الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتخابات الصحفيين .. مرحلة جديدة من العطاء النقابي


ساعات قليلة تفصل الجماعة الصحفية عن حدث هام ، يمثل بداية مرحلة جديدة من تاريخ المهنة والنقابة على حد سواء.

فمن المقرر أن تجرى الجمعة القادمة انتخابات التجديد النصفى للنقابة ، حيث يتم اختيار نقيب وستة أعضاء جدد، وهو الحدث الذى يعقد عليه كثيرون آمالا، وأنا منهم باعتبارى منخرطا فى العمل النقابى قبل أن أكون مرشحا فى تلك الانتخابات ، ذلك أنه بعد تلك الانتخابات تتحدد ملامح جديدة للعمل الصحفى والنقابى.

فهناك العديد من الملفات تنتظر المجلس القادم ، يأتى فى مقدمتها إعادة ترتيب البيت الصحفى ، الذى تمثله نقابة الصحفيين ، خاصة بعد الأحداث التى شهدتها مؤخرا ، وكانت سببا فى إحداث حالة من الاستقطاب السياسى غير المسبوق ، والذى بلغ أشده فى الأيام القليلة الماضية ، التى شهدت حالة من التجاذب والتراشق بين الزملاء الصحفيين ، الذين خلق البعض منهم حالة هى اشبه بالحرب بين فريقين ، خاصة فيما يتعلق بمنصب النقيب.

وعندى أن تلك الحالة لا تمثل ظاهرة صحية على الإطلاق ، بل تزيد من حالة الاحتقان الداخلى ، وتفرض مزيدا من حالات الانقسام داخل الوسط الصحفى ، فى وقت الجماعة الصحفية فيه فى أشد وأمس الحاجة للوحدة ، حتى تستطيع أن تنجز استحقاقات هامة تتعلق بالتشريعات الصحفية ، وهى التحدى الآخر الذى ينتظر المجلس القادم، والذى يتطلب فتح مجال أوسع وفضاء أرحب للمناقشات الجادة حتى تصل الجماعة الصحفية إلى تشريعات ترضى طموحاتها.

كما تمثل تلك الانتخابات بداية لحل الكثير من الأزمات العالقة فى الوسط الصحفى، منها تزايد أعداد العاطلين عن العمل من النقابيين ، وكذلك تعرض الكثيرين منهم لمخاطر الفصل التعسفى ، وإنهاء علاقة العمل دون أى سند من القانون ، فضلا عن تزايد أعداد المتدربين الصحفيين فى مختلف المؤسسات دون وجود ضوابط لحمايتهم قانونيا أو نقابيا.

المشاكل فى الوسط الصحفى كثيرة ومتراكمة وبلغت حدودا خطيرة ، غير أن طريقة اختيار الجمعية العمومية لتركيبة المجلس القادم من شأنها أن تساهم كثيرا فى حل تلك المشاكل ، خاصة أن كثيرا منها مرتبط بأداء أجهزة الدولة ، التى تمثل عونا للنقابة فى تحقيق أهداف أعضائها وهو ما يتطلب الوصول إلى حالة وئام ورأب الصدع مع بعضها.

ومع كل ما سبق لدى يقين بالغ بأن نقابتنا العريقة – الصحفيين- سوف تبدأ مرحلة جديدة من العطاء المهنى والنقابى خلال الفترة القادمة، يحظى فيها الأعضاء بعطايا مهنية ونقابية وتشريعية تصل بهم إلى حد التفاخر بمهنتهم ووطنهم ، مرحلة يودع فيها الصحفيون حالات البطالة والخوف من المستقبل ، مرحلة تمثل فيها النقابة رافدا من روافد العطاء الحقيقى لكل الأعضاء ودون اى تمييز، مرحلة تعود فيها النقابة لدورها الوطنى والإقليمى أيضا.

كل ذلك فى حاجة إلى اختيارات سليمة من جانب أعضاء الجمعية العمومية ، بحيث تكون قائمة على أساس القدرة على العطاء المهنى والنقابى ، بعيدا عن التربيطات وتصويت المجاملات، وهذه هى دعوتى للجمعية العمومية أن يكون اختيارها قائما على وجود نقاط تماس بين المرشحين والعمل النقابى ، فضلا عن توافر الخبرة القانونية والنقابية الكافية للانطلاق إلى المرحلة القادمة بكل ما فيها من آلام وآمال ، حتى يمكن تلبية طموحات الجماعة الصحفية، وتحقيق أهداف المهنة والصحفيين والمجتمع والدولة على حد سواء.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط