الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعبتنا يا فضيلة الإمام !


حرف نداء وثلاث كلمات ستظل في التاريخ تهرول خلف شيخ الأزهر وهي تصف المرحلة والدور وحجم المسئولية التي تركها الأزهر وتخلف فيها عن القيام بواجباته ودوره في المواجهة الفكرية مع الإرهاب والتجديدية مع مناسيب الخطاب وجوهر الفهم لقضايا الشريعة وانسحابه من الواقع الاجتماعي الذى بان في كل الملفات الأخلاقية والسلوكية عواره الذى ضرب الشعب.

ثلاث كلمات تلفظ بها الرئيس السيسي في الاحتفال الكبير المقام بالثلث الأخير من يناير 2017 بمناسبة عيد الشرطة ...
وأثناء طرحه لمشاكل اجتماعيه كبيرة تؤذى المجتمع والدولة بما تلقيه نتائج التفكك الأسرى بالطلاق وخلافه من أعباء وأزمات تحوم في شوارعنا المثقلة بالأذى ..

وجه الرئيس البوصلة لضرورة البحث الشرعي عن مخرج لتهور البعض وسط كومة الأحداث وصراع الحياة وحصار الغضب وصعوبة التواصل مع متطلبات الحياه فيلقي بعضهم بكلمة الطلاق بين جدران منزل يعرضه للانهيار ولا يكون حينها مصابا غير طفولة بلا ذنب وأسرة ستضيع وسط الأهوال بلا ريب ...!!

ليبقى تخلف المؤسسة الدينية في الفتوى وما تقدمه للقضاء من هذه الزاوية مساعدا على المضي في طريق لم ترقب عواقبه .. عندما تصر على إقرار الطلاق الشفهي بحجة وقوعه بالنية ... فهل عندما تلتقي العيون ويدق القلب وتتأهب النوايا يكون قد وقع الزواج بالنية أيضا ..؟

إن الميثاق الغليظ الذى عقد بإجراءات حتى صار واقعا لا يمكن أن يُفك إلا بنفس الإجراءات حتى نصبح حيال واقع جديد ولا سيما وآيات الكتاب تؤسس لحالة الشهود العدول حتى يصبح الطلاق واقعا وناجزا فكيف تركوا الكتاب المبين إلى أقوال تراثيه تقضمه وأراء بشريه تدفنه ..؟

وهل فعلا على الرئيس أن يفكر في كل هذه القضايا ونتائجها ويوجه بضرورة البحث عن مخارج شرعيه توقف تغولها بينما العمائم سادره في غي حناجرها وخناجر الخراب تقترب من كل بيت ...؟

هل يبقى الأزهر مزدوجا في خطابة إلى هذا الحد عندما يذهب شيخه إلى برلين أو لندن ... أو يعمل على القاء خطاب في منتدى دولي أكبر .. فما نسمع منه إلا كلمات تجوب حول الحريات وحقوق الإنسان وتعزيز قيم التواصل والحفاظ على الحق الإنساني في الفكر والتعبير والاعتقاد ... ثم هو مع مؤسسته داخل البلاد يلاحقون بمنصة القضاء المفكرين والصحفيين والباحثين والكتاب ..؟

هل يبقى الأزهر صامتا خلف رايات داعش المرفوعة وقد خطفت منه الحديث باسم الشريعة وهو لا يهمهم إلا بكلمات مطاطة عامة عن مقاومة الإرهاب والتشدد بينما هو يعيش على سطور تراثية تقدس كل خطاب داعش المستند إلى فتاوي شيخ إسلامهم ابن تيمية ..؟

هل يليق بالأزهر وشيخه أن يبقى صامتا خلف كل هذا التدهور الحاصل في الخطاب الديني وقد خطفته السلفية بدون مواجهة أصيلة دينية وشعبية لإعادة رسم حدود الفهم وتجديد الطرح ومناقشه كل القضايا الشائكة والتاريخية من وجهة نظر نقديه لا تقديسيه تعلو بالحق وترفع آيات الكتاب فوق كل نص بشري لا يليق بنا أن نمنحه بعد اليوم قبلة الحياة عندما يدمر مستقبل الأجيال ويدعو الناس إلى الفتن والعداوات وإسالة الدماء ...؟

كم مرة وقف الرئيس السيسي فوق المنصة مطالبا بضرورة تجديد الخطاب الديني والفهم الديني والطرح المعاصر لقضايا يجب أن يحسمها الفهم المعاصر فيما يخص التخلي المرحلي عن الكثير مما يثار حول قضايا الرق والإماء والحريات والزواج والطلاق وكف الاعتداء وعدم تدخل الديني في السياسي حتى نعرف من اين نؤتى في وسط تداخلت فيه فوضى الفتن من كل ناحية .؟
لقد أتعبتنا يا فضيلة الإمام ...

أنت تترك خلفك المؤسسة الأزهرية مترنحة تحت ضربات سلفية متوغلة في جوف مناهجها ومسيطرة على معظم رؤاها ومتراجعة عما تقره مرجعيتها الكبرى وقد بان المشهد جليا بعد توصيات مؤتمر جروزني .عندما تراجع الأزهر عنها عدة خطوات ..!

كنا نود من الأزهر أن يضطلع بمهامه ويقوم بدوره ويلوي عنق السلفية التي نشرت في الأرض الخراب باسم دين يمثله ..

ولا يترك لها منابره في مصر وأفريقيا ولا يخضع لابتزاز رعاتها ولا يقبل دعم مموليها وسدنتها ويسعى بجد لردم الهوة بين المذاهب ويعيد تنقيح الفكر الإسلامي ليكون بالرحمة والتسامح والعدل متقدم ومنقذ وغالب .

أما والأمر كما نرى .... وبعد كل هذا التوجيه والنداء الذى لم يجد له مجيبا راجيا ... فقد أتعبتنا بحق يا فضيلة الإمام ....!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط