دخل عليهم عيد الأضحى وهم في مأساة وقعت قبل أيام قليلة، أضاعت فرحة العيد بل أنها أضاعت فرحة البيت والأسرتين، حتى أن العيد في منزل إسلام ضحية حادث كورنيش المقطم ومنزل أسرة زوجته كان متشحا بالأسود، والجميع ينظر إلى تلك التجهيزات الأخيرة الخاصة بـ زفاف إسلام وزوجته زينب.
4 سرادق عزاء في حادث كورنيش المقطم
مشاهد مؤثرة و4 جنازات مهيبة، خلال 4 أيام، بدأت بجنازة إسلام ثم حماته بعد وفاتهم في لحظة الحادث جراء اصطدام سيارة يقودها أمين النرش شقيق سيدة المطار الشهيرة ياسمين النرش، برعونة في شوارع المقطم، منهيا حياة 4 أشخاص في لحظات بسبب قيادته للسيارة بطريقة مرعبة وفقا لأقوال شهود العيان ورصد كاميرات المراقبة في الشوارع.

الأسرتان في حال لا يرثى له.. فالجميع يرتدي الأسود والعيد مر عليهم ليزيد من المأساة، أسرة إسلام عريس المقطم جلست باكية عن فرحتهم الأولى، فالفقيد كان الأبن الأولى لوالديه وأيضا الحفيد الأول لجدته، غير مصدقين ما حدث، مطالبين بالقصاص من المتهم الذي أودي بحياة ابنهم في لحظات تهور ورعونة منه دون أي رحمة منه بالمارة في الطريق.

أما في منزل حماة إسلام.. فلم تأتى المصائب فرادى، الأم توفيت ورحلت معها زينب زوجة إسلام وشقيقتها فاطمة، تاركين عبدالرحمن ومؤمن تائهين في الدنيا، بـ رسالة أخيرة تركتها الأم الراحلة لنجلها «متسبنيش»، فالمشهد في الحادث لن يمر على الأذهان وسيكون هو المتصدر طوال سنوات داخل تلك الأسرة المكلومة التي عانت آلام الفقدان ومرارة الرحيل.

وفي مشاهد مهيبة.. كانت الجنازات تخرج واحدة تلو الأخرى.. فما أن انتهت الأسرتين من دفن إسلام وحماته ومرت بضع ساعات على سرادق العزاء التي يكاد أثرها متواجد، جاء الخبر كالصاقعة - زينب حصلت جوزها على الجنة - توفيت العروس بعد 72 ساعة من الحادث الأليم وخرجت جنازتها في وداع مهيب حضره المئات من الأسرتين والأصدقاء وأهالي المقطم.

الفاجعة الكبرى كانت في صباح يوم الأربعاء.. حيث كانت ترقد فاطمة المصابة الوحيدة في الحادث وشقيقة زينب داخل غرفة العناية المركزة في حالة خطر، مصابة بشلل تام في الجسم لا تقوى على الحراك بينها وبين الموت خطوات بسيطة، والدعوات تدق الأذان من حوائط المستشفى، إلا أن الأطباء خرجوا معلنين عن رحيل الفتاة الصغيرة إلى أحضان والدتها وشقيقتها بعد 4 أيام على الحادث.