قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

على حسن السعدنى يكتب : كلام موطن بسيط


يصعب علي كثيرا أن أتحدث عن السياسة ، حديثا رائعا وبارعا ؛ وذلك لسببين :
الأول : لأني لست سياسيا محنكا ، أو حتى محتكا بأهل السياسة ، ولا أفهم في السياسة كأي واحد من سياسنا الكرام أو اللئام
والثاني : لأني لا أحب السياسة ولا إكراه في السياسة ، والحمد لله
غير أن لي رأيا بسيطا حول السياسة ، وفهما ساذجا لها ، يمكن لي أن ألخصه ـ بنوع من الحذر والخجل ـ في كلمات معدودة ، تغني عن اللف والدوران ، والخوض في النظريات ، والمذاهب ، والاستشهاد بالأعلام ، والرواد ، والمفكرين القدامى والمحدثين .. المصلحين والمفسدين على السواء وهذه الكلمات هي :
ـ السياسة تعمد في جوهرها إلى تدبير شؤون الناس الدينية والدنيوية ، وتنظيم أمور الجماعات والهيئات بعدما تتكون ، وتسيير الأفراد على اختلافهم ، ونفاذ الأمر فيهم ، بما يلاءم أحوالهم ، ويحقق مصالحهم ، ويؤدي إلى منافعهم بشكل أفضل ، ومقام أنسب ، حتى يكونوا جميعا شعبا مستقرا راضيا ، مستقيم الحياة ، موفر الآمال والغايات ...
ـ السياسة هي أن نرى كيف تتغير الظروف ، التي تحيط بنا أفرادا وجماعات ، من السيئ إلى الحسن إلى الأحسن ، وباستمرار .. وأن نرغب في تكوين مجتمع نشيط ، عامل ، منتج ، مفكر ، صاعد ، على الدوام ...
ـ السياسة هي أن نجعل من الفرد إنسانا أفضل ، ينال حقوقه كاملة ، ويدرك واجباته كلها ، فيؤديها أحسن أداء وأروعه ؛ يحفزه في ذلك حب الوطن ، والرغبة في التطور والنماء ، لا يخاف على رزقه ، ولا على رقبته ، في ظل القانون العادل والأمن المستتب ...
ـ السياسة هي احترام القانون ، ومراعاة حقوق الآخرين ؛ فلا يوجد في الأمة رجال فوق القانون ، وآخرون تحت القانون ، بل يقف جميع أبناء الشعب بمختلف طبقاتهم ، ومشاربهم ، ودرجاتهم ، وأجناسهم ، في ( خط استواء ) القانون ، كل له ما له ، وعليه ما عليه .. حقوقهم مرعية ، وواجباتهم مقضيه ، يثاب المجتهدون والمخلصون ، ويعاقب المفسدون والمتحايلون ...
وعلم السياسة هو نفسه علم تغيير الواقع الاجتماعي ؛ وذلك بالسعي الكادح نحو زيادة الدخل القومي ، ورفع مستوى الأجور بالنسبة إلى الأفراد العاملين ، وإقامة مشروعات التنمية الاقتصادية ، ونشر الثقافة الإيجابية ، وإحقاق الحق ، والعدل ، والكرامة ، والمساواة .. وإزهاق الباطل ، والظلم ، والذل ، والإهانة ..
والنزوع نحو تحقيق الأمن ، والرخاء ، لكل مواطن ومواطنة ، ونشر الطمأنينة والسعادة بين الجميع ، التي هي غاية ليس بعدها غاية لأي امرئ في الحياة .
وبكلمة جامعة مانعة فإن السياسة هدفها أن يتحقق الخير للدولة ، في مجموع أفرادها ، دون تمييز أو استثناء ، لأن السياسة هي حياة الناس