«السنجل مازر» !

أصبح مجتمعنا العربي متخبطا بين القيم والدين والعادات والثقافات الغربية المكتسبة من الخارج فاختلط علينا الحرام والحلال للأسف، ونتج عن ذلك معتقدات وموروثات لم تكون موجودة في مجتمعاتنا العربية، وإنشاء جيل من الأمهات التي يطلق عليهم «السنجل مآزر» لست مع أو ضد ولكن مع الدين والعامل النفسي والفسيولوجية لتلك الأم.
الأمهات السنجيل بين دين ومجتمع يرفض هذه الحالات وبين واقع مرير يجب أن يعالج في المجتمع قبل أن يصبح ظاهرة من الصعب السيطرة عليها بين الحلال والحرام بين العيب و الميزة بين الحرية و السجن أصبح مجتمعنا في حالة تخبط .
نعم أصبحنا نشاهد الأن ظاهرة لم تكون في مجتمعاتنا من قبل هل هذا ناتج عن التطور التكنولوجيا، أم المسافة التي بعدت بين الآباء والأبناء فأصبح كل منهم في كوكب منفصل بلغات منفصلة ، أم بسبب كثرة العنوسة والاحتياجات الفسيولوجية للفتيات والشباب .
يعاني مجتمعنا من التخبط نعم، غاب الحياء عن مجتمعنا الأم السنجل أم مضطهدة فأصبحت في نظر بعض الرجال فريسة سهلة وفي نظر بعض النساء خاطفات رجال وبين هذا وذاك هناك صراع داخلي، تلك نفسية «الام السنجيل» في حاجة الي علاج نفسي قوي للتعايش مع المجتمع وتربية أبناء أسوياء نفسيا دون أمراض.
كذلك هناك ظاهرة جديدة أسمها الأم السنجيل في الحرام نعم أيها السادة بين مؤيد كونها أم قوية لانها واجهت المجتمع و اعترفت بهذا الطفل دون أن يكون مصير الطفل الشارع أو الموت، وبين معارض بقوة لانه حرام والشرف والاخلاق وأين الحياء والخوف أن تكون ظاهرة مثل الدول الغريبه .
في مجتمع منفتح مجتمع لا تعرف فيه الأبناء أبائهم واختلط الاجناس والأنساب ولكن علينا الرجوع إلى كلام الدين وخير دليل على ذلك قصة المرأة الغامدية التي زنت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم تابت توبة عظيمة شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .
وملخص القصة أنه بينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم جالسا يوماَ في المسجد ، وأصحابه حوله من كبار الصحابة ..وسادات الأنصار.. وبالأولياء. وإذا بامرأة تدخل باب المسجد ، حتى وصلت إليه عليه الصلاة والسلام ، ثم وقفت أمامه ، وأخبرته أنها زنت !!! وقالت: (يا رسول الله أصبت حدًا فطهرني) ، فاحمرّ وجه النبي صلى الله عليه وسلم حتى كاد يقطر دمًا ، ثم حوّل وجهه إلى الميمنة ، وسكت كأنه لم يسمع شيئًا ، فقد حاول الرسول صلى الله عليه وسلم أن ترجع المرأة عن كلامها ، ولكنها امرأة حرة مؤمنة رسخ الإيمان في قلبها حتى جرى في كل ذرة من ذرات جسمها، فقالت : أُراك يا رسول الله تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك ، فوا الله إني حبلى من الزنا ..!! فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم بعدما علم أنها حبلى من الزنا : (اذهبي حتى تضعيه) فذهبت حتى وضعته وفي أول يوم أتت به وقد لفَّته في خرقة (قطعه من القماش) وقالت : يا رسول الله طهرني من الزنا ، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى طفلها، وقلبه يتفطر عليه ألمًا وحزنًا، من يُرضع الطفل إذا أقمنا عليها الحد ؟! من يقوم بشئونه ؟! فقال لها : ارجعي وأرضعيه فإذا فَطَمْتيه فعودي إليّ ، فذهبت إلى بيت أهلها ، وما يزداد الإيمان في قلبها إلا رسوخا، فأرضعت طفلها حتى فطمته ، وتأتي به وفي يده قطعه خبز يأكلها ،ثم قالت : يا رسول الله قد فطمته فطهرني فأخذ صلى الله عليه وسلم طفلها وقال : " من يكفل هذا وهو رفيقي في الجنة كهاتين ".
واشار بإصبعيه السبابه والوسطى ويؤمر بها فتدفن إلى صدرها ثم ترجم ، وأثناء الرجم اصابتها احدى الحصى بقوه فيطيش دم من رأسها على خالد بن الوليد ، فسبها على مسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال عليه الصلاة والسلام : مهلا يا خالد " والله لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لقبلت منه " ، وفي رواية أن النبي – صلى الله عليه وسلم – " أمر بها فَرُجمت ، ثم صلّى عليها، فقال له عمر رضي الله عنه : تُصلي عليها يا نبي الله وقد زنت!! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد تابت توبة ، لو قُسّمت بين سبعين من أهل المدينة لوسِعَتْهُم ، وهل وجدتَ توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى" !!. (رحم الله هذه الصحابيه الجليله وغفر لها واسكنها فسيح جناته) .
دكتورة إيمان الريس
مستشارة تربوية وأسرية ومدربة تنمية بشرية