم يكتفوا بالسرقة الأولى… بل كانوا يستعدون للعودة مرة أخرى.
 

اللصوص


 

عودة اللصوص في وضح النهار

في حوالي الساعة الثامنة أو التاسعة صباحاً، وبينما كان كيرلس جالساً داخل الشقة يستعد للنزول مجدداً إلى القسم لاستكمال الإجراءات، سمع صوت مفاتيح تعبث بقفل الباب من الخارج.

 يقول وهو يستعيد اللحظة التي وصفها بالمرعبة: “سمعت صوت المفاتيح في الباب، نظرت من العين السحرية فوجدت اثنين هم نفس الأشخاص الذين ظهروا في كاميرات المراقبة… وكان معهم سلاح.”

ويتابع: "حاولت البحث عن أي شيء لأدافع به عن نفسي. حتى السكاكين كانوا قد سرقوها. تراجعت للخلف واصطدمت بكرسي فصدر صوت. بمجرد أن شعروا بوجودي، فرّوا هاربين."
 

مطاردة يائسة.. وحراس "غير موجودين"

وحاول كيرلس اللحاق بهم رغم إصابة سابقة في قدمه، إلا أن اللصوص كانوا أسرع بكثير. ركض خلفهم وهو يصرخ "حرامي! حرامي!" على أمل تدخل الأمن أو أحد الجيران، لكن دون جدوى.

ويعلق بمرارة: “كان يوم جمعة والساعة التاسعة صباحاً… الجميع نائم. الأمن ضعيف جداً، الحارس كبير في السن وكان منشغلاً بإعداد الشاي. ندفع صيانة وأموالاً مقابل أمن غير موجود”.

ويشير إلى أنه حاول سابقاً تركيب قضبان حديدية على بلكونة الشقة لزيادة الأمان، لكن إدارة الكمبوند رفضت ذلك بحجة الحفاظ على شكل الواجهة.

كاميرات تكشف المفاجأة.. اللصوص جاءوا ثلاثة أيام متتالية

عند مراجعة كاميرات المراقبة، اكتشف كيرلس أنّ اللصوص لم يقتحموا الشقة مرة واحدة، بل زاروها لثلاثة أيام متتالية، وفي كل مرة كانوا يدخلون ويخرجون من المكان نفسه وفي التوقيت ذاته تقريباً الثامنة صباحاً.

ويقول: "كانوا يتصرفون كأنهم أصحاب الشقة… يأتون ويدخلون دون خوف. الليلة الأولى فقط كانت في الظلام، وبعدها أصبح الأمر بالنسبة لهم روتيناً."
 

تهديدات بعد نشر الواقعة

بعد نشر تفاصيل الحادث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تلقى كيرلس رسائل وصفها بالمقلقة، حيث تواصل معه أشخاص مجهولون لمحاولة تخويفه أو اقتياده إلى مكان اللصوص، على حد قوله. "بعض الرسائل تقول لي: تعال نقابلك ونوصلك للناس. تهديدات مبطنة.. أصبحت أخشى العودة إلى الشقة. زوجتي لا تستطيع المبيت هناك بعد كل ما حدث."

مناشدة عاجلة للمسؤولين

اختتم كيرلس حديثه بمناشدة مباشرة للحكومة والمسؤولين، قائلاً: “أناشد رئيس الوزراء، ووزير الداخلية، وكل الجهات المسؤولة… هؤلاء اللصوص معروفون، وصورهم واضحة، وبعض السكان أرسلوا لي بيانات عنهم. لا أستطيع العودة لحياتي الطبيعية إلا بعد القبض عليهم".

ويؤكد أنّه فقد شعوره بالأمان تماماً: “كل ما بنيته في حياتي ذهب في لحظات. لست أول من يتعرض لهذا، ولن أكون آخر إذا لم يتم إيقافهم. أريد فقط أن أعيش في أمان… وأن لا يتكرر هذا مع أحد غيري”.

قصة كيرلس نعيم ليست مجرد حادثة سرقة، بل صرخة تحذر من تكرار ما حدث داخل أماكن يُفترض أنّها آمنة ومحمية. فبين غياب رقابة فعالة، وتكرار الاختراقات بسهولة، ومخاوف سكان يعيشون في رعب، تبدو الحاجة ملحة لإعادة النظر في منظومة الأمن داخل التجمعات السكنية، حمايةً للأرواح والممتلكات، وضماناً لحق المواطنين في الشعور بالأمان داخل منازلهم.