وفاة الربيع العربي .. بعد صراع طويل مع (هيلاري والمرشد)

أمس منذ 5 سنوات كانت ثورة نبيلة أبهرت العالم كله لمدة 18 يوما أظهرت المعدن الطيب والأخلاق النبيلة وحماس شباب مصر وأشاد بها العالم المتقدم ولكن الحلو مايكملش في مصر زي العادة وللأسف اختطفها بعد ذلك الأشرار ..
وركب عليها تجار الدين وعملاء أجهزة المخابرات وأتباع كونداليزا رايس وخليفتها هيلاري كلينتون "اللي كانوا متربصين بمصر" ويعتبرونها الجائزة الكبرى وتحديدا يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 الذي اختير ليوافق عيد الشرطة حددته عدة جهات من المعارضة المصرية والمستقلين من بينهم حركة شباب 6 أبريل وحركة كفاية وكذلك مجموعات الشباب عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر والتي من أشهرها مجموعة كلنا خالد سعيد وشبكة رصد و شباب الإخوان المسلمين برغم التصريحات الأولية التي أشارت إلى أن الجماعة لن تشارك كقوي سياسية أو هيئة سياسية لأن المشاركة تحتاج إلي تخطيط واتفاق بين كافة القوي السياسية قبل النزول إلي الشارع، كانت الجماعة قد حذرت إذا استمر الحال على ما هو عليه من حدوث ثورة شعبية، ولكن على حد وصفهم «ليست من صنعنا» ( خد بالك بيحافظوا على شعرة معاوية مع نظام مبارك لاخر لحظة ).
جاءت الدعوة لها احتجاجًا على الأوضاع المعيشية والسياسية والاقتصادية السيئة وكذلك على ما اعتبر فسادًا في ظل حكم الرئيس محمد حسني مبارك في عام 2008، قامت فتاة تدعى إسراء عبد الفتاح وكانت تبلغ حين ذاك من العمر 30 عامًا، من خلال موقعها على الفيسبوك، بالدعوة إلى إضراب سلمي في 6 أبريل 2008، احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية، وسرعان ما لقيت دعوتها استجابة من حوالي 70 ألفا من الجمهور خصوصا في مدينة المحلة الكبرى. والنتيجة أن الإضراب نجح، وأطلق على إسراء في حينه لقب «فتاة الفيسبوك» والقائدة الافتراضية وكنت وقتها أعمل في فريق برنامج القاهرة اليوم وأذكر أننا تسابقنا لاجراء لقاء مع اسراء عبد الفتاح عقب خروجها من الحبس وكانت ترتدي زيا أبيض وانا شخصيا تعاطفت معها جدا ولكن ما تكشف بعد ذلك أزال هذا التعاطف وأذكر أيضا اننا فوجئنا أثناء تغطية اضراب المحلة أن هناك مجموعة من الشباب قاموا بإسقاط لوحة اعلانية كبيرة عليها صورة مبارك وكانت وقتها حدثا جللا .. ما علينا المهم ماحدث بعد ذلك.
قامت حركات المعارضة ببدء توعية أبناء المحافظات ليقوموا بعمل احتجاجات على سوء الأوضاع في مصر وكان أبرزها حركة شباب 6 أبريل (وكانوا حاصلين على دورات تدريبية بتمويل أمريكي لتحريك الاحتجاجات وهو ماكان ) وحركة كفاية وبعد حادثة خالد سعيد قام الناشط وائل غنيم والناشط السياسي عبد الرحمن منصور بإنشاء صفحة كلنا خالد سعيد على موقع فيس بوك داعين المصريين إلى التخلص من النظام وسوء معاملة الشرطة للشعب.
أدت هذه الثورة إلى تنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن الحكم في 11 فبراير 2011 (الموافق 8 ربيع الأول 1432 هـ) ففي السادسة من مساء الجمعة 11 فبراير 2011 أعلن نائب الرئيس عمر سليمان في بيان مقتضب تخلي الرئيس عن منصبه وأنه كلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة محمد حسين طنطاوي بإدارة شئون البلاد وقد أعلنت أغلب القوى السياسية التي شاركت في التظاهرات قبل تنحي مبارك عن استمرار الثورة حتى تحقيق الأهداف الاجتماعية التي قامت من أجلها.
الخلاصة يا سادة أن ثورة يناير فعلا نبيلة في أهدافها وعبرت عن احتجاج طبقات عريضة من الشعب المصري على سوء ادارة مبارك وحاشيته للبلاد وناهيك عن مخطط التوريث اللي كانت بتقوده حرم مبارك لصالح أحد نجليها .. وما يؤكد نبل أهداف ثورة يناير هو دعم الجيش لها وحمايتها من بطش نظام مبارك في هذا الوقت بشهادة الجميع .. حتى مرت الـ 18 يوما من عمر الثورة الحقيقية ورحم الله شهداء يناير وان كان التاريخ سيكشف من هم القناصة الذين اعتلوا أسطح منازل ميدان التحرير لاسقاط عدد من الضحايا لزوم شغل التوليع والاثارة لتحقيق مكاسب سياسية للاخوان وذراعها العسكرية حماس .
ماحدث بعد 25 يناير من الاخوان والنشطاء المدعومين من امريكا والدافعة لهم والمحركة لهم وإصرار الادارة الامريكية أن يحكم مصر والمنطقة تيار الاسلام السياسي واللي بتمثله جماعة الاخوان المسلمين واللي اسستها في عشرينيات القرن الماضي المخابرات البريطانية وتولتها بعد ذلك عدة أجهزة مخابراتية منها العربية والاجنبية وطبعا الامريكية .. من أجل هذا الهدف غير النبيل سقط شباب شهداء وهناك من فقدوا عيونهم بسبب القناصة مجهولي الهوية .. وماتلا ذلك معروف للجميع أن الاخوان والأمريكان هم سبب فشل ثورة يناير في تحقيق كامل أهدافها النبيلة .. وان كنا نشهد الان ثمار هذه الثورة في دستور يليق بمصر والدليل أن الحديث الدائر عن التعديل الوزاري سيكون عبر البرلمان وموافقته وهو مالم يكن ليحدث لو استمر مبارك في الحكم .. ورب ضارة نافعة .. أن تكشف للمصريين فشل الاخوان وفساد نواياهم في الحكم وأن صالح مصر لا يعنيهم في شىء وأن الوطن العظيم مصر بالنسبة لهم هي مجرد ولاية في الخلافة الطامح اليها أردوغان .. قناعتي الخاصة أن سبب فشل ثورات الربيع العربي هم الإخوان والأمريكان وعملاؤهم وانظر حولك الى سوريا واليمن وليبيا .. والله المستعان ..