أسعارنا .. "ون واي"

حالة الأسعار أصبحت مستعصية .. لانافع فيها رقابة ،ولا حماية مستهلك ،ولا مباحث تموين .. إعتادت وعودتنا علي الصعود فقط .. بحجة الأسعار العالمية وارتفاع الدولار مرة.. و تعويم الجنيه أخري .. بينما هي لاتعرف العالمية ولا الدولار إلا في حالة الارتفاع فقط .. وكلام كبير نسمعه لايفهمه البسطاء .. فجوة سلعية ،نسبه تضخم وصلت 30 % ،واقتصاد يقاوم الانهيار..
كل الأسعار أصابها الجنون .. لم تعد الطماطم وحدها المجنونة ،فالفيروس انتقل إلى كل السلع والبضائع بدءا من حزمة الجرجير حتي المدارس والجامعات .. الأدوات الكهربية تخطت أسعارها ألوف الجنيهات ثلاجة ،أو تلفزيون ،أو غسالة ..
وكان الله في عون الأرملة التي تزوج بناتها والأب الذي يحاول ستر ابنته .. تدخل أي سوبر ماركت كبير أو محل بقالة صغير تجد الجميع يشكون ويصرخون .. ومنذ أيام بدأ سعر الدولار في الهبوط وبدأ اقتصادنا يعرف طريقه للانتعاش .. بعد أن وصل الاحتياطي 26 مليار دولار .. وبدأ السياح يتوافدون بعد رفع الحظر من الدول الإسكندنافية ..
ولكننا مازلنا نعاني فلا أحد يلتفت لهذا الانتعاش ولا الهبوط وكأنهم لايرون ولا يسمعون .. الدولة وأجهزتها الرقابية في واد والتجار وأسعارهم وسلعهم في واد ثان .. والمواطن يتألم ويزداد وجعا وهو يقف "متفرجا" حتي صورة الموظف الذي يحمل البطيخة والجرنال عند عودته من العمل وينتظره أطفاله بلهفة تغيرت .. فلم يعد يستطيع شراء بطيخ ولا حتي جرنال ..
ربة المنزل تدبر مصاريف يومها بالعافية أو لا تدبرها أصلا .. والحكومة والبرلمان يكافحان ويجاهدان لزيادة رواتب اعضائهما لتواكب "الغلاء".. بينما المواطن الغلبان لايجد من يسأل عنه ولا عن راتبه ولا من يؤمن له ولأبنائه أبسط سبل الحياة الكريمة .. ويحميه من جشع التجار.