الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإصلاح السياسي في إفريقيا.. قراءة في ضوء الواقع


تطلعت دول القارة الأفريقية إلى الاستقلال عن المستعمر في شكله التقليدي، وكانت كل الرؤى تشير إلى تحقيق ذلك على واقع الكفاح والدماء التي أُريقت تشهد علي الرغبة في تحقيق ذلك، وكانت وعود القوى الوطنية وآباء الاستقلال تصور الوضع بعد رحيل المستعمر على أنه الجنة الموعودة، ولكن الذي حدث علي العكس من ذلك تماما، فعشية الاستقلال تلاشت هذه الوعود، وخاصة مع تبني أيديولوجيات خاطئة للتنمية، وظل الوضع على ذلك لسنوات وسنوات، وكرست النخب السياسية التي وصلت إلى السلطة للاستبداد والقمع واستخدام الأساليب التي كان يستخدمها المستعمر. 

والفارق الوحيد هو الوجوه الوطنية السمراء، تلك الوجوه التي استأثرت بكل شئ الثروة والسلطة، وكانوا ينظرون إلى ذلك على أنه الحق بعينه نظير كفاحهم ونضالهم الطويل، للوصول إلى مواقع السلطة، وكانت هذه الزعامات أيضا يتم النظر إليها على أنها ظل الله في الأرض أو أنهم يتمتعون بأبوية خاصة توجب على الجميع الطاعة والخضوع. 

وظلت الشعوب علي حالها أيضا تثق في تلك النخب والزعامات حتى وصل الأمر إلى تبرير أخطائهم لأمور إلهية وظروف معاكسة لتبرير بقائهم في السلطة التي تضمن لهم كل شئ، والقصد هنا النخب الحاكمة والثروة والنفوذ والكرامة والتخلي عن السلطة يعني الوضاعة والفقر وأشياء أكثر من ذلك، ووصل الأمر إلى حد الإيمان بذلك من قبل الحاكم والمحكومين، مما أدى إلى انتشار الفساد، وأصبحت بلادنا الأفريقية مسرحا لكل الأمراض السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية.

موبوتو سيسي سيكو رئيس الكونغو من أثرى أثرياء العالم وأكثرهم فسادا، وشعبه تحت خط الفقر بكثير، والأمثلة كثيرة وصفا للحال حتى يمكن الانطلاق نحو ما هو عكس ذلك، حتى تحسن الدولة من مكانتها العالمية والوصول إلى تنمية شاملة فقط إرادة فاعلة لموارد القارة وعدالة الحاكم والنظرة حولنا تؤكد ذلك، فتجارب الإصلاح تعكس فقط توافر الإرادة مع العزيمة لإحداث التغيير.
الصين لم تشك للعالم من ثروتها البشرية وانطلقت نحو التقدم والتغيير من خلال ثورة ثقافية بهرت العالم كله.. سنغافورة الدولة القرية إعجاز في استغلال الموارد.. اليابان نموذج فاعل يحتذى به في كل مكان وعنوان واضح للإرادة الرشيدة والعدالة التي تسيطر علي مجريات الحياة بهذه الدولة المعجزة.

ولابد من تبني سياسات بعيدة عن الأماني والرغبة وكفانا اهتمام بمفاهيم الإصلاح الشكلي، ولنبحث عن حلول تحقق التنمية والكرامة للإنسان الأفريقي بعيدا عن الأنظمة التي ساهمت ومازالت في بقاء القارة علي حالها منذ الاستقلال وحتي الآن والقصد هنا الفقر والعوز وأمراض مزمنة منها عدم الاستقرار السياسي والصراعات الإثنية التي أقعدت الدولة في قارتنا الأفريقية ومازالت، والحل نسيج وطني جامع وولاء مركزي يقضي علي الولاءات القبلية والتداول السلمي للسلطة وفاعلية برامج التنمية والقضاء نهائيا علي الصراعات الإثنية حتي نري دولنا الأفريقية في حال أفضل مما سبق... وللحديث بقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط