الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر – المغرب .. والقمة الإفريقية


تأتى مشاركة بلادى مصر فى قمة الاتحاد الإفريقى المنعقدة فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ، تأكيدا على دور مصر الرائد فى القارة السمراء ، واعترافا من الدول الأعضاء فى الاتحاد وخارجه على أهمية تواجد مصر إفريقيا وإقليميا ، لما لها من تأثير واضح ليس فقط على مستوى التواجد المكانى ، ولكن أيضا على مستوى السياسات فى كافة المجالات.

وتمثل المشاركة دفعة جديدة لمصر ولغيرها من أعضاء الاتحاد نحو تعزيز الأداء الاقتصادى وتحقيق معدلات نمو مرتفعة للاقتصادين المصرى والإفريقى على حد سواء ، وهو ما يظهر جليا فى أجندة المشاركة المصرية فى القمة ،والتى تم إدراج قضايا اقتصادية عديدة على رأسها توسيع التجارة البينية وتنفيذ مشروعات مشتركة تخدم جميع الأطراف.

غير أن ما يعنينا هنا فى المشاركة المصرية هو الجانب السياسى ، والذى تسعى بلادى مصر من خلاله إلى توثيق علاقاتها بشقيقاتها من الدول العربية والإفريقية ، وتأكيدها على حق جميع الدول فى وحدة ترابها ، وعدم موافقتها على أى عمليات من شأنها أن تمس سيادة كل دولة على كامل أراضيها.

وفى هذا الصدد تجدر الإشارة إلى الدولة الشقيقة المغرب ، والتى تشارك فى القمة الإفريقية بعد غياب 32 عاما ،وهى المشاركة الأولى له بعد انسحابه من الاتحاد عام 1984 احتجاجا على قبول ممثل لجبهة البوليساريو المنادية باستقلال الصحراء الغربية عن سيادة الدولة.

وعودة المغرب هذه المرة جاءت مصحوبة بقوة أبداها الملك محمد السادس فى كثير من الملفات الإفريقية ،وبعد أن استطاع المغرب أن يبنى اقتصادا قويا قادر على أن يكون قاطرة للازدهار فى افريقيا ، كما أنها جاءت رفضا لوجود ممثل البوليساريو داخل الاتحاد الإفريقى.

 

وحاول البعض من قوى الشر الساعية لإفساد العلاقات بين بلادى مصر وشقيقاتها من الدول العربية وكذلك الإفريقية لتأويل ووضع تفسيرات خاطئة لمشاركة كل من مصر والمغرب فى القمة ، خاصة فى ظل استمرار تواجد البوليساريو به ، وحاولت تلك القوى أن تأخذ من مشاركتهما أى مصر والمغرب زرائع على أن مصر والمغرب قبلتا بوجود البوليساريو عضوا فى الإتحاد ،واستندوا فى ذلك إلى مشاركة البوليساريو فى احتفالات مصر بمرور 150 عاما على الحياة النيابية والتى أقيمت فى وقت سابق فى شرم الشيخ المصرية.

والحقيقة أن القوى التى تسعى لتلك التفسيرات معروف عنها أنها تسعى لتأليب الرأى العام العربى والدولة ضد بلادى مصر، خاصة بعد ثورة 30 يونيو التى أطاحت بجماعة الإخوان من سدة الحكم ، وروجت زورا وبهتانا على أن مصر تؤيد مطالب البوليساريو فى استقلال الصحراء ، بل زادت على ذلك الزعم بأن مشاركة المغرب ذاته والتى جاءت بعد موافقة عشرات الدول ، تمثل اعترافا بوجود البوليساريو داخل الاتحاد.

ولجأت البوليساريو نفسها ، وعلى غير الحقيقة والواقع ، إلى تلك المزاعم واعتبرت أن طلب المغرب بالعودة للاتحاد تمثل إضفاء للشرعية على تمثيلها بالاتحاد ، ومن ثم حقها فى الاستقلال بالصحراء الغربية.

غير أن الموقف الرسمى الذى أعلنته بلادى مصر مرارا وتكرارا ،ثابت من تلك القضية ويؤكد على حق المغرب فى وحدة ترابه ، ورفض القاهرة لأى محاولات انفصالية تحت أى دعاوى ، وهو ذات الموقف الذى أعلنته المغرب ، لتكون مصر والمغرب على توافق داخل الاتحاد الإفريقى ، على رفض التقسيم والمساس بوحدة تراب المغرب.

كل تلك المواقف تؤكد على موقف بلادى مصر الثابت من القضايا العربية ،ويسد الطريق على كل المتاجرين بمواقف الدولة ، ويؤكد أن المساس بمصر أو بمواقفها أمر مستحيل ، كما أنه من المستحيل أيضا أن تفرط مصر فى القضايا العربية ، وفى القلب منها قضية العرب الأولى وهى القضية الفلسطينية ، وكذلك قضية المغرب وغيره من الدول العربية الشقيقة ، لتبقى بلادى مصر دائما قلب العروبة ونبض العرب.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط