الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روح محمود عبد العزيز تظهر في "الأب الروحي"


جاءت الحلقة 31 من ملحمة عائلة العطار الجزء الأول "الأب الروحي" لتلخص الصراع بين الحق والشر وليس الخير والشر لأن عائلة العطار لها حق عند عبدالله، نعم ، لكن هذا لن ينفى غسل ايديهم من الدم وتجارة السلاح.

الملحمة أخذت أبعادا نفسية وأبعادا اجتماعية، سياق المسلسل سياق تشويقى له عوامل إبهار من بداية الكاميرات HD وهذا واضح فى جودة الصورة والديكور الأكثر من رائع واختيار مناطق التصوير الخارجى الاكثر من رائعة مرورا بالإسكريبت واختيار مفرداته وجودة ورقى الحوار وإتقان اللهجة الصعيدية ، والموسيقى التصويرية التى جعلت من بطن المشاهد معركة نارية ما بين الامعاء والأعصاب الذى نتج عنه التوتر والحركة غير المبررة للقدم والظهر.

ملحمة العطار كان وراءها ملحمة من نوع آخر نوع به محبة وكرم وجهد وسهر وإتقان وظروف صعبة لكل من اشترك فى المسلسل من بعيد أو من قريب .

نجاح هذا المسلسل ، أنا كمشاهد وكناقد أهديه لروح الفنان العظيم محمود عبدالعزيز ومن بعده شركة الإنتاج التى لم تبخل على إظهار المسلسل بهذا الكوالتى واختيارها لعناصر العمل بعناية ورهانها على فرسان الجيل الجديد الذين أبدعوا كل فى دوره ليخرج العمل بهذا الجمال وهذه السيمفونية الفنية الراقية التى لم تخدش حياء الأسرة المصرية خصوصا فى مشهد اغتصاب عبدالله لزوجته الذى خرج بمنتهى الرقى بمشهد أدى المعنى وحافظ على حياء كل أسرة دخل لها ، فصوت دنيا عبدالعزيز شق الصدر وملأ الخوف البيوت فجاء مشهدا راقيا لأبعد الحدود.

تحية شكر واجبة لشركة الإنتاج «فنون مصر»، التى احترمت المشاهد المصرى والعربى، المنتج محمد محمود عبد العزيز، والمنتج ريمون مقار، وتحية شكر للممثل الذى أبهرنى وأبهر الجميع بأدائه وأحببته كممثل أكثر من مطرب وهذا لاتقانه وتملكه لكل عناصر النجاح محمد دياب فقد جعل الصراع داخليا يصل لحد الذروة هل أكرهه وأصدق عينه التى تمتلئ بالشر أم أصدق إحساسى الذى يقول لى إنه ضحية ظروف جعلته عبدالله المنتقم حتى من والده القعيد ، حاولت أن أكرهك ولم أستطع للأسف .

وهنا لى ملحوظة :
توقعت أن نهاية عبدالله ستكون مريرة وعلى مستوى الأحداث الإجرامية والأفعال المشينة التى فعلها فمثلا توقعت أن يخذله رجاله ويغلقون عليه الأبواب فى لحظة أمان منه ، ثم يتم إشعال القصر لتمحى كل ذكرى لجبروت عبدالله ، ولتلتهم النار قوة الشر التى بداخل عبدالله الذى لم يقدر عليها غير النار.

لم يعجبنى مشهد قتل عبدالله بهذه السهولة برغم نظرات الخوف التى كانت تملأ عينه من قدوم زكريا .

مشهد نهاية الحلقة 31 جاء أكثر من رائع فى اللحظة التى يشعر فيها سليم بلذة الانتصار هى نفس اللحظة التى يرى المسدس موجها لرأسه .

وكنت أتمنى أن يكون هذا المشهد هو نهاية الجزء الاول لتتوقف الحلقات عند الحلقة 31 لشدة جمالها وكم التشويق الذى وصل حد الذروة.

شكر واجب للفنانة القديرة فريدة سيف النصر التى تفوقت على نفسها فجعلت كل الأسر المصرية تكرهها لإتقانها العمة السوداوية التى يسيطر عليها الانتقام حتى من ابنتها فتفرح يوم اغتصابها أو هكذا رأت ابنتها فريدة سيف النصر استعملت ملامحها المصرية الأصيلة وشكلتها لتوقع بها فى سجل الأشرار وقد نجحت بتفوق مع مرتبة الشرف وأتوقع لها سنة حصد جوائز عديدة عن هذا الدور .

تحية تقدير للفنان المبدع أحمد عبدالعزيز الذى جعلنى أتنفس الصعداء وأقول والله زمان يا أحمد فهو أشهر من جسد دور الصعيدى فأعاد سليم الأكسجين لرئة أحمد عبدالعزيز ومشهد الختام تكلمت عنه سابقا .

كثيرون هنا من يستحقون الشكر..
مخرج متميز بيتر ميمى أبهر المشاهد بكادراته المداعبة لخيال المشاهد.
ومؤلف محترم راق هانى سرحان حافظ على التسلسل الدرامى غير الممل.
مبروك لكل فريق العمل نجاح مبهر ونسب مشاهدة أعتقد من وجهة نظرى أنها تحتاج لبحوث رأى عام .

فبعد مرور سنوات كثيرة من متابعة المشاهدين لسلسلة أعمال من عدة أجزاء مثل ليالى الحلمية والمال والبنون وبوابة الحلوانى وأرابيسك وزيزينيا ... الخ وغيرها من الأعمال الناجحة استطاع مسلسل الأب الروحى أن يعيد التفاف الأسرة المصرية والعربية إلى عمل يجذب ويخطف أبصارهم وقلوبهم.

فشكرا لأسرة مسلسل الأب الروحى وننتظر منكم باقى الأجزاء الراقية التشويقية الجذابة ونحذركم مما وقع فيه معظم ان لم يكن كل الأعمال التى كانت بهذا النجاح وهو الحشو والتطويل غير المبرر وظهور أشخاص تشتت المشاهد وتفقده لذة المشاهدة والمتابعة وتسرب الملل إلى الوجدان.

أتوقع حصول الأب الروحى على كم هائل من الجوائز غير المتوقعة لانه عمل احترم المشاهد فكان لزاما على المشاهد أن يجعله فى المقدمة.

فى انتظار باقى الحلقات وما ستفسر عنه ونتمنى الجزء الثانى أكثر إبهارا وتشويقا من الجزء الأول .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط